مبادرات نزع الألغام والإصلاحات تعيد تأهيل قنوات الري الرئيسية والأراضي الزراعية قرب الموصل

244

47288a854fالحكمة – متابعة: سيتمكن نحو 200,000 شخص من الموصل وأنحاء أخرى من العراق من العمل وكسب الدخل لأول مرة منذ سيطرة ما يسمى بتنظيم (داعش) على أجزاء من تلك المنطقة في 2014، وذلك بفضل مشروع جديد أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لاستعادة نظام الري لنحو 250,000 هكتار من الأراضي الزراعية.

ويتوقع أن تتدفق المياه قريباً عبر القنوات التي كانت تغذي هذه الأراضي التي كانت خصبة في يوم من الأيام وتبعد نحو 30 كيلومتراً غرب الموصل، ثالث أكبر المدن العراقية. ومن خلال برنامج “النقد مقابل العمل” الذي يعد أحد المكونات الرئيسية لمشروع الفاو، ستقدم المنظمة الدعم للعائلات الأكثر ضعفاً التي تحتاج إلى المال لسد احتياجاتها اليومية ومن بينها توفير الطعام والملابس والتدفئة والمواصلات. ولم يحصل العديد من هؤلاء على عمل يكسبون منه أجراً منذ عامين على الأقل.

ويقوم العاملون ضمن هذا البرنامج بتنظيف القناة الرئيسية لمشروع نظام الجزيرة الشمالي للري، من الأوساخ والحجارة والأنقاض لكي يتم فتحها من جديد لتغذي القنوات الصغيرة في الأراضي الزراعية.
كما قامت منظمة الفاو بإصلاح محطة الضخ التي تغذي نظام القنوات من سد الموصل. ولأول مرة تتعاون المنظمة مع شركة متخصصة في إزالة الألغام لتنظيف المناطق الزراعية الثمينة المحيطة بالقنوات من العبوات الناسفة غير المنفجرة بحيث يتمكن المزارعون من زرع المحاصيل ورعي مواشيهم بأمان.

ويعد هذا المشروع الذي يستفيد منه حالياً أكثر من ثلاثة آلاف شخص، أساسياً لإحياء النشاطات الزراعية في المنطقة.

وتعليقاً على ذلك قال ممثل الفاو في العراق، الدكتور فاضل الزعبي: “على مدى عامين لم يتمكن المزارعون هنا من زراعة الخضروات نظراً لأن الجماعات المسلحة دمرت قنوات الري ولوثت المنطقة بالعبوات الناسفة”، مؤكداً أن “تمكين الناس من استعادة قدرتهم على الزراعة والتجارة في هذه المنطقة مهم ليس فقط للأمن الغذائي، بل كذلك لبناء الازدهار والسلام الدائم في البلاد”.

وفي الماضي القريب كان المزارعون في المنطقة يصدّرون خضرواتهم ومحاصيلهم الزراعية ومن بينها القمح والشعير إلى سوريا وغيرها من الدول، ويوفرونها لملايين العراقيين. أما الآن فإن البلاد تعتمد على الفواكه والخضروات المستوردة.

ويقول أحد عمال المشروع ويدعى أحمد محمد وهو أب لثلاثة أطفال ويبلغ من العمر 23 عاماً: “نقوم بجمع الأنقاض في أكوام، وبعد ذلك نجمع كل أربعة أكوام في كوم واحد كبير لتأتي الجرافة وتزيله من القناة”. ويضيف: “أخي يملك أرض زراعية وسيستفيد من هذا المشروع، فقد كان يزرع القمح والشعير في الشتاء والخضروات في الفصول الأخرى. أما الآن فهو لا يستطيع زراعة الخضروات إلا عندما يهطل المطر”.

وفي الماضي كان مشروع الجزيرة للري مصدراً أساسياً للمياه المستخدمة للزراعة والثروة الحيوانية والاستخدام المنزلي.

إلا أن نحو 100 قناة أصغر حجماً في هذا النظام تضررت، كما نُسفت الجسور، كما أن محطة الضخ المتضررة تعمل بأقل من قدرتها، ما نجم عنه نقص حاد في المياه.

ومع استعادة المزيد من الأراضي، ستزداد الحاجة إلى بذل جهد كبير لإعادة تأهيل البنية التحتية حتى يمكن استئناف الانتاج الزراعي واستعادة سبل العيش. وتسعى منظمة الفاو إلى الحصول على تمويل ملح بمقدار 89 مليون دولار لتعزيز استجابتها للطوارئ بما في ذلك إعادة تأهيل البنية الزراعية المتضررة، ودعم المزارعين ومساعدتهم على تلقيح ثروتهم الحيوانية وتوفير الطعام لها، وتوسيع مشروع “النقد مقابل العمل” وغيره من النشاطات المولدة للدخل. إن العمل الذي تقوم به الفاو، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، يدعم العائلات العائدة إلى المناطق التي تمت استعادتها، وعائلات النازحين، والمجتمعات المضيفة واللاجئين القادمين من سوريا. ويتم تمويل المشروع الحالي لإصلاح نظام الجزيرة للري من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

(موقع منظمة الفاو)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*