الهروب العظيم من براثن الموت

264

545النجف الأشرف – الحكمة: أربعة أطفال رسم الحزن على وجوههم وشماً لا يمكن محوه، وكتب على جبينهم اليتم وفقد الإخوة، وفرض عليهم أن يروا موت والدهم وإخوتهم نصب أعينهم. فرض عليهم أن يروا مشاهد الرعب ويعيشونها لحظة بلحظة، ففي يوم 20/7/2014  دخلت عليهم عصابات داعش كما الأشباح في قصص الأطفال أخذوا يختطفون الفتيات من بين أهليهم، ويقتلون الرجال ما دعا هذه العائلة المتكونة من سيدة حبلى وستة من أبنائها وزوجها الضعيف والتي لم تتوقف عن البكاء طيلة حديثها عن واقعة الهروب إلى حمل أنفسهم والهرب من مدينة الموصل في ذلك اليوم العصيب وبعد رحلة الهرب التي استمرت أسبوعا والتي لم يعرفوا خلالها طعم الأمان صادفتهم دوريَّةٌ كانوا يظنون انها للجيش العراقي إلا انها كانت لمجرمي داعش الذين يحملون الأسلحة، وبدأوا يصرخون بوجوههم وينعتونهم “بالرافضة”.

تقول السيدة “و.أ” :”استولت هذه العصابة من قطاع الطرق على ولدي مصطفى وأخذت تنهال عليه بالضرب بأعقاب البنادق والاسلحة ما جعله يستغيث بي وأنا لا حول لي ولا قوة ولكم ان تتصورا أماً عاجزة عن حماية ابنها ، وأنا أرى انهم قد هشموا رأسه من فرط ضربهم له بالأسلحة ، وأما ولدي مراد فقد خضبوا الأرض بدمائه وأدموه حد الموت أمام ناظري وناظر أبيه وزوجه ؟؟  وأما زوجي فقد كان رجلاً نحيلاً، أشبعوه صفعاً على وجهه ومن ثم قتلوه ، لم أجد ما أدفع به عن ولدي وزوجي إلا الصراخ لكنهم لم يدعوني أطفئ جمر اللوعة بالنحيب والصراخ على ما كنت قد رأيته من وحشية الانسان على نظيره الانسان، وكاد قلبي يقف لحظتها.. ماذا عساي أن أفعل ؟؟ حائرة ما بين القتلى من عائلتي وما بين من نجا منهم من قبضة الموت ؟؟ هربت برفقة أطفالي الأربعة المتبقين وأنا أجرُّ بأذيالي وأطفالي الأربعة وخامسهم في بطني لينتهي الكابوس بخسارتي لولدي وزوجي وليبدأ كابوس آخر ما أظنه سوف ينتهي يوماً !!

telegram.me/alyatem

twitter.com/alyateem2007

youtube.com/alyatemify

Instagram.com/orphancharityfoundation

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*