الشيخ المفيد عرض ودراسة

395

mofeedأ. د. صاحب نصار/ جامعة الكوفة

اسمه ونسبه:

هو محمد بن محمد بن النعمان يكنى بأبي عبد الله، ويلقب بالمفيد وبابن المعلم لأن أبوه كان معلماً(1).

وتقرن باسمه ألقاب أخرى منسوبة إلى مدن وقبائل ومواقع كالبغداي(2) والكعبري(3) والكرخي(4) والعربي(5) والحارثي(6).

مولده ووفاته:

ولد الشيخ المفيد في الحادي عشر من ذي القعدة عام (336هـ) الذي يقابل (947م) وتوفي رحمه الله عام (413هـ) الذي يقابل (1022م) في بغداد وان عمره ناهز (75) عاماً وأول من ترجم للمفيد هو تلميذه أبو العباس أحمد بن علي النجاشي صاحب كتاب (الرجال) وأن معظم وأغلب من ترجم لعلمنا قد أخذ من النجاشي.

وهو عربي نسباً كما أوردها أقرب المقربين علماً ومعاصرة تلميذه النجاشي ومن الغريب بعد هذا أن ينعته صاحب كتاب معالم العلماء بن شهرآشوب في (ص100) بـ(القمي) في حين إنه بغدادي مولداً وسكناً وتحصيلاً ولم يذكر أحد إنه ذهب إلى قم أو سكن أو درس والأغرب من هذا أن الدكتور الشيبي يعده دون سند من علماء الفرس بمعية ابن بابويه والطوسي والطبرسي وذلك في معرض كلامه عن فقهاء الفرس ومفكريهم في فترة القرن الرابع والخامس الهجريين(7).

مدته الزمنية ومعاصرته:

كان القرن الرابع للهجرة العصر الذهبي للعلوم الإسلامية، فازدهرت فيه العلوم كافة ومما ساعد على اتساع الحركة العلمية في بغداد حين كانت مركزاً للعالم الإسلامي وحاضرته العلمية والسياسية فكانت الرحلة تشد إليها من كل مكان، فنشأت المدارس ودور العلم، وكثرت مجالس المناظرة والجدل، وكانت الحرية أساس هذا الاتساع بعد أن أطلقت الحرية الدينية والفكرية والعلمية وأطلق العنان للفكر والعلوم(8). فقد عاصر الشيخ المفيد عدداً من الخلفاء العباسيين منهم المطيع لله (الفضل بن المقتدر) للمدة التي كان بها الخليفة (334هـ ـ 363هـ) وكذلك عاصر عدداً من البويهيين وكان في مقدمتهم عضد الدولة. وقد ظهر تميز شيخنا الأجل على مجتمع بغداد في تلك الحقبة الزمنية بسبب ما امتاز به من تفوق في علوم الشريعة كافة فكانت مؤلفاته ومجالسه ودروسه ومناظراته تؤرخ بفخر واعتزاز.

الجانب العلمي في مسيرة حياته:

المفيد يجمع الأصالة في الفكر والتعمق في فهم العلوم الإسلامية والسعة في الاطلاع. لقد حاز الشيخ المفيد مكانة علمية جليلة وأحرز التفاف العلماء والمثقفين إليه في بغداد ومن غيرها من البلدان، وقصده السائلون يستجوبونه، وجلس إليه طلاب العلوم الدينية ينهلون العلوم والمعارف وتعلم أساليب الجدل والمناقشة والحوار العلمي الهادف للوصول إلى الحقائق العلمية بأسلوب عربي رصين.

فعد موسوعة زمانه في علوم الشريعة وغيرها، فيقف علماًَ شامخاً بارزاً بعقله ولسانه وذكائه المتميز بأدب العلماء الهادئ الهادف للإجابة على المسائل ودحض شبه البعض منهم، فكانت أفكاره تتفتح كتباً موسعة ورسائل موجزة في مختلف علوم الدين ومناظرات علمية وفكرية بقيت ليومنا هذا دروساً ومساراً وشعاعاً يستنار في فهم الحقائق مقرونة بأدلة وثوابت رصينة في مقدمتها الكتاب العظيم والسنة الشريفة وغيرها.

ومؤلفات المفيد بين كتاب ضخم، ورسالة في وريقات، وذكر تلميذه الشيخ الطوسي المتوفى (460هـ) وهو من تلامذته البارزين بأن مؤلفاته ناهزت المائتي مصنف(9) وإنني أحصيتها ووقفت على أكثرها وقد بلغت (216) مؤلفاً(10).

أما شيوخه:

تتلمذ الشيخ المفيد على يد كثير من العلماء في مختلف المذاهب الإسلامية وفي ظروف المعرفة التي تعد الرجل عالماً فقيهاً متكلماً، وإن تعداد شيوخه قرابة السبعين شيخاً استقى من مناهل علمهم وكان يذهب وراءهم أنى كان موضع العلم فذهب مستمعاً لبعضهم في أحد مساجد بغداد، أو في مجلس أو بيوت أحد العلماء أو في أماكن العلم. وتشير كتبه إلى ما يفيد دراسته عليهم بلفظ (حدثنا، أخبرنا)(11).

ومن أبرز شيوخه:

1ـ أبو القاسم جعفر بن محمد المعروف بابن قولويه (ت 368هـ).

2ـ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين المعروف بابن بابويه الصدوق (ت 381هـ).

3ـ أبو الحسن علي بن عيسى، الرماني (ت 382هـ) يقال إنه الذي لقبه بالمفيد بعد مناظرة.

4ـ أبو عبد الله محمد بن عمران الكاتب البغدادي المرزباني (ت 384هـ).

ومن الجدير بالإشارة إنه كان يعد مؤسس علم البيان والفصاحة(12).

أما تلامذته:

إن تلاميذ الأستاذ أثر من آثاره، وكثيراً ما يكون تنقيب الأستاذ من مواهب في طلابه ثم عنايته بصقلها وتوجيهها وبيانها وذلك في السهر على تخريجهم أجدى على المجتمع من تأليف كتاب أو إجابة مسألة. فهم في الحقيقة كتبه الحية السريعة الأثر في المجتمع وذراريه الروحيون على الأرض والناشرون لآراء أستاذهم. فقد قرأ على الشيخ المفيد عدد من الأعلام، ويكفيه فخراً من تلامذته الشريفين الرضي والمرتضى والشيخ الطوسي والكراجكي وغيرهم كثير بهذا المستوى المرموق(13).

ما كتب عنه وفق المسار التاريخي:

1ـ التمهيد في ترجمة الشيخ المفيد، للسيد حسون البراقي المتوفى (1332هـ).

2ـ التمهيد في خلاصة ما ذكره العلماء في ترجمة الشيخ المفيد للسيد هبة الدين الشهرستاني المتوفى (1386هـ).

3ـ نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد، باللغة الإنكليزية لـ(مارتن مكدرموت) طبع في الولايات المتحدة الأمريكية عام (1970م).

أ ـ ترجمة الكتاب أعلاه إلى اللغات الأخرى المترجم أجمد أرام طبع دار الترجمة، بيروت.

ب ـ تعريب الكتاب أعلاه إلى اللغة العربية تعريب علي هاشم طبع مجمع البحوث الإسلامية (1413هـ)، طهران.

جـ ـ تعريب الكتاب أعلاه إلى اللغة العربية تعريب رضوان السيد نشر معهد الآداب الشرقية، بيروت 1986هـ.

4ـ الشيخ المفيد الرجل الذي أحببناه منذ ألف سنة لعبد الحميد الحساني (1413هـ).

5ـ آراء الشيخ المفيد في الإمامة، باللغة الفرنسية.

6ـ وجه تسمية المفيد بالمفيد تأليف إسماعيل المازندراني (1413هـ).

7ـ الشيخ المفيد مؤرخاً، للأستاذ عبد الحسين الرحيم رسالة ماجستير كلية الآداب، جامعة بغداد (1981م).

8ـ جهود الشيخ المفيد الفقهية ومصادر استنباطه رسالة ماجستير كلية الفقه، جامعة الكوفة (1989م).

9ـ الشيخ المفيد للسيد الخامئني.

هناك مؤلفات فضلاً عن المخطوطات المحققة من كتب المفيد منها ؟؟؟؟؟؟

وجود عشرات البحوث والدراسات المختلفة بشتى العناوين والأنشطة في مختلف المجلات والأنشطة الثقافية والعلمية…

عرض موجز لأبرز مؤلفاته وجهده العلمي وفق محاور الشريعة:

بدءاً بكتب علم الكلام الذي يختص بالدفاع عن العقيدة وتوضح الأصول والقواعد العامة للدين الإسلامي وبيان التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد وما يتصل بهما من المسائل الاعتقادية.

فقد عالج الشيخ المفيد هذه الموضوعات وغيرها بأسلوب سهل بعيد عن الغموض والإبهام حيث يمثل الأسلوب العربي الرصين بلاغة وإيجاز ووضوح العبارة وسهولتها ومناقشة الآراء بأسلوب صريح وهادئ معتمداً على الأدلة العقلية وهذا يتفق والاتجاهات الفكرية لذلك العصر الذي يمثل القمة حيث ازدهرت فيه الحركة الفكرية بوجه عام ونشطت فيه المعارف والعلوم العقلية والنقلية وبلغت الثقافة الإسلامية أوجها.

وكان من مميزات ذلك العصر وصول النقاش والجدل وتوضيح الآراء إلى أعلى المراحل بين الفرق والمذاهب.

حتى بلغ في هذا العلم مرحلة كبيرة حتى كان يعد في طليعة المفكرين والمتكلمين الإسلاميين. فقد كتب عنه في جميع أنحاء العالم وعقدت من أجله المؤتمرات العلمية فقد ألف عنه أحد المستشرقين كتاباً يبدو من خلال عنوانه كاف وخير شاهد على ما ذكرناه وهو (نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد بقلم مارتن مكدرموت) وعندي نسخة منه.

وكانت له القابلية في الجدل والمناظرة والمناقشة والاحتجاج والدفاع عن العقيدة حتى كان له ولتلميذه الشيخ الطوسي كرسي الكلام فكان لا يعطى إلا لم له الاستحقاق والكفاية والتأهيل لارتقائه.

وكان من أبرز مؤلفاته بهذا الخصوص:

1ـ أوائل المقالات في المذاهب والمختارات.

2ـ تصحيح الاعتقاد وهو بمثابة رد ونقد بناء على ما أورده أستاذه ابن بابويه الصدوق من آراء كانت محل نظر وبيان ومناقشة وتوقف.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على رفعة المستوى العلمي وإيراد النقد البناء والمناقشة الجادة في سبيل الوصول إلى الرأي السديد الصائب حتى وإن كان أستاذاً. وهذا يوضح المستوى الرفيع من الثقافة واتساع الذهن والفكر.

فهذا يتوضح بصورة جلية من خلال ما حصل ما رد به المفيد على أستاذه الصدوق المتوفى (381هـ/991م). موضحاً وشارحاً كرد وتعقيب على مسائل عديدة أبرزها:

1ـ القضاء والقدر.

2ـ الصفات الإلهية.

3ـ العصمة وغيرها…

أما بخصوص كتابه أوائل المقالات في المذاهب المختارات:

إن تتبع تاريخ الأديان وآراء الملل وعقائدها ونحلها من المواضيع الهامة في تاريخ حياة المجتمع البشري، فأنه يظهر من خلال الإطلاع على تلك الآراء والعقائد درجة الرقي العقلي لتلك الأمم الذين اعتنقوها وشخصيات مؤسسيها فالبحث عن ذلك بمنزلة البحث عن تاريخ الفكر البشري وتطوراته المختلفة في مختلف العصور التي مرت عليه وحصل فيها من الرقي والتكامل العقلي وقد كانت الأمصار الإسلامية وحواضرها الكبرى ميداناً لمناقشات الفرق المختلفة ومجادلاتهم وخاصة بغداد حاضرة العالم الإسلامي آنذاك. التي كانت ميداناً خصباً للمدارس الفكرية والكلامية والمجادلات والمناظرات والمساجلات.

فكانت هذه الأسباب ونظائرها علة لتصدي المفيد لتأليف هذا الكتاب وبيان آراء مذهبه ومعتقده في الأصول الإسلامية ومختلف المسائل الكلامية المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وبين من يوافقهم فيها من سائر الفرق الإسلامية من معتزلة وغير معتزلة ثم ما يتميز فيه الإمامية عن سائر الفرق في بعض المسائل فقد قال عنه (مارتن مكدرموت): (إن الشيخ المفيد كان فقيهاً فضلاً عن كونه أحد علماء الكلام)(14) فهو إلى جانب كونه عالماً ضليعاً في الفقه فقد استخدم براعته في المزج بين خطي الفقه والكلام.

أما في جانب علم الحديث:

فكان يعد من الذين لهم الفضل في حفظ التراث الحديثي لأغلب الروايات فكانت كل كتبه الفقهية وفتاواه استدلالية تعتمد النص سواء أكان قرآناً أم سنة مما حدا بالشيخ الطوسي رحمه الله الذي قام باستخراج الروايات الموجودة في كتاب (المقنعة في الفقه) ونظمها في كتاب حديثي ضخم (تهذيب الأحكام) والذي عد من أهم الكتب الأربعة المعتبرة الحديثية عند الإمامية قباله الكتب الستة لدى أخواننا في المذاهب الإسلامية فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى استيعاب الشيخ المفيد للجهد الحديثي سواء أكان ذلك الجهد نبوياً أم إنه عن طريق أئمة آل البيت عليهم السلام.

فكان جل اهتمام المفيد للأحاديث والروايات التي كانت تعد المصدر الثاني حيث كان هذا المصدر هو الموضح والمبين والمقيد والمخصص لما ورد في المصدر الأول الأساسي وهو الكتاب العظيم.

وترى كذلك الروايات يوردها بصورة واضحة من خلال كتبه. الخاص بالأخبار كـ(الإرشاد) والعرض التاريخي كـ(مسار الشيعة) ومن الجدير بالبيان إنه عندما يورد الرواية والحديث يذكره متناً وسنداً.

أما على صعيد علم أصول الفقه:

فيعد المفيد رحمه الله من مؤسسي علم الأصول كما ذكره السيوطي في أوائله بما نصه: (ونظير كتاب الشافعي في صغر الحجم وتحرير المباحث كتاب أصول الفقه للشيخ المفيد)(15).

وله مؤلفات عديدة بهذا المجال العلمي منها:

1ـ أصول الفقه.

2ـ النكت في مقدمات الأصول.

3ـ مختصر أصول الفقه.

تعقيب: على الرغم من أن كتاب أصول الفقه صغير الحجم واختصار مباحثه إلا إنه جمع أغلب المواضيع الأصولية الأساسية بصورة مختصرة جداً ولكنها غير مخلة وتفي بالغرض وبأسلوب رائع جداً.

ومن الجدير بالذكر والإشارة إن كتاب أصول الفقه قد تم طبعه وتحقيقه من قبل مركز الدراسات والبحوث في بيروت عام (1988م). وتوجد لدي نسخة منه. وهو على اختصار مواضيعه وسهولة طرحها لكنه ذا أهمية بالغة في هذا المجال العلمي.

هذا ما أورده تلميذه الشيخ الطوسي مقيماً للكتاب بما نصه: (ولم يعهد لأحد من أصحابنا في هذا المعنى إلا ما ذكره شيخنا أبو عبد الله رحمه الله في المختصر الذي له في أصول الفقه)(16).

وبهذا الإيراد المهم من قبل شيخ الطائفة يعد شيخنا المفيد هو من الأوائل في هذا الصدد.

لقد كان عصر الشيخ المفيد فاتحة عهد جديد في الفقه حيث خرج الفقه في هذا العصر من دور الجمود على نصوص الكتاب والسنة الشريفة حيث كانوا ملتزمين بالروايات والأخبار فضلاً عن القرآن الكريم إلى دور استخدام القواعد والأصول بشأن البحث الفقهي حيث أفرد بكتابات خاصة لها ثقلها الاجتهادي الاستنباطي.

حيث نرى أن أول وأقدم نص وجد تطرق إلى العقل هو ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته الأصولية آنفة الذكر. وهذا ما أكده الشيخ المظفر في أصوله في الجزء الثالث (ص122).

مما حدا بتلامذته بالسير على نهج أستاذهم والبحث والكتابة بهذا العلم الجليل. فقد ألف الشيخ الطوسي كتاب (عدة الأصول)، والسيد المرتضى كتاب (الذريعة) وهما من الكتب الأصولية القيمة وبعدهم الكراجكي في المختصر الأصولي الذي سمي بـ(التذكرة) وغيرها.

الدراسات الفقهية:

فقي مجال الدراسات الفقهية فهو أول من ألف الموسوعة الفقهية الاستدلالية، وهي (المقنعة في الفقه) فقد كان هذا المؤلف الجليل يعد الأساس والركيزة الأولى للفقه الإسلامي ترتيباً للأبواب الفقهية من كتاب الطهارة أي النظافة الشرعية مروراً بكل الموضوعات الفقهية التي يحتاجها الفرد المسلم مقرونة بالدليل سواء من الكتاب العزيز أم السنة الشريفة أو كليهما وهو في نفس الوقت منهج المحدثين حتى أصبح هذا الترتيب والتبويب الذي انتهجه المفيد بمثابة خطوط عريضة للفقهاء الذين جاؤا من بعده.

وكان ـ كما ذكرا آنفاً ـ كتاباً مهماً على صعيد الاستدلال بالأحاديث والروايات مما حدا بتلميذه الشيخ الطوسي أن يستخرجها وينظمها بكتاب حديثي له أهمية على صعيد الروايات عند الإمامية إن لم نقل من أهمها وهو كتاب (تهذيب الأحكام) ويعد كذلك أول من ألف من الفقهاء والعلماء في الفقه المقارن وهو كتاب (الإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من أحكام) حيث قارن فيه بين الفقه الإمامي والمسائل الفقية لدى فقهاء المذاهب الإسلامية.

وكذلك كتاب (أحكام النساء) وهو كتاب فقهي فريد من نوعه حيث لم أجد لحد الآن عند جميع الفقهاء لكل المذاهب الإسلامية من كتب بمثله فهو كتاب يخص كل الأحكام الشرعية التي تهم المرأة من الطهارة إلى الديات والذي كتبه بناء على طلب السيدة الجليلة فاطمة بنت الأطروش بنت ملك طبرستان والدة الشريفين.

وعنده جهد فقهي كبير جداً لا يسع المجال لعرضه، وقد تميز جهده الفقهي بمميزات منها:

على الرغم من كونه يمثل أهل الفتوى ومن مجتهدي الإمامية الأوائل إلا أن فتاواه تمثل نصوصاً شرعية من خلال استعماله للدليل من الكتاب والسنة.

وكذلك تميز بتفصيل المفاهيم الشرعية وتوضيحها حتى يوضح المسألة من جميع الوجوه الفقهية والعلمية وما يحيطها من مسائل أخرى، تتعلق بالحكم الفقهي.

أكتفي بهذا القدر وختاماً أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت ولو بجزء يسير خدمة لشريعة المصطفى(ص) وأن ينال الرضا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الهوامش:

(1) ابن الجوزي، المنتظم، 8/11.

(2) نسبة إلى بغداد، الطوسي، الاستبصار، 4/298.

(3) نسبة إلى الكرخ، العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 3/199.

(4) نسبة إلى عكبرا وهي بليدة على نهر دجلة من ناحية الدجيل، ابن الأثير، اللباب، 2/146.

(5) نسبة إلى نسبه العربي العريق إلى قحطان، النجاشي، الرجال، ص31.

(6) نسبة لأحد أجداده (الحارث)، الشهيد الأول، كتاب الأربعين، ص184.

(7) ينظر: كامل الشبيبي، الفكر الشيعي، ص92.

(8) مسكويه، تجارب الأمم، 6/408.

(9) الطوسي، الفهرست، ص186ـ188.

(10) صاحب نصار، الشيخ المفيد، ص30ـ65.

(11) القمي، الكنى والألقاب، 1/244.

(12) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 9/106.

(13) ابن حجر، لسان الميزان، 4/223، الصفدي، الوافي بالوفيات، 4/130.

(14) مارتن مكدرموت، نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد، الناشر دار الشروق، بيروت (1986م) في الإنكليزية، ص7.

(15) ينظر: الأوائل، للسيوطي، وكذلك، الشيعة وفنون الإسلام، حسن الصدر، ص78.

(16) ينظر: عدة الأصول، الطوسي، طبع حجر، ص2.

المصدر: مجلة ينابيع – العدد 18

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*