الحكمة – متابعة : كثيرا ما يتسبب بوفاة الجرحى نزيف لا يمكن وقفه بالطرق العادية أي عن طريق ربط الجرح مثلا، أو عند نزيف الشريان الأبهر أو الأورطي أو في داخل تجويف ما.
ويصاب المرء بمثل هذه الجروح في ظروف أعمال القتال أو عند وجوده في مناطق نائية بعيدة عن المدن. ومن المهم جدا في هذه الحالة إيقاف النزيف قبل وصول الجريح إلى المستشفى.
ويجب أن تتصف المادة المثالية المستخدمة لوقف النزيف بعدم ضغطها على الأوعية الدموية المضروبة وأن تكون مناسبة لإيقاف النزيف الداخلي وأن تتصف بمرونة ميكانيكية لكي تستطيع أن تتخذ شكل الجرح وأن تكون قابلة للرفع من دون تدخل جراحي.
وقد ابتكر علماء كيمياء أمريكيون هذه المادة المناسبة بالذات وهي عبارة عن هيدروجل تم الحصول عليه على أساس ثيو الأثير ومادة الربط المبتكرة على أساس البولي ايثيلين جلايكول. ولأجل إعداد هذا الهيدروجل يمزج محلولان مائيان من المادتين المذكورتين بنسبة 1:1 مما يشكل الجل المطلوب في أثناء ثانية واحدة عند درجة حرارة عادية.
وبعد ارتباط ثيو الأثير بمادة الربط تتشكل بنية شبكية لا تسيَّل ولا تذاب في سوائل أخرى وتسدّ النزيف بسرعة عن طريق ملء التجويف بنسيج حي مما يوقف النزيف ميكانيكيا.
وقد أظهرت تجارب أجريت على جرذ في ظروف المختبر أن الهيدروجل خفض النزيف الكبدي بمقدار 33% ونزيف الأورطي بـنسبة 22%.
يعني ذلك أن المادة الجديدة تقلل مقادير النزيف بشكل ملحوظ وتتوافق مع مواد طبية أخرى مستعملة في المستشفيات.