معهدُ تراث الأنبياء(ع) يتواصل بعقد حلقاته النقاشيّة للواقع التعليميّ والتربويّ في البلاد
268
شارك
الحكمة – متابعة: عُقِدَت بعد ظهر يوم الجمعة (12جمادى الأولى 1437هـ) الموافق لـ(10شباط 2017م) إحدى حلقات المؤتمر الذي يُقيمه معهدُ تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة الإلكترونيّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (التعليم.. بين هموم الحاضر وتطلّعات المستقبل) الذي تمحور حول مناقشة الواقع التعليميّ والتربويّ في البلاد والعمل على إيجاد السبل والكيفيّات التي تسهم في النهوض والرقيّ به، حيث تمّت استضافة (50) أستاذاً تربويّاً من مدارس تربية الرصافة الثالثة في محافظة بغداد.
افتتحت هذه الحلقة التي احتضنتها قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وكلمة للشيخ حسين الترابي مدير معهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة الإلكترونيّة التي ممّا جاء فيها: “إنّ التعليم له دورٌ مهمّ جدّاً في إحياء الأمّة وبنائها، وإنّ الأمم تحيى بعلمها وعلمائها وإنّ التعليم ينبثق من عناوين ومرتكزات عدّة يقبع على هرمها المعلّم والمتعلّم أو الطالب، فهما أساس العمل التربويّ والتعليميّ”.
وبيّن: “إنّ مبدأ التوحّد هو ذلك المصطلح الذي يُطلق على مجموعةٍ متنوّعة لكنّها موحّدة، والتوحّد بين أبناء الوطن الواحد والتوجّه الى التعلّم، إذا تحقّق مبدأ التوحّد في التربية والتعليم منذ مراحله الأولى سنبني جيلاً واعياً قادراً على تغلّب كافة الصعاب”.
كما طرح الشيخ الترابي بعضاً من القضايا الشرعيّة التي تمسّ عمل الهيئات التعليميّة وكيفيّة استثمار وقتها بالاتّجاه الصحيح الذي يصبّ في خدمة العمل التربويّ والتعليميّ.
استمرّت بعد ذلك حلقة هذا المؤتمر بمناقشة وطرح جملةٍ من القضايا قدّمها بالبدء مديرُ قسم الإشراف التربويّ في تربية الرصافة الثالثة الأستاذ صباح جاسم محمد في كلمةٍ جاء فيها: “إنّ دور التربية هو الأساس في بناء الأخلاق الرفيعة فلا تعليم بدون تربية، فالتربويّون قد يغفلون أحياناً عن فهم رسالتهم على الرغم من أهميّتها ويعتقد البعض منهم أنّها تنحصر في التعامل مع الكتب والمنهج الدراسيّ، وهنا نقع في الخطأ الذي قد يوصلنا الى جيلٍ منحرف أخلاقيّاً -لا سمح الله-“.
موضّحاً: “إنّ بعض المعلّمين والمدرّسين يضجرون وتضيق صدورهم عندما يجدون ما يعيق استكمال شرح المقرّر الدراسيّ قبل انتهاء الحصّة، ولا يدركون التعامل مع الأشخاص بصورةٍ لبقة وصقل الشخصيّة على الأخلاق الحسنة ليساعدوهم في ذلك، كما يجب ألّا يغفل المدرّس أو المعلّم عن النواحي النفسيّة للتلميذ أو الطالب ويرجع الى الأسباب التي أوصلت التلميذ الى المشاغبة أو التصرّفات المسيئة ومعالجتها بالطرق العقلانيّة التربويّة، ففي ذلك جعل المتعلّم يشعر بالقرب من معلّمه ويرفع مستوى التركيز لديه، فالمعاملة الحسنة والأخلاق هي من تصنع أجيالاً ترتقي بالأمم لتجعلها تتنافس مع الدول المتقدّمة”.
كما أكّد الأستاذ جاسم: “على دور الإشراف التربويّ في العمليّة التربويّة من حيث توجيه جميع الجهود المبذولة لقيادة وتأهيل جميع العاملين في المؤسّسة التعليميّة”. وفي الختام دعا الجهات ذات العلاقة الى سنّ قانونٍ لحماية المعلّم.
بعد ذلك جاء دور الأستاذ كريم جازع عبود من تربية بغداد الرصافة الثالثة ليُبيّن: “إنّ الإخلاص في العمل وحسن أداء الواجبات واجبٌ مقدّس، فالعلمُ هو أساس التمدّن والتطوّر وهو أساس الرقيّ بالأمم، فديننا الإسلام والمعرفة، وإنّ العمليّة التربويّة التعليميّة تشهد تطوّراً سريعاً أسوةً بنظيراتها في باقي ميادين الحياة، لذا فلابدّ أن نتوسّع في تنويع المجالات التربويّة العامّة ومنها الإشراف التربويّ خاصّة”.
أعقبتها كلمةٌ أخرى لمعتمد المرجعيّة الدينيّة العُليا في الرصافة فضيلة الشيخ أسعد الزبيدي التي تمحورت على إيلاء العمل التربويّ والتعليميّ أهميّةً خاصّة والعمل على إيجاد أفضل الوسائل والطرائق التي تسهم في الرقيّ به في ظلّ ما يشهده العالم من تطوّر في شتّى المجالات.
لتُختَتَم هذه الحلقة بتوزيع الشهادات التقديريّة على المشتركين والحاضرين فيها، على أن تتواصل حلقات هذا المؤتمر لتشمل فئاتٍ تعليميّة وتدريسيّة أخرى سواءً من بغداد أو من محافظات أخرى.