جنايات الكرخ تدين “معالجاً روحانياً” أجهز على مريضة نفسياً بـ”الدرباشة”

248

NB-177960-636079832289806289الحكمة – متابعة: أدانت محكمة جنايات الكرخ “معالجا روحانيا”، أجهز على مريضة نفسية بواسطة “درباشة”، فيما قرّرت الحكم عليه بالحبس عن جريمة الضرب المفضي إلى موت.

وذكر بيان للسلطة القضائية أن “محكمة جنايات الكرخ اصدرت حكماً بالحبس على معالج روحاني اجهز على ضحيته بآلة حادة تسمى (درباشة) عن جريمة الضرب المفضى إلى موت”، مبينة أن “الضحية كانت تعاني من امراض نفسية نتيجة وقوع انفجار قرب منزلها واثر ذلك على سلوكياتها”.

وأشار البيان إلى أن “زوج الضحية اصطحبها إلى معالج روحاني في احدى التكيات بأطراف بغداد وحضرت المريضة عدداً من الجلسات قبل تعرضها إلى الضرب بالدرباشة”، مبيناً ان “الجاني استخدم آلة حادة مدببة تسمى (درباشة) وضرب المريضة على رقبتها وفمها وذهبت إلى دارها لكنها عانت فيما بعد من نزيف حاد أدى إلى وفاتها ما دفع زوجها إلى طلب الشكوى ضد المتسبب”.

وأوضح البيان أن “تقرير الطب الشرعي أكد أن سبب الوفاة هو تمزق في الأوعية الدموية اثر إصابتها بواسطة هذه الآلة”، لافتا إلى أن “صاحب التكية ذكر في اعترافاته أن المريضة كانت تعاني من مرض يدعى (المس بالجن)، وأنها تراجعه منذ أربعة أشهر وقد تحسنت حالتها”.

ونقل البيان عن المعالج الروحاني قوله إن “الجلسة الأخيرة كانت لاستكمال العلاج والضربة التي وجهها إلى الضحية حصلت بموافقتها وبكامل إرادتها وهي على علم بوجود نية لضربها بواسطة آلة حادة (حربة)”، نافياً “علمه بأسباب وفاتها وتذرع بأن نيته كانت تنصرف إلى علاجها وأنه متأكد سلامة أفعاله وأنه يمارس هذه المهنة منذ مدة طويلة وتوارثها من أجداده”.

بدوره، شدد قاضي التحقيق فاضل شاكر رسن بحسب البيان على أن “اللجوء إلى الروحانيات والعرفانيات مسألة رائجة في المجتمعات الشرقية ومن بينها العراق أيضاً”، مبيناً ان “احصاءات الامم المتحدة والجهات المتخصصة تفيد بأن العلاج بهكذا اساليب ترتفع معدلاته كلما اتجهنا في دول آسيا إلى الشرق”.

وأضاف رسن أن “هدف المدان المعالجة بطريق غير قانوني وغير طبيعي بما لا ينسجم مع الوسائل الطبيعية للمعالجات العلمية بالوسائل الطبية الحديثة”.

بدورها قالت أستاذة علم النفس التربوي في جامعة بغداد شيماء عبد العزيز بحسب البيان، أن “هذه الحالة موجودة في السابق وما زالت مستمرة في مجتمعاتنا بسبب بساطتها”، عازية ذلك إلى “ضعف المستوى الثقافي والاجتماعي والتربوي والاقتصادي وانغلاق المجتمع على بعض العادات والتقاليد المتوارثة المسماة بالافكار الخرافية التسلطية وهي افعال تتحول إلى معتقدات يجري الايمان المطلق بها برغم أنها منافية للافكار العلمية”.

ووجهت عبد العزيز اللوم إلى “اشخاص يستغلون المواطنين مادياً ويتاجرون باوجاعهم تحت مظلة الشعوذة مستغلين ارتفاع نسبة الأمية والجهل لدى بعض الاوساط المجتمعية وتوفر بيئة خصبة لنمو وانتعاش هكذا نوع من الجرائم”، داعية وسائل الاعلام إلى “تسليط الضوء على هكذا حالات لكي يطلع المجتمع جيداً على حقيقة ما يجري من حالات انتهاك للقانون بحجة الرقية الشرعية وكذلك الشعوذة”.

(المدى برس)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*