في الغارديان: إنهم يحاولون قتلي. إذا قتلوني، اعتنوا بطفلي!!

377
مركز جزيرة مانوس لتجميع اللاجئين
مركز جزيرة مانوس لتجميع اللاجئين

الحكمة – المتابعة: في صحيفة الغارديان نطالع تقريرا عن رحلة الحياة القصيرة لفيصل إسحق أحمد، وهو لاجئ من دارفور في استراليا.

ولد فيصل في السودان وقضى أكثر من نصف حياته في مخيمات اللاجئين.

اللاجئ الإيراني بهروز بوتشاني يتحدث مع صديق أحمد عن مرضه والحياة التي دفعته إلى معسكر الاحتجاز في جزيرة مانوس الأسترالية.

“إنهم يحاولون قتلي، إذا قتلوني، اعتنوا بابني”.

هذه كانت آخر الكلمات التي تفوه بها فيصل قبل موته ليلة عيد الميلاد، في آخر زيارة له إلى صديقه وليد صندل.

هذا ليس مشهدا من فيلم أو رواية، إنه واقع سجن جزيرة مانوس الذي يقع في وسط المحيط الهادئ، على بعد مئات الكيلومترات من أستراليا.

ولد فيصل في دارفور، خلال الحرب. وفي عام 2004، عندما كان في الثالثة عشرة، نزحت عائلته وأقامت في مخيم قصب للاجئين، الذي كانت تديره جمعيات خيرية. لم يكن مسموحا لسكانه بالعمل، بل كانت تلك الجمعيات توزع عليهم الطعام بين فترة وأخرى.

في شهر يوليو/ تموز من عام 2013، بعد تسعة أعوام من حياته في المخيم، غادره فيصل تاركا زوجته وطفله، مهاجرا إلى استراليا عبر مصر وإندونيسيا.

كانت الرحلة صعبة وخطيرة وكاد القارب الذي كان يقلهم يغرق.

حين اعترضت طريق قاربهم البحرية الأسترالية، نقلوا الجميع إلى جزيرة تبعد آلاف الكيلومترات، دون أن يعالجوا المرضى.

بعد مضي شهر نقل فيصل إلى جزيرة مانوس، حيث أودع سجن “دلتا” مع صديقه وليد، ووضع في ما يشبه القفص، ثم نقل إلى قفص أكبر قليلا في سجن آخر. في هذا السجن بدأت رحلته مع آلام المعدة.

لم يحصل سوى على مسكنات الألم، ولم يستطع النوم معظم الليالي.

منذ انتقاله الى السجن قضى فيصل سنتين ونصف في طابور إما بانتظار دوره لإجراء مكالمة تليفونية أو بانتظار حصوله على مسكنات الألم.

يقول وليد صديق فيصل إنه كان ودودا وذكيا.

قبل طلبه للجوء أخيرا، فنقل إلى سجن آخر. اثناء وجوده في السجن فقد فيصل والدته، وبدأ يعاني من متاعب في القلب، وكثيرا ما تعرض لحالات إغماء، لكنه لم يحظ برعاية طبية.

حين ساءت أوضاعه بشكل كبير كتب اللاجؤون من اقرانه رسالة للأطباء واصفين حالته، لكنهم لم يتلقوا جوابا.

بعد بضعة ايام سقط فيصل مغشبا عليه، نقل بعدها إلى استراليا. وبعد يوم وصل إلى اصدقائه في جزيرة مانوس خبر وفاته.

هذه كانت رحلة حياة فيصل، من خيام دارفور إلى سجون أستراليا.

(بي بي سي)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*