الحكمة – متابعة: كشف الأطباء النقاب عن دواء يعتبر علامة فارقة في علاج مرض التصلب المتعدد يعمل على تغيير الجهاز المناعي في جسم المريض، ووصفت هذه الأنباء بأنها ” أخبار عظيمة”.
وأجريت هذه التجارب ونشرت نتائجها في دورية نيو انغليند للطب، وأثبتت أن هذا الدواء من شأنه إبطاء التلف في دماغ المرضى المصابين بنوعين من مرض التصلب المتعدد.
ويعد Ocrelizumab أول دواء يظهر نتائج إيجابية في المراحل الأولى من هذا المرض.
وأجريت تجارب على هذا الدواء لطرحه في الولايات المتحدة وأوروبا.
ومرض التصلب المتعدد ينتج من هجوم الجهاز المناعي للمريض على الجهاز العصبي، مما يصيب الأغشية الحامية للأعصاب التي تسمى “الغمد المايليني” الذي يساعد على انتقال الإشارات العصبية للشريان.
ويمنع أي عطب يصيب ” الغمد المايليني” الشرايين من القيام بعملها بطريقة صحيحه وكذلك لا تصل الرسائل التي تعُطي من الدماغ إلى الجسم، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بعوارض عدة ومنها: صعوبة في المشي والإجهاد وعدم وضوح في الرؤيا.
وقد يسوء المرض ليعرف باسم مرض التصلب المتعدد المتردد أو يأتي بصورة موجات من المرض والتماثل للشفاء ويسمى مرض التصلب المترقي.
وكلاهما لا يمكن علاجهما رغم وجود أدوية للمرض الثاني.
“تغيير العلاج”
ويعمل العقار الجديد على قتل جزء من الجهاز المناعي للمريض – التي تسمى خلايا بي- والتي لها دور في استهداف “الغمد المايلني”.
وشملت التجارب 732 مريضاً مصاباً بمرض التصلب المتعدد، انخفضت نسبة المرضى الذين ساءت حالتهم – بعدما تناولوا هذا الدواء الجديد – إلى 33 في المئة مقارنة بـ 39 في المئة ممن لم يعطوا الدواء الجديد.
وأظهرت التجارب أن المرضى الذين أعطوا الدواء الجديد سجلوا وقتاً أفضل لمشي 25 قدماً كما أن نسبة ضمور المخ انخفضت لديهم.
وقال البروفسور غافين جيوفاني من كلية لندن للطب وطب الأسنان وجامعة بارتس إن “النتائج التي أظهرتها هذه الدراسات لديها القدرة المبدئية على تغيير الطريقة التي نعالج بها مرض التصلب المتعدد الناكس المتردد والمترقي”.
ويعاني أكثر من مئة ألف شخص من مرض التصلب المتعدد في المملكة المتحدة وواحد من خمسة من هؤلاء المرضى يعانون من مراحل متقدمة من هذا المرض.
وقال الدكتور الينغ ماكهون الذي يرأس التجارب السريرية في مجتمع مرض التصلب المتعدد إنها “لأخبار عظيمة للمرضى المصابين بالمراحل الأولى لهذا المرض”.
وأضاف ماكهون “أنها المرة الأولى التي يتوصل الأطباء إلى دواء يقلل من نسبة تطور الإعاقة لهذا النوع من مرض التصلب المتعدد، مما يعطي أملاً لهم”.
وصرح جيوفاني في مقابلة مع بي بي سي أن “مرضى التصلب المتعدد في المملكة المتحدة قد يصابون بخيبة أمل، إذ أن هذا الدواء قد لا يتوفر لكافة لمرضى الذين يتعالجون على نفقة هيئة الخدمات الصحي إذ أنه قد يكون باهظ الثمن”.
وأشار إلى أن “شريحة محدودة من المرضى سيتوفر لهم هذا الدواء”.