هل تخيلت ذات مرة أنك مجبر على افتراش كيس طحين فارغ في شتاءٍ قارس؟

296

kareem-26-12-2016-13

النجف الاشرف – الحكمة: هل تخيلت ذات مرة أنك مجبر على افتراش كيس طحين فارغ لتجلس عليه في شتاءٍ قارس؟

في قرية مظلوم غربي النجف ، وفي حجرةٍ صغيرةٍ جدرانها من الحجر الكلسي وأرضيتها من تراب وتخلو من الأثاث إلا من بعض الأفرشة والصحون القديمة والموقد النفطي الذي يعد أثمن ما يملكون كونه يعينهم في الطبخ وتسخين المياه للاغتسال، تعيش عائلة تتكون من أرملة وخمسة من أبنائها أحدهم معاق، شابٌ كانت أمه تأمل أن تتكئ عليه عندما تبلغ من العمر عتيا ولكنه الآن يتكئ على الأم، ويتيمة بعمر الورد لم تنتعل حذاءً أو تلبس قميصاً أبيضاً أو تحمل حقيبة مدرسية حالها حال أقرانها، فهي والى جانب أمها ترعى أخاها المعاق في احتياجاته الخاصة، واعداد الطعام والوقوف على التنور للخبز، ويتيمتان ترتادان المدرسة رغم قلة الحيلة، إحداهما نامت في أحدى الليالي بلا عشاء فهي تتحسس من (غلوتين) الخبز وقد نفد من العائلة الرز ولم تستطع شراءه ويتيم آخر يخرج الى العمل في معامل الطابوق غير الصحية التي يستنشق منها السموم التي تسربت الى جسده الطري لتفتك به وهو في غفلة عنه معرضاً، وقد رضي بهذا العمل الذي لا يجده دائماً.

هذه العائلة تستلم راتباً شهرياً من مؤسسة اليتيم الخيرية وتزودها المؤسسة بين فترة وأخرى بالمواد الغذائية ومنحتها كرسيا متحركا وماكنة خياطة ومواد منزلية أخرى إلا أنها بحاجة الى يدٍ رحيمة تنتشلهم من واقعٍ لازمهم طيلة عمرهم وكتب عليهم تحمله رغم أنوفهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*