دراسة في قاعدة الإسلام يجبّ ما قبله

364

5874ce09061d2

محسن وهيب عبد

1 – مقدمة:

الانسان قبل الاسلام وحتى بعده يرتكب الفواحش والموبقات ، وقسم من تلك الموبقات يورثها الانسان من والديه ، حيث انها من النوع الذي يترتب عليها اثار نفسية عقدية ووضعية تكوينية واجتماعية عرفية ؛ مثل الزنا وخبث المولد ، فبه عار يلحق صاحب تلك الفواحش والموبقات ، وهناك نظرة اجتماعية لهؤلاء الصنف من البشر ، فيؤثر فيه نفسيا ايما تأثير ، وقد عالج الاسلام تلك الاثار ، ووضع لها ما يمحوها بقاعدة الجبّ لما قبل الاسلام والتوبة لما بعد الاسلام .. فـ (الاسلام يجبّ ما قبله) بمجرد نطق الشهادتين او تغفر ذنوب المسلم بمجرد لإنابة الى الله تعالى بالتوبة عما كان عليه من الموبقات والذنوب.

2- علاج الاسلام لآثار رجس ما قبله ولمحوّ وزر ما بعده:

باعتبار الاسلام عقيدة كاملة ، فمن دواع الكمال ان يكون هناك من ذات العقيدة الكاملة ما يسدّ الثلمات ، ويعالج الانحرافات ان حصلت ، ويطهر النجاسات وان تراكمت ، فقد تكفل الاسلام لمعتنقيه ان يدخل للقلوب ويطهرها ويخلصها من الدرن والأوزار التي انتابتها من  اجواء الجاهلية وثقافتها السائدة  وأعرافها وعقائدها بشرط ان يلتزم وصاياه المتمثلة في نصوص الكتاب العزيز ووصايا النبي الكريم صلى الله عليه واله ، فقد قال الله تعالى:

 { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [ 1]. فطاعة الله  والرسول ضمان للمغفرة والرحمة وبلوغ الايمان القلوب.

وقال تعالى:

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [2 ].

وهذا سبيل اخر الى الطهارة والمغفرة والذي يعني معنى اخر لطاعة الرسول صلى الله عليه واله ؛ هي حبه المتضمن حتما حب عترته صلوات الله عليهم ، فان من اسلم بدأ خطوة في طريق يجّب عنه فيه رجس ما سبق وعار ما غشيه من الجاهلية الدهماء ، وحتى المسلم الذي انزلق في الموبقات والجرائر فتح الله تعالى له باب التوبة ليغسل ما عليه من اوزار الدرن والذنوب ، (فمن تاب كان كمن لا ذنب عليه)( 3) ، لكن كلا السبيلين ؛ الجّب بالإسلام  والتوبة بعده لهما شروطهما ليصح وليتحقق بهما المرجو من ترتبهما.

3- شروط صحة الجبّ وضوابطه:

وفقا لقاعدة الجّب والتطهر بالإسلام ؛ ولكي يمسح اي وضع مترتب على الانسان من اثار الرجس والخبث المتلبسة ذاته  قبل الاسلام بسبب سوء المولد لانتشار الزنا في الجاهلية ، بل حتى وان كان ابن فراش ، فقد يكون لصيق ، او ان الاب حصل على زوجته من الغزو والسبي دون استيعاب شروطهما ؛ ففي الجاهلية كان الزنا والغزو والربا والسحت والسفاح  … وكل المحرمات منتشرة بل كانت كلها تجارة والكل يمارسها الا ما ندر من امثال عبد المطلب وبني عبد المطلب( 4) ، فآنذاك حتى اللقمة التي هي اساس النطفة والبيضة لخلق انسان لا تحصل للمرء بما شرع الله ، وكان الجهل بما شرع الله منتشرا ، والقسر والاستغلال فاشيا ،  واكل الحرام كثيرا ،  فالنطف في غالبها والى الان يشوبها الرجس ، وكان باب التطهير من اثار الرجس مفتوحا ؛ وهو بعد الاسلام حب محمد صلى الله عليه واله وولاء ال بيته كما سنوثقه في هذا البحث ، اما البقاء على بغض ال محمد فهو علامة على ان الاسلام لم يدخل القلب وان جبّ الاثار لم يحصل فعلا ، ولذا فليس المسلم في هذه المرحلة إلا من الاعراب الذين قال فيهم رب العزة : ( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا… الاية)

لاشك ان ارادة الله تعالى نافذة ،  وهي اصل الوجود ، وهي لا عبث فيها ، جلت قدرته وتنزهت ارادته ، وعندما طهر الله تعالى اهل البيت صلوات الله عليهم بإرادته ؛ { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }[ 5].

فالإطلاق في تطهيرهم صلوات الله عليهم ، انما يعني ايضا ؛ ان ارادة الله تعالى طهر لمن يتولاهم ، فمن يتولى الطاهرين يطهر بالتبعية ؛ اي ان من اراد ان يتطهر فعليه بإتباع ال محمد الطاهرين وحبهم ؛  ، فسيرتهم طريق الطهارة والنور ، ترسمها سنتهم الصحية وتحددها وصاياهم  ، فهم مدرسة الطهر والتطهير ، لمن اراد ان تتحقق فيه قاعدة الاسلام في الجّب وتصدق عن سالف الذنب والنتن.

ان تولي ال محمد الطاهرين صلوات الله عليهم  في الحب والطاعة طهر وتطهير. وفي اتباع سيرتهم يتحقق تمام هدى النفوس ويصدق في المتبعين الصلاح(فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ).

وفي طاعتهم يتحقق نظاما للملة في امة محمد صلى الله عليه واله ويصدق بهذا النظام بناء الدولة العادلة.

وفي امامتهم  امانا من الفرقة لأنهم معصومون عدول لا يفارقون الحق ويدعون الى القران ، والقران يدعو لهم صلوات الله عليهم…{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)(6 )

ان حب ال محمد صلوات الله عليهم وبغض اعدائهم ؛ هو الطريق المختصر الذي امر الله تعالى به لبلوغ الايمان في قوله تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [7 ]

ولذا فنحن نقول في زيارة فاطمة الزهراء عليه السلام : (فإنَّا نسألكِ إن كُنا صدَّقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنُبشِّر أنفسنا بأنَّا قد طهرنا بولايتك)( 8) .

4- بغض آل محمد صلوات الله عليهم نفاق :

مثلما يكون في ولاية اهل البيت التطهير ، وفي حبهم الايمان ؛ فعلى العكس فان بغضهم علامة نفاق وخبث المولد : والأحاديث النبوية في ذلك متواترة ومشهورة  مثل قوله صلى الله عليه واله : ( يا علي لا يحبك إلا  مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) ، ولذا وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون المنافقين ببغضهم  لعلى عليه السلام.

واليك باقة من احاديث النبي الصحيحة فيمن ابغض عليا عليه السلام منافق ومن احبه مؤمن فهو فاروق بين المسلمين يعرف به وباله عليهم السلام جميعا المؤمن من المنافق:

1- عن رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) – لعليّ(عليه السلام) -:لا يبغضك من العرب إلّا دَعِيّ ( 9)، ولا من الأنصار إلّا يهودي ، ولا من سائر الناس إلّا شقيّ ( 10).

2- و عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا عليّ ، لا يبغضك من قريش إلّا سِفاحِيّ، ولا من الأنصار إلّا يهودي، ولا من العرب إلّا دعيّ، ولا من سائر الناس إلّا شقيّ ( 11).

3- عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : معاشر الأنصار! اعرضوا أولادكم على محبّة عليّ؛ فإن أجابوا فهم منكم ، وإن أبَوا فليسوا منكم.

قال جابر بن عبد اللَّه: فكنّا نعرض حبّ عليّ(عليه السلام) على أولادنا ، فمن أحبّ عليّاً علمنا أنّه من أولادنا ، ومن أبغض عليّاً انتفينا منه ( 12).

3- في تاريخ دمشق عن ثابت عن أنس: إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شهَر عليّاً يوم خيبر فقال:… يا أيّها الناس! امتحِنوا أولادكم بحبّه؛ فإنّ عليّاً لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى، فمن أحبّه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم.

قال أنس بن مالك: وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثمّ يقف على طريق عليّ ، وإذا نظر إليه يوجّهه بوجهه تلقاه وأومأ بإصبعه : أي بنيّ ، تحبّ هذا الرجل المقبل ؟ فإن قال الغلام : نعم ، قبِله ، وإن قال : لا ، خَرِق به الأرض وقال له : اِلحَقْ بأمك ، ولا تُلحِقْ أبيك بأهلها ، فلا حاجة لي فيمن لا يحبّ عليّ بن أبي طالب !( 13)

4- في علل الشرائع عن أبي أيّوب الأنصاري : اعرضوا حبّ عليّ على أولادكم ؛ فمن أحبّه فهو منكم ، ومن لم يحبّه فاسألوا اُمّه من أين جاءت به ؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لعليّ بن أبي طالب : لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق ، أو ولد زنية( 14) ، أو حملته اُمّه وهي طامث (15) .

5- عن رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) – في عليّ(عليه السلام) -:لا يبغضه إلّا ثلاثة : لزنية ، أو منافق ، أو مَن حملته اُمُّه في بعض حيضتها ( 16).

6- عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) – في عليّ(عليه السلام) -: واللَّه ، لا يبغضه ويعاديه إلّا كافر أو منافق أو ولد زانية(17 ).

7-عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : بُوروا( 18) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ؛ فمن أحبّه فاعلموا أنّه لِرشْدةٍ ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لِغيّة( 19)( 20).

8- عن الإمام عليّ(عليه السلام) : لا يحبّني ثلاثة ، ولد زنا ، ومنافق ، ورجلٌ حملت به اُمّه في بعض حيضها(21 ).

9- عنه(عليه السلام) : لا يحبّني كافر ، ولا ولد زنا(22 ).

10- في تاريخ دمشق عن محبوب بن أبي الزناد : قالت الأنصار : إنا كنّا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه عليَّ بن أبي طالب ( 23).

11 – تاريخ دمشق عن عبادة بن الصامت : كنّا نبُور أولادنا بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فإذا رأينا أحداً لا يحبّ عليّ بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا ، وأنّه لغير رشدة ( 24).

12 – في من لا يحضره الفقيه: ( كان جابر بن عبداللَّه الأنصاري يدور في سكك الأنصار بالمدينة وهو يقول: عليٌّ خير البشر فمن أبى فقد كفر. يا معاشر الأنصار! أدِّبوا أولادكم على حبّ عليّ ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه ( 25).

5- النتيجة:

 اننا مع كل هذه الاحاديث نجد ان ابناء فتيات قريش الذي صاروا فيما بعد خلفاء لرسالة المحمدية يتوارثونها ؛ جعلوا سب علي عليه السلام سيد العترة النبوية  واله سنة على منابر المسلمين لا تصح صلاتهم إلا بسبه ، ولذا فإنهم كلهم منافقون على احسن تقدير وإلا فهم كفار ، بل ان من يترضى عليهم اليوم هو منهم لقول النبي من رضي بفعل قوم اشرك في عملهم. وذلك لما بلغنا من الاحاديث التالية:

1- مسند الشهاب القضاعي :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أحب عمل قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله »( 26).

2- اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة :

(من كثر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريكاً في عملهم}(27 ).

3-  وفي جامع الأحاديث :

عن أبى بكر قال : إذا عمل قوم بالمعاصى بين ظهرانى قوم هم أعز منهم فلم يغيروا عليهم أنزل الله عليهم بلاء ثم لم ينزعه منهم(28 ) .

4- وعن جابر بن عبد الله الانصاري : كما في بشارة المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) :

( يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه خذني ( 29) وهناك تكملة في بحار الانوار لهذا الحديث هي: (خذوني نحو أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي: يا عطية هل اوصيك وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد صلى الله عليه واله ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، وإن كان صواما ” قواما “، وأرفق بمحب آل محمد فأنه إن تزل قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم اخرى بمحبتهم، فأن محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود الى النار)( 30).

بمعنى ان قاعدة الاسلام يجبّ ما قبله لم يستفد منها ابناء فتيات قريش ، بل لم يستفد منها الى الان كثير ممن ينطقون الشهادتين لانهم لازالوا يترضون على اؤلئك المنافقين دون ان يجدوا حجة يدفعوا بها عن انفسهم.

ان الامة ابتليت بالعفوية منذ انقلاب السقيفة ، ولم تحفظ للطاهرين حقهم في الولاء والحب والطاعة ، بل لم تستفد من وجودهم وزاد في ذلك انقلاب السقيفة الذي اقصى المطهرين وأمعن في ابعادهم عن مناصبهم التي نصبهم الله فيها ، بل وعن كل الميادين المنصوص لهم الحق فيها ، بل تمادوا في قتلهم وتشريدهم  حتى يقول زين العابدين عليه السلام : كما في مثير الأحزان:

(أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين كأنا أولاد ترك أو كابل من غير جرم اجترمناه و لا مكروه ارتكبناه ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين إن هذا إلا اختلاق و الله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاة بنا لما زادوا على ما فعلوه فإنا لله و إنا إليه راجعون)( 31).

6- ولد الزنا في التراث العفوي الانقلابي:

ونجد في التراث الانقلابي اجماعا ؛ على ان ولد الزنا ممن ذرء لجهنم ؛ كما سنتناوله موثقا من تفاسير علماء القوم وجهابذتهم ، وهذا مما يثير تساؤلات في هذا الموضوع ، وهي بدورها تثير شبها تحتاج الى رد وتوضيح وهي:

اذا كان الامر كما يقول العفويون وكما ينقلون اذن:

1-  فكيف ارتضوا اولاد الزنا والزانيات امراءا لهم يتوارثون امانة الرسالة المحمدية والخلافة الربانية ؟!!

2- ما ذنب ولد الزنا اذ لم يرتكب معصية اذا كان العاصيان والداه.

3- وكيف يتفق مع عدالة الله ان يكتب النار على انسان مسبقا. فما معنى الحساب اذن؟

4- وما مصير الثواب اذا صدر منه الاحسان او كان محسنا؟

سوف نجيب على هذه التساؤلات بعد ان نوثق عقيدة العفويين في ولد الزنا من مصادرهم المهمة في كتاب الله وسنة رسوله.

جاء في تفسير الدر المنثور:

 (( وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ ، كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم ))(32 ).

وايضا في تفسير الدر المنثور:

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال : هو ولد الزنا ، وتمثل بقول الشاعر :

زنيم ليس يعرف من أبوه … بغيّ الأم ذو حسب لئيم(33 ).

وفي نفس المصدر :

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { زنيم } قال : ولد الزنا . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول الشاعر :

زنيم تداعته الرجال زيادة … كما زيد في عرض الأديم الأكارع ( 34).

وفي تفسير الكشاف للزمخشري :

( وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم ، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة من مولده . وقيل : بغت أمّه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية ، جعل جفاءه ودعوته أشد معايبه ، لأنه إذا جفا وغلظ طبعه قسا قلبه واجترأ على كل معصية ، ولأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الناشىء منها . ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده )( 35).

وفي تفسير ابن أبي حاتم : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللَّهَ لَمَّا ذَرَأَ لِجَهَنَّمَ مَنْ ذَرَأَ، قَالَ: وَلَدُ الزِّنَا مَنْ ذَرَأَ لِجَهَنَّمَ” (36 ).

وفي تفسير ابن عبد السلام:

العتل الزنيم : « إنه الشديد الخلق الرحيب الجوف المصح الأكول الشروب الواجد للطعام الظلوم للناس » { زَنِيمٍ } لئيم « ع » مأثور أو ظلوم « ع » أو فاجر أو ولد الزنا أو الدعي أو كان للوليد بن المغيرة زنمة كزنمة الشاة أسفل من أذنه وفيه نزلت أوفى الأخنس بن شريق فسمي زنيماً لأنه حليف مُلْحَق أو الذي يعرف بالأُبْنَة « ع » أو علامة الكفر كقوله { سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ }( 37) .

وفي تفسير ابن كثير :

 جاء في الحديث: “لا يدخل الجنة ولد زنا” وفي الحديث الآخر: “ولد الزنا شَرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه” (38 ).

وفي تفسير الرازي :

(..، ولأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الولد ، ولهذا قال عليه الصلاة السلام : « لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده »(39 ).

وفي تفسير السراج المنير:

وعن حارثة بن وهب الخزاعي قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو يقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر». وفي رواية: «كل جواظ زنيم متكبر». الجواظ: الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين، وقال عكرمة: هو ولد الزنا الملحق في النسب بالقوم، وكان الوليد دعياً في قريش، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده قال الشاعر فيه:

*زنيم ليس يعرف من أبوه ** بغي الأمّ ذو حسب لئيم*))( 40).

وايضا في تفسير السراج المنير: في قوله تعالى (عتل زنيم)

وقالت ميمونة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشى فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمهم الله بعذابه». وقال عكرمة: إذا كثر ولد الزنا قحط المطر. قال القرطبي: ومعظم المفسرين على أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة( 41).

في تفسير الطبري :

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لما ذرأ لجهنم ما ذرأ، كان ولدُ الزنا ممن ذرأ لجهنم”. ( 42) .

وفي تفسير اللباب لابن عادل:

 الزنيم: هو ولد الزنا الملحق في النسب بالقوم .

وكان الوليد دعياً في قريش ليس من سنخهم ، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة من مولده قال الشاعر :

زَنِيمٌ ليْسَ يُعرفُ من أبُوهُ … بَغِيُّ الأمِّ ذُو حسبٍ لَئِيم

قيل : بغتْ أمه ولم يعرف حتى نزلت الآية ، وهذا لأن الغالب أن المنطقة إذا خبثت خبث الولدُ ، كا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يَدْخلُ الجنَّة ولدُ زِنَا ، ولا ولَدُ وَلدِهِ » .

وقال عبد الله بن عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إنَّ أوْلادَ الزِّنَا يُحشَرُونَ يومَ القِيامةِ في صُورةِ القِرَدةِ والخَنازِيرِ » .

وقالت ميمونة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لا تَزالُ أمَّتِي بخيْرٍ ، مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ ولدُ الزِّنَا ، فإذا فَشَى فيهِمْ ولدُ الزِّنَا أوشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بعذابٍ » .

وقال عكرمة : إذا كثر ولد الزنا قحط المطر .

قال القرطبي : ومعظم المفسرين على أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يطعم أهل منى حيساً ثلاثة أيام ، وينادي ألا لا يوقدن أحدكم تحت بُرمةٍ ، ألا لا يدخلن أحد بكُراع ، ألا ومن أراد الحيس فليأت الوليد بن المغيرة ، وكان ينفق في الحجة الواحدة عشرين ألفاً ، أو أكثر ، ولا يعطي المسكين درهماً واحداً؛ فقيل : « منَّاعٍ للخَيرِ »(43 ).

وفي تفسير فتح القدير :

(وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا } قال : خلقنا . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن الحسن في الآية قال خلقنا لجهنم . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وابن النجار ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم )( 44) .

7-  تسؤلات حول ولد الزنا في التراث العفوي:

السؤال الاول: اذا كانت هذه عقيدتهم في ولد الزنا فلماذا ارتضوهم خلفاء لسيد المرسلين وامناء على خاتم الاديان الاسلام؟!!  ولماذا سكتوا عن جعل  سب العترة الطاهرة سنة لا تجوز صلاتهم الا به ؟!! ثم عدوا على ابناء الرسول واله صلوات الله عليهم  فقتلوهم وسبوا بنات الوحي لصالح ابناء الزنا؟! ولماذا ارتضوا ان يحول ابناء الزنا خلافة الرسول صلى الله عليه واله الى ملك يتوارثونه دون صالح المؤمنين؟.

السؤال الثاني: اذا كان الابوان زانيين فما ذنب الابن والله تعالى يقول : ( ألاّ تزر وازرة وزر اخرى)؟

والسؤال الثالث: ماذا عن عدالة الله تعالى اذ يرمي من لا جريرة له في النار؟! وما مسيرة العقاب والثواب اذا احسن ولد الزنا في حال ما؟

الجواب على السؤال الاول: ليس مهما ان يكونوا قد ارتضوا ابناء فتيات قريش امراء لهم وأمناء على رسالة الرسول وخلفاء له صلى الله عليه واله ، لأنه واقع فرضه الانقلابيون منذ يوم السقيفة على الامة برفض منهج الاصطفاء والاختيار الذي هو جوهر الدين ، وخضع الجميع لمنهج العفوية بالقوة والقسر ، وبعد هذا الواقع المفروض فللتفاسير والمفسرين ان يقولوا ما يشاؤون ضمن هذا الواقع العفوي المفروض ، فهكذا هي العفوية وهذا هو المنهج العفوي الذي فرضته السقيفة على الامة ، الا ترى انهم لا يملكون جوابا لهذا الهذيان !!.

ولهذا السبب سميناها عفوية ؛ لعدم تطابق العلم مع العمل عندهم او عدم تطابق الاعتقاد مع واقع ما يصدر عنهم .. ففي الوقت الذي يجمعون على ان ابن الزنا خبث ورجس مصيره النار هكذا دون اعتبار لعدالة الله ومعاني الحساب ومعاني العقاب والثواب ، نجدهم وبكل احترام يرتضون ولد الزنا اميرا للمؤمنين ويطيعونه بل ويترضون عليه الى الان ، ويقبلون ان تكون الرسالة المحمدية ملكا وراثيا عضوضا لابن الزنا ولأبنائه بالتوارث ولا يهيجون ساكنا ؟!! بل نجد كبار علمائهم يبررون افعالهم الظالمة!!!

الجواب على السؤال الثاني : يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز : ({أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }(45 ) فكيف يتحمل طبقا للقول الحق ولد الزنا جريمة لم يقترفها ؟!!.

نعم قد يكتب الله تعالى على الانسان السعادة والشقاء وقد يقدر العمر ويحدد الاجال والأرزاق ، وذلك من مكنون سنن كونه ، ولكن الله تعالى اعز وأكرم واجل من ان يظلم احدا فانه تعالى قال: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }( 46) ، ثم هو تعالى وتبارك : ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}( 47) .

نعم يمحو ما يشاء ويثبت طبقا لمجريات ما يصدر عن الانسان من سوء او حسن ، ويطيل الاعمار او يقصرها بما يصدر عن الانسان من صدقات او صلة رحم فهناك موبقات تقصر العمر مثل البغي ، وهناك حسنات تطيل العمر مثل صلة الارحام والصدقة ، وهناك اعمال تبدل الحسنات سيئات ، وهناك افعال تغير مسير حياة الانسان وتدفع البلاء  مثل الدعاء ، وهناك اعمال تطهر من الرجس مثل حب محمد وال محمد صلوات الله عليهم ، ومودتهم وهناك اعمال ترفع الانسان درجات وأخرى تهبط بالإنسان درجات فالإخلاص بالولاء لمحمد ول محمد يرفع الدرجات كما رفع سلمان الفارسي الى مصاف اهل البيت عليهم السلام في حين اذل الاعداء لمحمد وال محمد ابا لهب وابن نوح.

فاذن ؛ ابن الزنا وأي احد من الخلق مرهون بما كسب ؛ (… كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } [48 ].

ولو اراد ولد الزنا او اي انسان ان يطهر نفسه ويكون مؤهلا لمغفرة الله تعالى ومحبته فعليه ان يتبع الرسول صلى الله عليه واله ويود اهل بيته الطاهرين، لان الله سبحانه وتعالى حين يأمر بشيء فلا عبث في امره فالله سبحانه وتعالى منزه من العبث وعندما طهر اهل البيت عليهم السلام بإرادته انما طهرهم ليكونوا اسوات حسنة للاقتداء والتطهر والاقتداء بغيرهم لا يتم التطهر.

قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (*) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (*) إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ( 49).

8- ولاية ال محمد الطاهرين وسيلة الطهر والتطهر:

وعلى هذا الاساس العقائدي المتين بنيت قاعدة الاسلام يجبّ ما قبله، فلا يجبّ الاسلام اثار الزنا والمولد الخبيث إلا بشرط حسن الظن بالله ، وحسن التوكل عليه ، حيث لا يتمان ولا يكتملان إلا بولاء ومودة محمد واله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين  والاصطفاف معهم في وفد الرحمن وعباده المخلصين اذا كان الحشر لله وفدا:

قال الله تعالى:( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (*) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (*) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}[ 50].

باعتبارهم خيار الله تعالى الافضل في العالمين كما يصرح القران الكريم قي الاية السابقة وآية المودة : (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ( 51).

فالله سبحانه وتعالى لا يأمر بشيء الا وفيه مصلحة خاصة للإنسان ليس إلا ، فإتباع الرسول صلى الله عليه واله وبمودة اله عليهم السلام يتحقق الجبّ لما قبل الاسلام وحتى لما بعد الاسلام لذا يقول الله تعالى:

( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ( 52)

فلا جبّ لخبث المولد في ولد الزنا في الاسلام الا بدخول الايمان الى القلب وشرط دخول الايمان الى القلب ؛ الولاء لله ورسول وال بيته وعلي على الخصوص كما جاء في كتاب الله العزيز: ({ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)( 53).

فهناك شبه اجماع على ان هذه الاية نزلت في علي عليه السلام وفي ايات قرينة نجد ان ولاية على عليه السلام هي اساس الدين وجوهره لأنها ولاية الاسلام وحماية من العفوية والالتصاق بمنهج الاختيار والاصطفاء الرباني.

 فبعض ائمة التفسير مثل االسيوطي يقول في تفسير الاية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) في تفسيره الدر المنثور:

(وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك  أن علياً مولى المؤمنين  وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس }( 54).

وهنا يتبين لنا كيف تتحقق اجوبة الاسئلة الاخرى : فلا الحساب يجري بخصوص ما قدمت يدا ولد الزنا دون غيره من الناس ، بل في الحساب يتساوى الناس سواء بسواء فان اطاع وتقرب الى الله ورسوله واله بمودتهم كما شاء الله  وبولايتهم كما امر الله واحسن الظن بالله واحسن التوكل عليه فان جزاءه الحسنى وان عصى وتولى وابغض محمدا صلى الله عليه واله واذى ذريته ولم يصطف مع الطاهرين بارادة الله تعالى واصطف مع غيرهم ، فلم يجبّ خبث مولده وبقي كما كتب الله عليه رجس ، فان الجنة طاهرة فلا يراها بل النار موعده وبئس المصير.

9- معايير الاسلام ليجب ما قبله:

من معاني الجبّ التي تتحصل باعتناق الإسلام ؛ وتؤتي ثمارها هي طهارة النفس الانسانية ، ولا تتم الطهارة النفسية الا عندما يدخل الايمان في القلب ، ولا يدخل الايمان في القلب الا بطاعة الرسول واله وحبهم فان المحب لمن احب مطيع طبقا لقوله تعالى : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (55).

وهذه آية محكمة تدعوا لتعميق الوعي الروحي لمعاني الاسلام بعد معرفتها وتركز على طاعة الله والرسول سبيلا لذلك وتذكر بان الاسلام يجبّ ما قبله بان الله تعالى غفور رحيم بهذه الشروط وهي محاولة تعميق الوعي بالإسلام ليعتمر القلب به والإمساك بطاعة الله ورسوله لتطهر النفوس ويسري فعل الجبّ لما قبل الاسلام.

ان جميع الناس سواسية في حال واحدة من طهارة المولد او عدمها بسبب اجتماع رجل وامرأة اما بعقد بتمام شروط صحة العقد او عدمه ، ثم الاعتبار بمصادر الحلية او الحرمة؛ لمال الصداق ، ومصدر الغذاء الذي تتشكل به النطفة … وغيرها من الامور مما يقتضيه الشرع الاسلامي لتمام طاهرة المولد ، وإلا فان هناك كثير من شرك الشيطان من ابناء البشر يقعون في أصناف هي:

اولا – ابناء الزنا المحض ؛ والمواليد التي تنتج من عمليات السفاح والجماع غير الشرعي بين الرجل والمرأة ، بقصد ومع العلم بالحرمة ، هذا صنف مشخص ومعروف وله احكام.

ثانيا – ابناء الصنف الاول الذين دخلوا الاسلام ولم يحاولوا جبّ الاثار الوضعية بشروط الاسلام .

ثالثا – ابناء فراش بعقد شرعي ولكن المهر من مصدر محرم ، او تعلق حقوق اخرين به مع العلم به او بدون العلم بذلك من طرف واحد او من الطرفين لان اثرا وضعيا يترتب على مصادر الحرام ان علم بها الانسان وان لم يعلم.

رابعا – ابناء من فراش بعقد شرعي ولكن انعقاد النطفة من لقمة حرام. حيث يصعب حتى مع التحرز على كثير من الناس ان لا يأكل إلا الحلال المحض ، وقد يكون غير مأثوم لأساب كثيرة لكن الاثر الوضعي لاشك مترتب على اللقمة الحرام في عدم استجابة الدعاء وفي انعقاد النطفة.

خامسا – ابناء من فراش وبعقد شرعي داخلهما خيال او فكرة شيطانية او كان احدهما مخمورا او كلاهما ، اثناء الجماع ، فيكون هنا مسرب للشيطان وشركه في الجنين.

سادسا – ابناء من فراش وبعقد صحيح سبقه تحريم مطلق بعلة معينة او تحريم سببي او نسبي محدد لم يلتفت له او التفت له بوقت متأخر.

سابعا – ابناء من فراش بعقد صحيح ولكن رافقه التزوير بما يخالف صحة العقد.

وغير تلك الحالات ومثلها في الناس كثير ، فوسائل مشاركة الشيطان لذرية آدم وأبنائه كثيرة جدا طبقا لقوله تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (*) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (*) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (*) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ( 56).

10- كل واحد يلزمه وجوبا ان يطهر مولده:

وعلى هذا فكلنا وليس ابناء الصنف الاول من ابناء الزنا المعروفين فقط نحتاج ليجبّ الاسلام عنا الاثار الوضعية للحرام المقصود وغير المقصود ووزره على النفوس ، وعلى الجميع ان يسعى دوما للتخلص من تبعات الرجس ولبس شرك الشيطان ( نعوذ بالله منه) .

وهذا الجبّ لا يتحصل إلا بشروط الجب في الاية المحكمة المار ذكرها من سورة الحجرات. وتلك الشروط – كما علمنها – هي

أولا- عدم الغفلة عن عدو يتربص بنا ويريد ان يضلنا ، فلا بد من البقاء دوما في حال معاكسة لشعار ابليس (انا خير منه) الذي نجده دوما في انفسنا اتجاه ابناء جلدتنا ولابد من المحاولة المستمرة لوعي الاسلام في العمق بتكامل عن طريق:

أ-  طاعة الله ورسوله ومحبة الله ورسوله التي ليس لها مصداق إلا بالالتصاق بالطاهرين الذين طهرهم الله تعالى لهذه المهمة.

ب- مودة و حب ال محمد الطاهرين صلوات الله عليهم طبقا لقوله تعالى 🙁 لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى)( 57)، ولا تصدق مودة ال محمد الا ببغض اعدائهم طبقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (58) . وإلا فان عدونا الشيطان يجري مجرى الدم من عروقنا كما يقول الامام السجاد عليه السلام:

( اللهم خلقتني و أمرتني و نهيتني و رغبتني في ثواب ما به أمرتني و رهبتني عقاب ما عنه نهيتني و جعلت لي عدوا يكيدني و سلطته مني على ما لم تسلطني عليه منه فأسكنته صدري و أجريته مجرى الدم مني لا يغفل إن غفلت و لا ينسى إن نسيت يؤمنني عذابك و يخوفني بغيرك إن هممت بفاحشة شجعني و إن هممت بصالح ثبطني ينصب لي بالشهوات و يعرض لي بها إن وعدني كذبني و إن مناني قنطني و إن اتبعت هواه أضلني و إلا تصرف عني كيده تستزلني و إن لا تفلتني من حبائله يصدني و إن لا تعصمني منه يفتني اللهم صل على محمد و آله و اقهر سلطانه علي بسلطانك عليه حتى تحبسه عني بكثرة الدعاء لك مني فأفوز في المعصومين منه بك و لا حول و لا قوة إلا بك)(59).

ثانيا – لا يكفي حب العترة وولائها في التطهر ، بل لابد ان يرافقه بغض لاعداء الله ورسوله واله صلوات الله عليهم .. لماذا ؟ لان بغض الطاهرين عموما وأهل بيت محمد صلوات الله عليهم  مصداقهم دليل وعلامة على ان الاسلام لم يدخل القلوب ودليل على ان جبّ الرجس والآثار الشيطانية المترتبة من هذا البغض لم ولن يحصل( 60)، وان النفوس المبغضة لال محمد لازالت تعتمر بالرجس وآثار الزنا فهي بالتأكيد شرك شيطان وفي حال تناقض وتضاد مع الطهر والطاهرين.

 وقد جاء لنا التاريخ بكثير جدا من الشواهد على بغض ال محمد دون سبب وجيه ظاهر الا انه باطن الرجس وشرك الشيطان في النفوس ومصداقه حزب ابناء فتيات قريش وسيرتهم في استلام السلطة في الاسلام وتحويله الى مملكة وراثية.

كل خلفاء بني امية مصاديق لشرك الشيطان ، فهم أبناء فتيات قريش ذوات الرايات الحمر. ولكن لنأخذ نموذجا تاريخيا لملك من المملكة الاموية وهو ( امير المؤمنين! الوليد بن يزيد) يقول عنه السيوطي وهو من ابناء المذهب العفوي في تاريخه:

(( وكان فاسقاً شريباً للخمر منتهكاً حرمات الله أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه وخرجوا عليه فقتل في جمادى الآخر سنة ست وعشرين.

ولما قتل وقطع رأسه وجيء به يزيد الناقص نصبه على رمح فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال : بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاساقاً ولقد راودني على نفسي!!

وقال المعافى الجريري: جمعت شيئاً من أخبار الوليد ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه وسخافته وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بالله)( 61).

هذا النموذج من خلفاء رسول الله (صلى الله عليه واله) من شرك الشيطان الذي يسمونه ( امير المؤمنين)؛ يستطيع ان يحصل على ما يريد من النساء الا انه يزني بالعمات ويراود اخاه عن نفسه ويمكنه ان يشرب بفضل المذهب العفوي اين ما كان دون ان يصده احد من علماء السلف الصالح!!!! لكنه يطمع بشرف الشرب فوق الكعبة .. ومع هذا يدافع عنه  امام ائمة الحديث الذهبي فيقول عنه : ( لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة بل اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك)(62 ).

هذا الذهبي وبهذه الصرامة في التقييم نجده يجرح في احاديث فيها حقائق عن ال محمد لان في السند رجل فيه تشيع او لان فيه رجل طاهر من اصحاب علي الذي اصطفوا مع الطاهرين لان الاصطفاف مع الطاهرين جريمة عند ابناء الشيطان!!!

مما يعني ان علماء المؤمنين وأمراء المؤمنين في اسلام ابناء فتيات قريش من ذوات الرايات الحمر من اب واحد ومنهج واحد ، فلا سبيل ليجبّ الاسلام عنهم ما كان رجس والذي يتبعهم لا يمكن ان يطهر ابدا لان الان لاسلام بشروطه يجبّ ما قبله ، اما المنافقون فلا سبيل ليجبّ الاسلام عنه شرك الشيطان لأنه يعتمر بنفوسهم المريضه ويجري مجرى الدم من عروقهم وقلوبهم الزائغة ببغض الطهر والطاهرين صلوات الله عليهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1) الحجرات: 14

2) آل عمران: 31

3) المستدرك على الصحيحين للحاكم (9/  26) ؛ عن عبد الله بن مسعود : « التوبة النصوح تكفر كل سيئة وهو في القرآن ، ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم (سورة : التحريم آية رقم : 8) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ».

4) راجع تاريخ اليعقوبي (ص: 108) حول عقيدة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه واله كان يحرم الزنا وكان ينفي ذوات الرايات الحمر من مكة.

5) الأحزاب : 33.

6) الإسراء: 9

7) الحجرات: 14

8) جاء في مصباح المتهجد (2/  57) في زيارة فاطمة الزهراء عليه السلام : ( يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة و زعمنا أنا لك أولياء و مصدقون و صابرون لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه و آله و أتى به وصيه فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك.

9) الدَّعِيّ: المُتَّهَم في نسبه (لسان العرب: 14/261).

10) المناقب للخوارزمي: 323/330 عن ابن عبّاس، الخصال: 577/1 عن مكحول عن الإمام عليّ(عليه السلام) عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وفيه «لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، ولا من العجم إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سلقلقية».

11) علل الشرائع: 143/7 عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري، فضائل الشيعة: 67/25 عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه(عليهم السلام) عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، المناقب لابن شهرآشوب: 2/267 عن الإمام عليّ(عليه السلام) عنه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وج 3/231، بشارة المصطفى: 201؛ فرائد السمطين: 1/135/97 والثلاثة الأخيرة عن أنس وفيها «لا يبغضه» بدل «لا يبغضك».

12) علل الشرائع: 143/7 عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري.

13) تاريخ دمشق: 42/288/8818.

14) الزِّنْيَة من الزِّنا، وهو نقيض الرِّشْدَة. وجعل الأزهري الفتح في الزِّنْية والرِّشْدة أفصحَ اللغتين. ويقال للوَلد إذا كان من زنا: هو لِزِنية (النهاية: 2/317).

15) علل الشرائع: 145/12، بحارالأنوار: 39/301/110.

16) اليقين: 203/52 عن جابر، بحارالأنوار: 27/155/27.

17) المناقب لابن شهرآشوب: 3/209 عن يعلى بن مرّة.

18) أي امتحنوا واختبروا. ومنه الحديث: «كنّا نَبُور أولادنا بحُبّ عليّ(رضى اللّه عنه) » (النهاية: 1/161).

19) هو لِغَيَّةٍ ولِغِيَّة: أي لِزَنْية، وهو نقيض قولك: لِرَشْدة (لسان العرب: 15/142).

20) الإرشاد: 1/45، إعلام الورى: 1/318 كلاهما عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري.

21) شرح الأخبار: 1/152/91، المناقب لابن شهرآشوب: 3/208 كلاهما عن الأصبغ بن نباتة.

22) شرح نهج البلاغة: 4/110 عن أبي مريم الأنصاري؛ شرح الأخبار: 1/152/92 عن بريدة عن أبيه وزاد فيه «ولا منافق».

23) تاريخ دمشق: 42/287، فرائد السمطين: 1/365/293 عن أبي الزناد؛ المناقب لابن شهرآشوب: 3/207 وفيه «قال أنس بن مالك: ما كنّا نعرف…».

24) تاريخ دمشق: 42/287، النهاية في غريب الحديث: 1/161، تاج العروس: 6/118 وفيهما صدره؛ مجمع البيان: 9/160، رجال الكشّي: 1/240، المناقب لابن شهرآشوب: 3/207 وفيه «نسير» بدل «نبور» وراجع شرح الأخبار: 1/166/124 وشرح نهج البلاغة: 4/110.

25) من لا يحضره الفقيه: 3/493/4744، علل الشرائع: 142/4، الأمالي للصدوق: 136/133، رجال الكشّي: 1/236/93 كلّها عن أبي الزبير المكّي نحوه ، إعلام الورى: 1/319 وفيه «بوروا» بدل «أدِّبوا»، الثاقب في المناقب: 124/123.

26) مسند الشهاب القضاعي (2/  185). وفي التبويب الموضوعي للأحاديث (ص: 12051) :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  من أحب عمل قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله. (القضاعي في مسند الشهاب ج1/ص260 ح420).

27) اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (4/  44)

28) جامع الأحاديث (24/  322) ، وكنز العمال، أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (6/82 ، رقم 7551) .

29) بشارة المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) (10/  12)

30) (بحار الأنوار – العلامة المجلسي (98/  196).

31) الملهوف ص 177 – 182، مثير الأحزان (4/  26)

32) تفسير الدر المنثور (4/  374) ، رواه الإمام أحمد (6/109) من حديث عائشة، رضي الله عنها، و (2/311) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.

33) تفسير الدر المنثور: (10/  75)

34) تفسير الدر المنثور: (10/  77)

35) الكشاف للزمخشري : (7/  118)

36) تفسير ابن أبي حاتم : (6/  289)

37) تفسير ابن عبد السلام: (7/  24)

38) تفسير ابن كثير (8/  194)

39) تفسير الرازي : (15/  442)

40) تفسير السراج المنير (ص: 4828)

41) تفسير السراج المنير (ص: 4829)

42) تفسير الطبري (13/  277)

43) تفسير اللباب لابن عادل: (15/  407)

44) تفسير فتح القدير (3/  123)

45) النجم: 38

46) الكهف: 49

47) الرعد: 39

48) الطور: 21

49) ال عمران – 33.

50) مريم: 85 – 87

51) الشورى -23.

52) الحجرات – 14.

53) المائدة: 55 – 57

54) الدر المنثور في التأويل بالمأثور : لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي: (ج:3/ص:  418)

55) الحجرات  -14.

56) الاسراء  -65.

57) الشورى   -23.

58) الممتحنة  – 1.

59) مصباح الكفعمي (2/  122)

60) جاء في الاختصاص (69/  2): عن أبي جعفر، عن أبيه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: من لم يبال بما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان(*)، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان. ثم قال عليه السلام: إن لولد الزنا علامات، أحدها بغضنا أهل البيت، وثانيها أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء المحضر للناس ولا يسيئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها (**).

(*) رواه الصدوق – رحمه الله – عن جعفر بن محمد بن مسرور في معانى الاخبار ص 113 وزاد هنا ” ومن لم يبال أن يراه الناس فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة فهو شرك شيطان ” وقوله:” شغف بمحبة ” أولع بها. ونقل في البحار ج 15 باب جوامع مساوى الاخلاق.

(**) رواه الصدوق – رحمه الله – في الخصال باب خصال الاربعة عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر الخ. وفى المعانى ص 113 ايضا. ونقله المجلسى – رحمه الله – في البحار ج 15 باب الذنوب وآثارها.

61) تاريخ الخلفاء  للسيوطي : (ص: 102)

62) نفس المصدر.

موقع العتبة الحسينية المقدسة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*