أحاديث عن مظلومية الزهراء (عليها السلام )

463

kareem-11-02-2017-010

هناك روايات كثيرة واردة عن المعصومين ، تصرح بمظلومية الزهراء ( ع ) في ما يرتبط بالهجوم على بيتها ، وقصد إحراقه ، بل ومباشرة الاحراق بالفعل ، ثم ضربها ، وإسقاط جنينها ، وسائر ما جرى عليها في هذا الهجوم ، وهي روايات متواترة ، حتى لو لم يضم إليها ما رواه الآخرون ، وما أثبته المؤرخون وغيرهم  وهو أيضا كثير وكثير جدا ، بل ومتواتر أيضا .

ونحن نذكر هنا بعض هذه الطائفة من النصوص المروية عن الرسول الأكرم وأمير المؤمنين ( عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم )، ليتضح هذا الأمر : فإلى ما يلي من روايات وآثار شريفة ، والله هو الموفق والمسدد .

في الأمالي للطوسي قال :

وبالإسناد عنه ، عن شيخه ، عن والده ( رض ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران ، الزيات قال : حدثني أحمد بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا الحسن بن عليل العنزي ، قال : حدثنا عبد الكريم بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن منقر ، عن زياد بن المنذر ، قال : حدثنا/ صفحة 36 / شرحبيل ، عن أم الفضل بنت العباس ، قالت :لما ثقل رسول الله ( ص ) في مرضه الذي توفي فيه ، أفاق ونحن نبكي ، فقال : ما الذي يبكيكم ؟ قلنا : يا رسول الله نبكي لغير خصلة نبكي لفراقك إيانا ، ولانقطاع خبر السماء عنا ، ونبكي الأمة من بعدك .فقال : ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما إنكم المقهورون والمستضعفون من بعدي (أمالي الطوسي : ج 1 ص 122 وراجع : ص 191 ط مؤسسة الوفاء – بيروت وطبقات ابن سعد ج 8 ص 278 وراجع : أنساب الأشراف : ج 1 ص 551 ، ومسند أحمد : ج 6 ص 339 ، والخصائص الكبرى : / 2 ص 135 ، والأمالي للمفيد : ص 215 ، والبحار : ج 28 ص 40 . ( 2 ) البحار : ج 38 ص 145 ح 112 عن المناقب ) .

ما روي في الكتب المقدسة :

1 – أبو بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ( ع ) ، عن مقاتل ، عن عطاء في قوله تعالى : * (ولقد آتينا موسى الكتاب ) * . كان في التوراة : يا موسى إني اخترتك واخترت لك وزيرا هو أخوك – يعني هارون – لأبيك وأمك ، كما اخترت لمحمد إليا ، هو أخوه ، ووزيره ووصيه ، والخليفة من بعده طوبى لكما من أخوين ، وطوبى لهما من أخوين ، إليا أبو السبطين الحسن والحسين ، ومحسن الثالث من ولده كما جعلت لأخيك هارون شبرا وشبيرا ومشبرا.

( هذا الحديث الثاني مروي عن بعض كتب الله المنزلة ، ولأجل ذلك أدخلناه في ترقيم الأحاديث وهو أيضا يدل على وجود المحسن المظلوم ، الذي يحاول البعض أن يتنكر حتى لوجوده .)

ما روي عن رسول الله :

2- روى سليم بن قيس ، عن عبد الله بن العباس ، أنه حدثه – وكان جابر بن عبد الله إلى جانبه – : أن النبي ( ص ) قال لعلي ، بعد خطبة طويلة :

إن قريشا ستظاهر عليكم ، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك ، واحقن دمك ، أما إن الشهادة من ورائك ، لعن الله قاتلك . ثم أقبل ( ص ) على ابنته ( ع ) ، فقال : إنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، وأنت سيدة نساء أهل الجنة ، وسترين بعدي ظلما وغيظا ،حتى تضربي ، ويكسر ضلع من أضلاعك ، لعن الله قاتلك الخ ” (كتاب سليم بن قيس ( بتحقيق الأنصاري ) : ج 2 ص 907 ..)

3 – وروى إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي ، بسنده إلى علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن بابويه أيضا ، عن : علي بن أحمد بن موسى الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أن رسول الله ( ص ) كان جالسا ، إذ أقبل الحسن ( ع ) ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي إلي يا بني . . ثم أقبل الحسين . . ثم أقبلت فاطمة . . ثم أقبل أمير المؤمنين . فسأله أصحابه . . فأجابهم ، فكان مما قاله لهم : ” وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيدة نساء العالمين . . إلى أن قال : وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي . كأني بها وقد دخل الذل بيتها ،

وانتهكت حرمتها ، وغصب حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة ، باكية . . .

إلى أن قال : ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيهاعزيزة . . .

إلى أن قال : فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، مقتولة ، يقول رسول الله ( ص ) عند ذلك :

اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها .

فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . . . (فرائد السمطين : ج 2 ص 34 و 35 والأمالي للشيخ الصدوق ص 99 – 101 وإثبات الهداة : ج 1 ص 280 / 281 ، وإرشاد القلوب : ص 295 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 37 / 39 ، و ج 43 ص 172 و 173 ، والعوالم : ج 11ص 391 و 392 ، وفي هامشه عن غاية المرام ص 48 وعن : المحتضر ص 109 ،وراجع : جلاء العيون للمجلسي : ج 1 ص 186 / 188 وبشارة المصطفى

ص 197 / 200 والفضائل لابن شاذان : ص 8 / 11 ، تحقيق المحدث الأرموي( ط جامعة طهران سنة 1393 ه‍ . ق . ) . ) .

وقد قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي عند إيراده هذه الرواية :

” روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ . . (جلاء العيون : ج 2 ص 186 – 188 .) .

ووصف البعض هذا السند بقوله : كأنه كالموثق وذلك للاختلاف في توثيق وتضعيف : ” عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ” (راجع : معجم رجال الحديث : ج 10 ص 342 ..)

4 – قال العلامة المجلسي ( ره ) :

وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي – جد والد الشيخ البهائي – نقلا عن خط الشهيد رفع الله درجته ، نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال : روي أنه دخل النبي ( ص ) يوما إلى فاطمة ( ع ) فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن ، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) ، فلما أكلوا سجد

رسول الله ( ص ) وأطال سجوده ، ثم ضحك ، ثم بكى ، ثم جلس وكان أجرأهم في الكلام علي ( ع ) فقال : يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟ !

فقال ( ص ) : إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا .

فهبط جبرئيل ( ع ) يقول : سجدت شكرا لفرحك بأهلك ؟

فقلت : نعم .

فقال : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟

فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل .

فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك ، بعد أن تظلم ، ويؤخذ حقها ، وتمنع إرثها ، ويظلم بعلها ، ويكسر ضلعها ، وأما ابنعمك فيظلم ، ويمنع حقه ، ويقتل ، وأما الحسن فإنه يظلم ، ويمنع حقه ،ويقتل بالسم ، وأما

الحسين فإنه يظلم ، ويمنع حقه ، وتقتل عترته ، وتطأه الخيول ، وينهب رحله ، وتسبى نساؤه وذراريه ، ويدفن مرملا بدمه ،ويدفنه الغرباء .

فبكيت ، وقلت : وهل يزوره أحد ؟

قال : يزوره الغرباء .

قلت : فما لمن زاره من الثواب ؟

قال : يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، كلها معك ،فضحك (بحار الأنوار : ج 98 ص 44 ) .

5 – وسأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان عن قول النبي ( ص ) في الفتنة التي تموج بالناس كموج السفينة في البحر .

قال حذيفة : تلك الفتنة التي بينك وبينها باب ( مغلق ) .

قال عمر : الباب يا حذيفة يفتح أو يكسر ؟

قال حذيفة : بل يكسر .

قال عمر : إن كسر الباب ، فذلك أحرى ( أجدر ) ألا يسد إلى يوم القيامة ” ( بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي : ص 107 وصحيح البخاري :ج 1 ص 67 و 164 و 212 ( ط سنة 1309 ه‍ ) . وسنن ابن ماجة : ج 2ص 1306 ، ودلائل النبوة للبيهقي : ج 6 ص 386 .1 ) .

ثم نسبوا إلى حذيفة قوله في تأويل الرواية : أن المقصود بالباب الذي يكسر هو قتل عمر بن الخطاب ، وفتح باب الفتنة بتولي عثمان (المصادر السابقة ) .

ونقول : لو صحت نسبة ذلك إلى حذيفة ، فإن هذا اجتهاد غير دقيق بل خاطئ ، وذلك لأن الشورى التي ابتكرها عمر ، كانت ستأتي بعثمان ، سواء مات عمر بن الخطاب قتلا ، أو مات حتف أنفه . على أنه إنما ابتكرها بعدما طعنه الطاعن في بطنه .ولم يكن استخلاف عثمان هو سبب الفتنة التي بقيت إلى يومنا هذا ، وإلى يوم القيامة ، بل كانت هي قضية الإمامة التي اغتصبت بطريقة العنف الذي تجلى بالهجوم على بيت فاطمة وكسر بابها ،

واستخراج علي ( ع ) ليبايع مقهورا . ومعروف : أن أعظم خلاف بين الأمة هو خلاف الإمامة ، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان ، على حد تعبير الشهرستاني وغيره .

ما روي عن الإمام علي ( ع ) :

6 – روى سليم بن قيس : أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم ، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا – وكان من عماله – ورد عليه ما أخذ منه ، وهو عشرون ألف درهم ، ولم يأخذ منه عشره ، ولا نصف عشره .

قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا ، صلوات الله عليه وآله ، فسألته عما صنع عمر ! !

فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ، ولم يغرمه شيئا ؟ !

قلت : لا .

قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت صلوات الله عليها ، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج (بحار الأنوار : ج 30 ص 302 و 303 ، وكتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 674و 674 ، والعوالم : ج 11 ص 413) .

7 – قال أبان : قال سليم : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله ( ص ) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ،ومحمد بن أبي بكر ، وعمر بن أبي سلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ،فقال العباس لعلي ( ع ) :

ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله ؟ ! فنظر علي ( ع ) إلى من حوله ، ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال :شكر له ضربة ضربها فاطمة ( ع ) بالسوط ، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج ، الخ (راجع : المصادر المتقدمة) .

8 – عن سليم ، عن ابن عباس ، قال :” دخلت على علي ( ع ) بذي قار ، فأخرج لي صحيفة ، وقال لي :

يا ابن عباس ، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله ( ص ) ، وخطي بيده (لعل الصحيح : بيدي ) فقلت : يا أمير المؤمنين ، اقرأها علي .

فقرأها ، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله ( ص ) إلى مقتل الحسين ( ع ) ، وكيف يقتل ، ومن يقتله ، ومن ينصره ، ومن يستشهد معه .

فبكى بكاء شديدا ، وأبكاني .

فكان مما قرأه علي : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ،وكيف يستشهد الحسن . وكيف تغدر به الأمة . . . الخ ” (كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق الأنصاري : ج 2 ص 915 والفضائل لابن شاذان : ص 141 ، والبحار : ج 28 ص 73 . ) .

9 – روي عن علي ( ع ) عند دفن الزهراء قوله : ” وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ،فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا . . الخ ” (الكافي : ج 1 ص 459 ، ومرآة العقول : ج 5 ص 329 ، ونهج البلاغة : الخطبة رقم 202) .فإن كلامه ( ع ) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء ( ع ) ، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام ، ولم تجد إلى بثها سبيلا . وهذه الأمور هي غير فدك ، والإرث وغصب الخلافة ، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام ،وبثتها بكل وضوح ، واحتجت لها ، وألقت خطبا جليلة في بيانها .

10 – ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه‍ . ق . في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا ، وقال : إنه جمعه ” من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها ، ولا يغيرها كر العصرين ، ولا مر الملوين . كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع (مصباح الكفعمي : ص 4) فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس ، عن علي ( ع ) ، كان علي ( ع ) يقنت به في صلاته . وقد وصفه في هامش المصباح بقوله : ” هذا الدعاء عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ” . وقال فيه علي ( ع ) ، كما روي عنه : أن الداعي به كالرامي مع النبي ( ص ) في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم . .

ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة : ” وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيه ، ووارث علمه ، وجحدوا إمامته . . . إلى أن قال : وبطن فتقوه ، وجنين أسقطه ، وضلع دقوه (في البحار : كسروه ) وصك مزقوه الخ . . . ” (راجع : البحار : ج 82 ص 261 ، والمصباح للكفعمي : ص 553 ، والبلد الأمين :ص 551 و 552 ، وعلم اليقين : ص 701 ) .

وقد جاء في تعليقته على المصباح ، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه . ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار : ” . . . قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء :قوله : فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره ، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( ع ) وفاطمة ( ع ) من الايذاء ، وإرادة إحراق بيت علي بالنار ، وقادوه كالجمل المخشوش . وضغطا فاطمة ( ع ) في بابها ، حتى أسقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا ، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ . . ” (حواشي المصباح ، للشيخ الكفعمي ص 553 ، والبحار : ج 82 ص 261 ) .

وقال : ” والضلع المدقوق ، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة ( ع ) ، من مزق صكها ، ودق ضلعها ” (المصدر السابق ص 555 ، والبحار : ج 82 ص 261 ) .

[ اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها .]

قال النبي محمد صلى الله عليه وال وسلم

فاطمه بضعه مني فمن اذاها فقد اذاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*