العثور على ثمرة طماطم أثرية في حجر عمره 52 مليون عام.. كم بلغ وزنها؟

232

n-s-large570الحكمة – متابعة: تزن ثمرة الطماطم الأكبر في العالم أكثر من متوسط وزن المولود الجديد. إذ يزيد وزنها على 8 أرطال أثقل ثمرة شبيهة لها نمت في أغسطس/آب عام 2016 وكان وزنها يعادل 8.6 رطل. كانت حبة الطماطم الضخمة عبارة عن كتل حمراء مطوية على بعضها البعض مثل تجاعيد الدماغ.

ووفقاً لصحيفة The Washington Post الأميركية، فإن ثمرة الطماطم الضخمة التي سجلت وزن 8.4 باوند آنذاك، كانت “فصوصها ضخمة جداً” وكانت تقارب في الشكل “كرة الشاطئ الضخمة متعددة الألوان” عندما قُطفت من بيتٍ بلاستيكي بولاية مينيسوتا عام 2015.

التهجين ليس جميلاً دوماً. فوفقاً لكاتبٍ بمجلة Gastronomica المختصة بالدراسات الغذائية، “الطماطم المزروعة حديثاً ضعيفة وكثيرة الفطريات”. ثمرتا الطماطم الضخمتان تشبهان قليلاً أقاربهما وأسلافهما من ثمار الطماطم البرية. تفتقر ثمرة الطماطم الخضراء “التوماتيلو”، وهي العنصر الأساسي في الصلصة الخضراء، إلى القشرة الشبيهة بقشر شرائح اللحم، وهي مغلفة بدلاً من ذلك بغلاف ورقي ناعم.

شريحة التوماتيلو تلك، كما اتضح، أقدم بكثير مما يتوقع أي شخص، إذ وجد الباحثون مؤخراً زوجاً من قشور ثمرتين متحجرتين في الأرجنتين، ما دفع الخبراء لإعادة تقييم عمر الطماطم والتوماتيلو.

كرز الأرض

وكتب علماء نبات من جامعة كورنيل وجامعة ولاية بنسلفانيا ومُتحف Egidio Feruglio للحفريات بالأرجنتين في مجلة ساينس الخميس، أن الثمرتين تسميان بالثمار الفانوسية أو كرز الأرض، وتنتمي الحفريتان لعائلة الباذنجانيات أو nightshades. وسمُّوا النبتة Physalis infinemundi وتعني في نهاية العالم.

وكان الاسم ذا معنى بشكل مضاعف، إذ قال المؤلفون إن كلمة Infinemundi تعبر عن باتاغونيا المعاصرة، في الطرف الجنوبي من أميركا الجنوبية، حيث اكتشفت الحفريات. كما أن النبتة عاشت أيضاً خلال الفترات الأخيرة من وجود الجندوانا Gondwana، القارة الكبرى التي كانت تصل منذ 52 مليون عام بين أجزاء من أميركا الشمالية والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا.

يقول بيتر ويلف، المختص بالعلوم الجيولوجية بجامعة ولاية بنسلفانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريح إخباري: “نبتة Physalis تقع بالقرب من أطراف شجرة تطور العائلة الباذنجانية، ما يعني أن عائلة الباذنجانيات ككل، على عكس ما كنا نعتقد، عمرها أكبر بكثير من 52 مليون عام”. وكان العلماء يعتقدون أن ثمار الطماطم الخضراء تواجدت فقط منذ وقت قريب يتراوح بين 9 ملايين إلى 11 مليون عام.

وتحتوي عائلة الباذنجانيات على العديد من الثمار الأخرى، بعضها يحظى بشعبية كبيرة. والعديد منها يمكنك إيجاده في المحلات التجارية بقسم المحاصيل الزراعية. فالبطاطا والباذنجان أيضاً ينتميان للعائلة الباذنجانية وليس فقط الطماطم والتوماتيلو.

الباذنجانيات أيضاً تشمل القليل من الأنواع الأخرى من بينها نوع يوضع خلف آلة تحصيل النقود (التبغ) والأزهار الموجودة في صندوق النافذة بالمنزل (زهور البيتونيا)، فضلاً عن أنه يوجد بنفس العائلة أنواع لن تجدها في غالبية الحدائق المنزلية (نبات البلادونا ذو التأثير النفسي، الذي ينتج توتاً ساماً جداً لدرجة أن أكل حبتين منها يكفي لقتل طفل).

طبيعة حساسة

تشبه الفاكهة الأثرية، بقطرها الذي يقترب من البوصة، طبقاً جانبياً، فليست شيئاً يمكن وضعه في شرائح سميكة في البرغر. ونظراً للطبيعة الحساسة لهذه الثمار، فمن النادر العثور على حفريات مثلها. بالإضافة لقشرتها الشبيهة بالفانوس، قدمت الثمرة علامات نموذجية تدل على أنها من النباتات الباذنجانية، إذ لاحظ الباحثون ما يشبه العروق التي تمتد إلى أطراف فصوص النبات.

وقال ويلف: “قمنا بتحليل شامل لكل تفاصيل هذه الحفرية ومقارنتها مع جميع أقارب النبتة المحتملين الموجودين الآن”، وأضاف: “لا شك أن هذه هي الحفرية الأولى في العالم لنبات فانوسي وأول حفرية لثمرة من عائلة الباذنجانيات”.

واحدة من الحفريتين بها بقايا من اللُّب تحوّل إلى فحم على مدى ملايين من السنين. وأخبر ويلف صحيفة “واشنطن بوست” عبر الهاتف في وقت مبكر من صباح الجمعة أن “القليل جداً جداً” من النباتات نموها شبيه لهذا المزيج من اللّب والقشرة الموجود في نبتة التوماتيلو الأثرية.

وأوضح أن “هيكلها خاصٌ جداً”. وباستخدام التأريخ الإشعاعي للصخور البركانية الموجودة حول الحفرية، قدّر العلماء عمر النبات بحوالي 52 مليون عام تقريباً.

وجد الباحثون الحفريتين بالقرب من لانوجا ديلا هونكو، وهي بحيرة مجوفة كانت غابة مطيرة في العصر الإيوسيني، الحقبة التي استمرت قديماً من 56 مليوناً إلى 34 مليون عام. معظم البيئة الباتاغونية قاسية أو قاحلة، ومن بينها لانوجا ديلا هونكو. لكن في وقت وجود هذه الثمار الفانوسية كانت البيئة وافرة الماء وأكثر دفئاً. في الواقع يفترض العلماء أن النباتات المماثلة قد نمت في وقت ما في المكان الذي يوجد به جليد القطب الجنوبي اليوم.

يمكن للبيئة الرطبة المجاورة للبحيرة أيضاً أن تفسّر احتواء النباتات الشبيهة بالتوماتيلو على قشور، إذ من الممكن أن هذه القشور الرقيقة كانت وسيلة للطفو، لحماية اللّب والبذور أثناء تمايل الثمار على طول السطح المائي.

وللتأكد من هذه الفرضية، اختبرها الباحثون عن طريق وضع توماتيلو حديثة في بالوعة مطبخ وتيار ماء. قال ويلف للصحيفة: “تأكدنا بما فيه الكفاية”، إذ تشكلّت القشور على هيئة “جيب هوائي صغير ليحفظ اللب جافاً”.

واستمرت القشرة مع ثمار الطماطم الخضراء (التوماتيلو)، لكن في مكان ما على طول الخط، فقدت تلك الميزة الأسلاف البرية للطماطم، Solanum pimpinellifolium، بالعامية “الطماطم البرية”.

فابنة عم الطماطم تلك، ذات الحجم القريب من حبة البازلاء، توجد الآن في بيرو والإكوادور. ويأمل علماء الزراعة في استغلال جينات الطماطم البرية لإعادة النكهة لطماطم المتاجر، التي تُنتج من أجل الحجم ومدة الصلاحية على حساب الطعم.

(هفينغتون بوست)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*