هكذا أصبح بإمكان البشر الشفاء من الجروح دون ترك ندبات!
322
شارك
الحكمة – متابعة: قد يتمتع البشر ببعض المزايا البيولوجية مقارنةً بما تتمتع به الأسماك أو البرمائيات، مثل العقل واللغة المنطوقة وما شابه ذلك، لكننا لا نتمتع بهذه المزايا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الجروح.
معظم الأسماك والبرمائيات يمكنها تجديد الأنسجة التالفة لتصبح كما لو كانت جديدة، في حين أن الشفاء حتى من الجروح الطفيفة بالنسبة البشر يمكن أن يترك بعض الندبات. لكن بحثاً جديداً يشير إلى أن خلايا بصيلات الشعر يمكن أن تعالج هذه المشكلة يوماً ما، وفقاً لما نشره موقع Vocativ الألماني.
ماذا تعني الندبة؟
ومن المهم بالنسبة لنا أن نفهم ما الذي تعنيه الندبة. عندما يُجرح أحد الحيوانات، تقوم خلايا خاصة تعرف باسم الأرومات الليفية العضلية Myofibroblasts بالعمل على إصلاح الجلد الذي تعرض للتلف من خلال تعزيزه بالمزيد من الكولاجين والبروتين، وهما المادتان اللتان تشكلان أنسجة الجلد.
يقوي هذا الكولاجين الإضافي الجلد، لكن في المقابل يكون الجلد في حالة يفتقر فيها إلى مرونته العادية والغدد العرقية بالإضافة إلى بصيلات الشعر. وعندما يكون الجرح بسيطاً فإن الأرومات الليفية العضلية تموت تاركةً وراءها جلداً صحياً ومعافىً. لا تحدث هذه العملية مع البشر عندما يكون الجُرح كبيراً، لذا فإن النتيجة هي وجود الندبات بالإضافة إلى جزء من الأضرار الدائمة للجلد والخلايا الدُهنية.
ولكي يتمكن البشر والحيوانات التي تنتمي إلى الثدييات من الشفاء دون وجود ندبات، يحتاج الجلد الذي تعرض للجرح إلى أن يُصبح قادراً على تجديد الندبات وبناء أنسجة جلدية صحية. ويدعى بعض الباحثين من جامعة بنسلفانيا أنهم توصّلوا إلى طريقة للقيام بهذا من خلال تجربة أُجريت على الفئران.
فعندما وضعوا تلك الخلايا في عملية تهدف إلى تعزيز وتحويل خلايا الأرومات الليفية العضلية إلى خلايا دُهنية – وهو إجراء ضروري من أجل إصلاح الجلد بالكامل – وجدوا أن تلك الطريقة صالحة، لكن فقط عندما تُربط الخلايا مع بصيلات الشعر.
يمكن أن تكون بصيلات الشعر عاملاً هاماً في عملية الشفاء، لأنها تُمثل زوجاً من البروتينات التي من شأنها أن تُعيد برمجة الأرومات الليفية العضلية لتصبح خلايا دُهنية. وفي الحقيقة فإن أنسجة الندبات لدى البشر تفتقر إلى بصيلات الشعر، وهو ما قد يكون سبباً كبيراً وراء عدم تجدد الخلايا عقب حدوث جرح كبير.
وتمكن الباحثون من تكرار هذا التحويل في تجربة على الخلايا البشرية، ما يشير إلى أن هذا الاستنتاج لا يقتصر فقط على الفئران ويُلمح إلى أن الشفاء دون بقاء ندبات قد يُصبح أمراً محتملاً يوماً ما.