افتتاح فعاليات الملتقى القرآني الثاني للمؤسسات القرآنية في النجف الأشرف
أكد سماحة الامين العام للعتبة العلوية المقدسة إنَّ من أهم الامور الواجب التركيز عليها في الملتقيات القرآنية هي إستلهام المعاني والقيم والحقائق والمبادئ الأساسية للقرآن الكريم.
وأشار سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين الى ضرورة دعم قراءة القرآن الكريم ووضعها في موضعها المناسب قبل بدء تعلُّم قراءة القرآن الكريم ، من خلال البحث في أسباب نزول آيات الله العطرة ، وماهية القرآن الكريم وكيفية اداء الصورة القرآنية المُثلى والمعنى الحقيقي أو الغاية من القراءة .
جاء ذلك خلال افتتاحه فعاليات الملتقى القرآني الثاني للمؤسسات القرآنية والذي إحتضنته أروقة مسجد عمران بن شاهين داخل الصحن العلوي المقدس وبحضور الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة ورؤساء وممثلو ثلاثين مؤسسة ودار جمعية ولجنة قرآنية في محافظة النجف الأشرف إضافة إلى عدد من القرّاء في المحافظة ، ووفد من دولة الكويت الشقيقة ضمَّ عدد من مسؤولي المبرّات والمجالس القرآنية .
وقد بيَّنَ الشيخ زين الدين الى أن العلاقة مع القرآن الكريم يجب أن تأخذ بنظر الإعتبار هذه المبادئ والتساؤلات أعلاه لان بدونها يفتقد الدور الأساسي للقرآن على مستوى عقيدة الإنسان المسلم وحقيقية العقيدة القرآنية على مستوى الفرد أو المجتمع وعليه ينبغي عدم التركيز او الوقوف فقط على مستوى القراءة أو الاداء القرآني.
وتابع الشيخ زين الدين بقوله إن الماهية الحقيقية في القرآن الكريم هو تحلِّي عظمة الباري عزوجل في هذا الكتاب من خلال الآيات الكريمة العطرة التي تثبت مدى علقتنا بالدين والرسالة بل كل الرسالات السماوية ، وكل ما تأتى من حقيقة القرآن الكريم وهذه الحقيقة تجلت بكل حرف من حروف الآيات الكريمة المنزلة ، التي اعتمدت في وجودها على الرسالة المحمدية السمحاء وآل بيته الأطهار بل اعتمدت عليها كل الرسالات السماوية .
وأشار زين الدين الى ان قراءة القرآن وتعميم القراءة تعد همزة وصل بين المبدأ والغاية القرآنية التي يريدها الباري عزوجل من أجل أن تنعكس على الانسان في دينه وتعامله ومستوى عقيدته وخلقه ، وبذلك ينبغي أن لا تبتعد القراءة عن غايتها ومبادئها الاساسية.
وفي ختام كلمته القيّمة بارك سماحة الشيخ زين الدين إقامة الملتقى متمنياً أن يجعله الباري عزوجل مددا وعطاءً ، مؤكدا استمرار الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بدعم ورعاية الملتقيات بمختلف عناوينها واختصاصاتها بما يسهم في رفع المستوى الديني العقائدي والاخلاقي للفرد والمجتمع .
الملتقى القرآني الثاني تضمن عقد جلستين بحثيتين الأولى كانت برئاسة السيد قاسم الحلو رئيس الجمعية القرآنية في النجف الأشرف تم خلالها مناقشة البحث القرآني بعنوان ” المؤسسات القرآنية الواقع والمؤمَّل ” للسيد عادل الياسري رئيس شعبة القرآن الكريم في مسجد الكوفة المعظم
وطالب السيد الياسري – خلال بحثه – بجعل العتبة العلوية المقدسة الراعي الاول والاساسي لمشروع تطوير العمل القرآني بكل إتجاهاته والحاضنة لكل المؤسسات القرآنية في محافظة النجف الأشرف لما تمتلك من الأبعاد المعنوية وهي بجوار القرآن الناطق المولى أمير المؤمنين (عليه السلام ) .
الجلسة البحثية الثانية للملتقى شهدت مناقشة بحثين الأول بعنوان ” آلية التوصل بين المؤسسات القرآنية ” للشيخ أحمد النجفي مدير دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة ، البحث الثاني في الجلسة الثانية فكان للسيد قاسم الحلو رئيس الجمعية القرآنية في النجف الأشرف بعنوان ” سبل النهوض بالمؤسسات القرآنية “
وأكّد الأستاذ أحمد النجفي في بحثه إلى إن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بصدد إعداد دراسة متكاملة تتضمن إنشاء المجلس القرآني للعتبات المقدسة وبالتنسيق مع ديوان الوقف الشيعي ، عمله التخطيط ومتابعة العمل القرآني في كافة محافظات العراق ، إضافة إلى دراسة إنشاء فضائية وإذاعة خاصة بالقرآن الكريم برعاية ديوان الوقف الشيعي والعتبات المقدسة ، مشيراً إلى الإعلان إلى إقامة ملتقى دولي يُدعى فيها المتخصصون في القرآن الكريم من مختلف البلدان الإسلامية سيُعقد على هامش مهرجان الغدير العالمي الثاني بمشاركة اكثر من عشر دول إسلامية ، مع الإعلان عن مسابقة دولية مكملة للمسابقة القرآنية الوطنية التي أقيمت في شهر رمضان المنصرم إضافة إلى دعم وإحتضان ورعاية العتبة المقدسة لمختلف الدروات المتخصصة لمختلف المؤسسات القرآنية داخل محافظة النجف الأشرف وفي بقية محافظات العراق ” .
وأضاف الأستاذ النجفي ” إن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء روضة خاصة بالقرآن الكريم مع مدرسة قرآنية برعاية العتبة العلوية المقدسة .
كما أختتم بحثه ببيان آلية التواصل مع وحدة التبليغ القرآني التي أخذت على عاتقها التنسيق مع مختلف المؤسسات القرآنية في العراق والعالم الإسلامية داعياً في الوقت نفسه كافة المؤسسات القرآنية الحاضرة إلى تلبية الملتقيات وورش العمل التي ترعاها العتبة العلوية المقدسة .
وتخلل الملتقى العديد من المناقشات والمداخلات الحوارية التي تمحورت حول المشاكل والمعوقات والسبل الكفيلة بتطوير ودعم الفعاليات القرآنية وكل ما من شأنه أن يطوّر العمل القرآني .
كما شهدت فعاليات الملتقى تلاوة عطرة من الذكر الحكيم للقارئ الدولي الميرزا عبد الله أبل من دولة الكويت الشقيقة .
وأختتم الملتقى توزيع الشهادات التقديرية على المتخرجين من دورة خدّام الأمير (عليه السلام) الثانية الخاصة بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة والتي إختصَّت بالرسم القرآني والقراء الصحيحة ، إضافة إلى تكريم حَفظة القرآن الكريم المتميزين من طلبة وحدة التعليم القرآني في دار القرآن، الكريم في العتبة العلوية المقدسة ، إضافة الى توزيع الهدايا والشهادات التقديرية لكل المؤسسات القرآنية تثميناً لحضورها ومشاركتها في فعاليات هذا الملتقى.
العتبة العلوية المطهرة