المرجعية الدينية من على منبر الجمعة تنتقد الذي لم يستفد من النصيحة وتشبهه بـ “الحائط”

218

ممثل

كربلاء المقدسة – متابعة الحكمة : انتقدت المرجعية الدينية، اليوم الجمعة، ” المتمكنيين” الذين لم يستفيدوا من نصيحة ولا موعظة ولا توجيه ولا اشارة ولا كناية، مشبه اياهم بـ {الحائط} الذي لا سمع ولا بصر ولا فؤاد له.

وذكر ممثل المرجعية الدينية السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة المقامة في الصحن الحسيني المطهر أنه “في بعض الحالات تحدث القران الكريم عن تصرفات شخصية وتارة يخاطب الأمة بخطاب عام ويحمل المجموعة بما هي مجموعة مسؤولية محددة مثلا : كنتم خير أمة”وهنا يتحدث بعنوان أمة او “كلما دخلت امة لعنت اختها”والنواة الاولى لاي مجتمع هي الاسرة وهي مهمة في التنشئة وعندما يكبر الانسان ستكون هناك قناعات عنده محددة والقران يتحدث عن حالة جماعية ويحاول ان يوقظ فينا الاعتبار بالقياس لما مضى، وقصص القران الكريم ليست للتسلية وانما للعبرة والاستفادة منها “.

وتابع “ولابد ان نتأمل في قراءة القران في سورة الاحقاف ، “وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون”:

واوضح “نتحدث عن مجتمع بغض النظر عما فيها من جنبة سياسية او اجتماعية او اقتصادية، مبينا ان”التمكين حالة من السلطنة وهي حالة من فعل التسلط والقدرة ، والقران يتحدث عن قوم بان هناك مجتمع بشري مكنه الله تعالى وسلطه واعطاه، مشيرا الى ان ” القران الكريم يريد لفت النظر بالسمع والبصر والافئدة، والله جعل لهؤلاء المتمكنين سمعاً وابصاراً وأفئدة فماذا يصنعون بها وهي قوام التعقل عند الانسان ، والاية تتحدث عن عبارة خانوا هذه الهبات فهم لم يستعملوا هذه الاشياء، ولم يستفد أصحاب السلطة من نصيحة ولا موعظة ولا توجيه ولا اشارة ولا كناية”.

واكمل بالقول “فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم وهذه كلها لم تغن عنه واكأن لا سمع ولا بصر ولا فؤاد، موضحا ان “من يتكلم مع الحائط فهو مجنون ويجب ان يتكلم مع العقلاء ولا يترتب له اثر سيكون أسوأ من الحائط فلا سمع ولا بصر ولا فؤاد له ولكن من تتكلم عنده هذه الهبات دون تحقيق الغرض منها فلا فرق بينه وبين الحائط، فأي فائدة لآلة السمع اذا لم تغن وقد جادلتنا واكثرت جدالنا”.

وقال “نرشدكم الى البر والبر والنصيحة وكيف تتصرفوا وان هذا افضل لكم لكن لا فائدة منه بل انهم يجحدون، وقال تعالى: “وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون”. انه وعيد مخيف فالله تالى لا ينتقم من العباد بل انهم يعجلون غضبه تعالى والنقمة عليهم وينزل بهم العذاب بما كانوا يستهزئون”.

وختم السيد الصافي بالقول “في هذه الاوقات الباردة لا بأس ان نتوجه الى الله تعالى بالدعاء الخاص الى السواعد المؤمنة البطلة الذين يعانون الظروف القاسية من البرد للمقاتلين المرابطين في الجبهات واعانهم الله وجعل رميتهم مسددة وثبت قلوبهم على الفئة الباغية الداعشية”.

الفرات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*