هل الكهرباء نعمة أم نقمة؟! قصص إنسانية مؤلمة سجلتها مؤسسة اليتيم الخيرية في عام 2016
271
شارك
النجف الأشرف – الحكمة : وضع يستعصي إدراكه لسيدة أرملة بأول عقدها الرابع وأيتام سبعة يسكنون بشيء ليس بمنزل بل هو كهف تصدعت أركانه وتشققت جدرانه ولا يصل إليه الكهرباء بتاتاً ويخلو من أي جهاز كهربائي فهو يبعد عن أقرب طريق معبد بالأسفلت مسافة 3 كيلومترات يقطعها الأيتام الأولاد يومياً سيراً على الأقدام صوب المدرسة ببطون غرثى تخلو من كل شيء إلا من بعض الحليب الذي يرسله اليهم أحد أقربائهم مقابل أن تخرج هذه الأرملة لتعمل في أقدم مهنة عرفها التاريخ وهي رعي الأغنام الخاصة به لـتأخذ جزاء على ذلك القليل من الحليب والماء الصالح للشرب.
وأما الفتيات فبمجرد أن تبلغ إحداهن عمر الاثني عشر عاماً حتى تذهب الأم لأحد أخوالهن وتطلب منه خطبتها لأحد أبنائه، لقد زوَّجتْ هذه السيدة الى الآن اثنتين من بناتها وقد ذهبت قبل مدة الى أخيها طالبةً منه أن يأخذ الثالثة لتخفف العبء عنها.
الأيتام السبعة لا يعرفون لنعمة الكهرباء معنى سوى أنها كانت السبب وراء موت والدهم بالصعق الكهربائي بسبب مولَّد صغير كانوا يستخدمونه عندما يحل الظلام وقد حرموا منه بعد موت والدهم منذ ستة أعوام.
ما تبقى لهذه السيدة هم خمسة أيتام بعيونٍ مهمومةٍ مثقلةٍ بالخوف والحزن ونظراتٍ توحي بالتردد، يلبسون ملابساً قد عزف عنها أقرانهم لفرط قدمها. وينامون مبكراً، مبكراً جداً إذ ليس لديهم ما يستخدم للإضاءة سوى سراج زجاجي صنعوه من قنينة عصير ، وحينما ينفد نفط هذا السراج يشق عليهم توفير النفط له مستقبلا كونهم لا يملكونه مطلقاً.