إجراءات نقل الأثاث بين الروتين والاحترازات الأمنية

1٬148

8-3894الحكمة – متابعة: “أوراق ومستمسكات تناقلت ما بين أيدينا و بين أيدي موظفي المجالس البلدية لمنطقتي الكرادة داخل والدورة، في سبيل استحصال موافقات انتظرت فترة عشرة أيام، كي ترى النور وتمكننا من الانتقال بسهولة الى بيتنا الجديد في منطقة الدورة” هذا ما ابتدأت به الطالبة سارة علوان حديثها وهي تقص علينا ما شهدته تلك الفترة التي امتد تاريخها قبل عام، سارة ترى:

” ان تلك الاوراق التي حملت نكهة الموافقات الامنية كانت قد مرت عبر سيطرات ونقاط تفتيش تناوب عناصرها على قراءتها مرات عدة، اضافة الى تفتيش سيارة النقل التي بدأت بحمولاتها المتعددة من اثاث منزلي كانوا قد اشتروه طيلة أعوام مضت”.

ختمت سارة حديثها باعتراف حمل في طياته فسحة أمل وتفاؤلا قائلة:

” على الرغم من ان الضجر والروتين كانا رفيقي ومصاحبي دائما للحصول على تلك الموافقات من قبل والدي، الا انه اعترف اخيرا باهميتها الكبيرة وهو ينظر بعين الترقب لجار جديد يسكن بالقرب من بيتنا، ذاكرا لي تلك الاجراءات اعطتنا باب أمان كبير في معرفة من سيكون جارك، ومن اي منطقة جاء بالتحديد.”

اجراءات رادعة

لم يكن يعلم المواطن احمد عبد الوارث ان تلك الاجراءات الامنية المشددة والمطلوبة منه في عملية نقل الاثات سيكون لها مردود ايجابي في استتباب الامن ضمن منطقته التي لازمتها سنوات من التوتر بسبب عدم معرفة من يسكنون ضمن الحي الواحد، الا من كان ضمن منطقته، أوعز اسبابها للاجراءات الامنية خاصة لمن يود السكن ضمن رقعة المنطقة، التي كان لها دور كبير في التدقيق بهوية من يسكن ومن اين جاء بالتحديد .

عبد الوارث يرى:

 ” ان من حق الاجهزة الامنية أن تختار الطريقة المناسبة في السيطرة على المناطق منعا لحدوث اختراقات تشوه جماليتها، وتسمح بمزيد من العمليات الارهابية ضمن نطاقها، كون وجود بيتا يعيش فيه افراد معينون بعيدا عن اجراءات امنية باسباب تواجدهم واسمائهم واعمالهم، قد يكون بابا مفتوحا لتأجير تلك المنازل لعصابات مشبوهة يكون عملها الرسمي الخطف والسرقة والقيام بخروقات امنية، وهذا ما حدث فعلا في عدة مناطق في بغداد قبل ظهور تلك الاجراءات الامنية الخاصة بنقل المواطنين من منطقة الى اخرى .” ويعتقد المواطن عبد الرحمن الربيعي :

” ان الكثير من المواطنين البغداديين يعانون من مشكلة الموافقات الأمنية المطلوبة لنقل الأثاث من منطقة إلى أخرى ضمن مدينتهم، والتي تأخذ إجراءاتها جهدا وتكلفة مادية ووقتا طويلا لإكمالها، ويحتاج الراغب في نقل أثاث بيته من مكان إلى آخر الحصول على موافقات عدة جهات أمنية حكومية، منها قيادة عمليات بغداد وقوات الشرطة الاتحادية ضمن المناطق السكنية المختلفة، إضافة إلى إجراءات إدارية مرهقة، ولكن هل فكر هؤلاء الناس المتذمرون قليلا بالبحث في اهمية تلك الاجراءات على الوضع الامني للمنطقة اولا وللمحافظة ثانيا ؟، مضيفا “علينا ان نكون اكثر انصافا خاصة اننا في ظل وضع امني معقد، ومع وجود تلك الاجراءات اصبحنا الان في مأمن اكثر .”

روتين ومحسوبيات

المواطن لطيف العزاوي بيـّن:

” انه قدم معاملة لنقل أثاث بيته من حي الجامعة الى العامرية بسبب وجود منزل ملائم لعائلته”. مشيرا إلى أن” معاملة النقل استغرقت منه وقتا طويلا، كلفه الكثير من الجهد والمال، خاصة ان وضعه الصحي لا يمكنه من الانتقال بسيارة النقل العام”. مبينا” قدمت سلسلة الاوراق الرسمية المطلوبة، مثل عقد الإيجار والمستمسكات الثبوتية الأربعة له ولصاحب البيت الذي سينتقل إليه مع شهود من المنطقة وكتاب من المجلس البلدي” لافتا الى انه” ظل يتنقل بالمعاملة بين المجلس البلدي وقيادة عمليات بغداد ومقر فوج الشرطة والسيطرات الأمنية في المناطق والشوارع وكل من له علاقة بالامر لمدة شهرين”.لافتا الى “اهمية تقليل تلك الاجراءات على المواطنين، خاصة ان من فيهم كبار السن والمرضى

والمعاقين .”

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*