شعائر الحسين (ادركنا او لم ندرك) تضع منهاجا ربانيا ضامنا للحصانة
محسن وهيب عبد
ان نهضة الحسين عليه السلام منهاج عملي علمي في ابسط احواله الى معرفة الحق ، وتميز الباطل ؛ لأنها شخصت الانحراف والمنحرفين ، وبينت اين تكمن القراءة الصحيحة لدين الله الحق، وتجعل المسلم المتتبع يدرك كيف اختلطت الاوراق ؟ ومن اين جاءت القراءات الخاطئة للإسلام ؟ ويمهد لبداية وتمهيد لدولة العدل الالهي العالمية بقيادة الثائر الاكبر حفيد الحسين عليه السلام الامام الحجة المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ليس لأحد شرف وعلم ومكانة اجتماعية وربانية كما كان يتمتع بها الحسين عليه السلام بعد جده وابيه وامه واخيه ؛ فهو عميد الاسرة الهاشمية العتيدة ابن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسبطه، وابن بن علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب(عليهم السلام)، وريحانة الرسول وشمامته وروحه التي بين جنبيه، ولم يبق احد ممن عاصر الرسول(صلى الله عليه وآله) عاش معه في المدينة، إلا وسمع الرسول(صلى الله عليه وآله) يحدث الناس بتكرار وتوكيد مستمر؛ يعلمهم امامتة وعصمته ومنزلته الربانية ومجده، وفضله في الأرض والسماء، ويلفت نظرهم الى انها ليست عاطفة الابوة فقط.
فقد أخرج البخاري والترمذي في صحيحيهما عن ابن عمر، وقد سأله رجل عن دم البعوضة، فقال: ممن أنت ؟ قال: من أهل العراق، قال: انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي، وسمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: هما ريحانتاي من الدنيا (1 ).
وأخرج الترمذي بسنده عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط ( 2).
و أخرج الترمذي في صحيحه بسنده عن سلمى الأنصارية ، قالت : دخلت على ام سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت: رأيت الان النبي (صلى الله عليه وآله) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : مالك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا (3 ).
وفي هذا الاحاديث النبوية الشريفة شهادة واضحة لتمازج معنى النبوة المحمدية بمعاني الإمامة التي يمثل الحسين نموذجها ، فهما شيء واحد ، وهي إشارة مقصودة لما ستؤول إليه الأمور ، وما سينهض به الحسين من أعباء النبوة ومهامها متجسدا فيما سيحدث للحسين(عليه السلام)، فيكون بذلك النبي بامتداد الحسين صلوات الله عليهما. مثلما هو الحسين امتداد طبيعي لجده النبي( صلوات الله عليهما وآلهما).
ومن المؤكد أن كبار الصحابة والرعيل الارقى لمعاني صحبة الرسول(صلى الله عليه وآله). من أمثال ؛ حمزة ابن عبد المطلب ، وجعفر الطيار ، و أبو ذر وسلمان المحمدي والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر…كانوا يعلمون معاني تلك الإشارات، وكانوا يجدون في حب الحسين علامة لسلامة الدين مع انه كان طفلا آنذاك. فحب الحسين والاشتراك في شعائره معيارا ضابطا في صحة الاعتقاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
(1).صحيح البخاري : 74 و 4: 217، وصحيح الترمذي 5: 615 برقم: 3770.
(2). صحيح الترمذي 5: 615 برقم: 3771. وفي مصابيح السنة 4: 195 برقم: 4833.وفي كنز العمال: 37684. ومستدرك سفينة البحار:ج: 43/271 حديث: ـ 316. والبحار: 43 / 261 / 1 وص 264 / 16.
(3). صحيح الترمذي 5: 617 برقم: 3775.
العتبة الحسينية