الأعمال تزدهر في سوق الزهراء في الموصل بعد استعادته من الإرهابيين

268

bfe70fbc08750d051c9cb2ab7d1fa44b10df8f73الحكمة – متابعة: في سوق الزهراء الكبير في شرق الموصل، يقوم الحاج فوزي بتقطيع لحم بقرة سيقت من اقليم كردستان في الشمال الى هذا الحي الذي تمت استعادته من الارهابيين.

ويقول الحاج فوزي الذي تقع ملحمته في مواجهة ملحمة اخيه الحاج رمزي “عاد الامن وفتحت محلات السوق والزبائن عادوا”.

لكن الحاج رمزي يبدي حماسا اقل بقوله “لا زلنا غير قادرين على الذهاب والعودة بحرية للتبضع”. ولا يستطيع سكان الموصل بعد التنقل بحرية خارج المدينة.

اعلنت قوات مكافحة الارهاب العراقية الاربعاء انها باتت تسيطر على 80% من الاحياء الشرقية للموصل في حين لا يزال غرب المدينة في ايدي الإرهابيين.

ولكن بفضل فتح الطريق الى اقليم كردستان قبل اسابيع، استؤنفت حركة نقل البضائع ويمكن رؤية الشاحنات المحملة بالاغذية مصطفة في طابور على حواجز الجيش على مدخل المدينة.

ويقول عبدو (25 عاما) انه سيعيد “باذن الله” فتح بقالته التي اغلقها بسبب المعارك قبل ان يستعيد الجيش حي القادسية 2 من الارهابيين.

وبانتظار ذلك، يقوم الشاب بوصل المنازل مقابل تسعة دولارات بمولد للكهرباء. ويقول “اذا شعرت ان العائلة محتاجة، اقوم بالتوصيل مجانا”.

ومن سطح منزل عائلته يمكن رؤية احياء غرب الموصل من حيث يتصاعد عمود من الدخان من حي قريب يشهد معارك. ويقول عمر اخو عبدو “هل هي سيارة مفخخة، ام صاروخ؟ اصبح الامر معتادا”.

وتبدو في الجوار منازل دمرتها المعارك تماما، لكن القسم الاكبر من المباني لا يزال صامدا. اغلقت العائلة بقالتها الصغيرة عندما اقتربت المعارك منها، وباتت تدور في الشارع نفسه.

– مساحيق زينة واحمر شفاه –

ظل عبدو يمارس تجارته حتى في ظل حكم تنظيم داعش ويقول ان “البضاعة كانت تاتي من الرقة (معقل الارهابيين في سوريا) او من تركيا. لم يكن مسموحا لنا بيع الكولا، والبضائع السورية المسموح ببيعها كانت رديئة”.

وينتظر عبدو وعمر وامهما عودة الحكومة العراقية لاحضار المشروبات الغازية ورقائق البطاطس ومسحوق الغسيل من اقليم كردستان المجاور كما كانت عليه الحال قبل احتلال تنظيم داعش للموصل في حزيران/يونيو 2014.

وفي السوق، تقف ام اشرف امام بسطة بائع لمساحيق الزينة واحمر الشفاه، وهي بضائع كانت محظورة تحت حكم الارهابيين. وتقول “هذه كلها كانت ممنوعة. كانت تباع في السوق السوداء. اصبحنا احرارا الان”.

ولكن ام اشرف تتحسر لان الظروف لا تزال صعبة، وتقول “ليس لدينا ماء ولا كهرباء. نستخدم مياه البئر وهي غير صحية”.

وعلى الشارع الكبير القريب من السوق، يعمل فريق من وزارة الكهرباء على اعادة توصيل الشبكة.

وغير بعيد منهم على العشب الاصطناعي لاستاد الدوحة، يلعب عمر اخو عبدو مع رفاقه كرة القدم.

ويقول اسامة (22 عاما)، “كان يمكننا ان نلعب كرة القدم في ظل داعش لكننا كنا نخاف من الغارات التي تشنها قوات التحالف ضد الارهابيين”. ويؤكد اسامة انه من مشجعي اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي. ويضيف “نحن اليوم نلعب بالكرة، … وندخن النرجيلة، ولكن كل هذا كان ممنوعا في ظل داعش”.

ويقطع حديثه دوي انفجار هو التاسع في حي قريب دون ان يثير ذلك انتباه الشبان. ويقول اسامة “اعتدنا الامر”.

غيوم ديكام

© 2017 AFP

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*