حوار مع إمام الشيعة في ماليزيا
توارثها الموالون وتسلمتها الأجيال جيلا بعد جيل فيقوم اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف دول العالم بالتعبير عن ولائهم وحبهم لأهل البيت (عليهم السلام) من خلال طرح فكرهم ومنهجهم وخاصة طرح فكر نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) بطرق وممارسات متعددة تذكر بالقيم والمبادئ التي آمن بها الإمام الحسين (عليه السلام) وثار من أجلها وجعل لها منهجية وسلوكية إصلاحية في أمة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن هذه الدول ماليزيا التي يتزايد فيها اتباع اهل البيت (عليهم السلام) يوما بعد يوم حتى تجاوز عددهم اليوم حوالي الـ 30 الف شيعي ويسكنون في مناطق مختلفة من ماليزيا وتعتبر الأنشطة الدينية لهم والشعائر الحسينية بالتحديد محط أنظار العديدين خصوصا وسائل الاعلام الحكومية التي تنقل فعاليات تلك الشعائر على مدى شهري محرم وصفر، وأكثر من ذلك أن ملك ماليزيا نفسه القى قصيدة مشهورة في مدح أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ورثائه في يوم عاشوراء، وتعرف تلك القصيدة بأسم (حسينية الملك). ويذكر أن هناك عددا من وزراء السيادة في الحكومة الماليزية تشّيعوا بعد تأثرهم بمظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، بالإضافة لوجود عدد كبير من الشيعة في الجيش والحرس الملكي الماليزي، ومن أشهر الشيعة هناك الشيخ (محمد خليل عبد القيوم) وكيل وزارة الشؤون الدينية السابق وهو من أصل عماني، وكذلك (صالح كمران) رجل الأعمال الأكثر دعما للوجود الشيعي في ماليزيا، حيث قام ببناء ثلاثة مساجد للشيعة في كوالالمبور وجوهور وسرواك، وإنشاء ست حسينيات وتسع مدارس للتعليم الدينـي، مما أدى لتقوية الوعي الديني للشيعة في ماليزيا.
وللاطلاع اكثر على احوال اتباع اهل البيت (عليهم السلام) في ماليزيا التقت مجلة النجف الاشرف سماحة السيد حسن العطاس وكان لها معه هذا الحوار:
كيف هي الشعائر الحسينية في ماليزيا؟ وكيف تتوقعون ان يكون شهر محرم هناك؟
يصرّ الماليزيون كحال بقية اتباع اهل البيت في مختلف بقاع العالم الاسلامي على ممارسة شعائرهم الدينية في شهر محرم للتعبير عن حبهم وولائهم لائمة اهل البيت (عليهم السلام) خصوصا مسألة الحسين (عليه السلام) حيث يعبر الماليزيون عن رفضهم للظليمة التي مورست بحق ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونحاول ان تبقى قضية سيد الشهداء حاضرة في نفوس اتباعه من خلال التاكيد على مبادئ ثورته سلام الله عليه،ويتخلل شهر محرم العديد من البرامج منها اقامة المحاضرات وقراءة القصائد واللطميات من قبل الخطباء والرواديد بالاطوار العربية والإيرانية فمثلاً في العاصمة كوالالمبور يقرأ الطور الإيراني وفي جنوب ماليزيا يقرأ بالطور العربي.. والآن يوجد لدينا 10 طلاب علم فعّالين في ماليزيا يرتقون المنابر لوعظ وارشاد الناس ويحدثونهم عن الحسين (عليه السلام) وعن مأساته في يوم العاشر من محرم. ولزيادة الفائدة نحن نغير أماكننا في برامج محرم حيث نبقى في كوالالمبور ثلاثة أيام ثم نسافر إلى مدينة أخرى ونبقى فيها فترة معينة وهكذا في بقية المدن الأخرى. ومن ضمن الممارسات التي نقوم بها في عاشوراء لدينا تقليد نحافظ عليه منذ أكثر من 20 سنة يتضمن ادخال 200 طفل وتقسيمهم إلى عدّة مجموعات وكل مجموعة تتكون من 15 إلى 20 طالب واجراء المسابقات فيما بينهم من أجل تحفيزهم على الدراسة والتميز وهي تستمر في الحسينيات على طول شهر محرم الحرام ولا تغلق ولو ليلة واحدة وإذا صادف ان لم يكن هناك حسينية كأن تكون مغلقة فإننا نقوم بإجراء هذه البرامج في بيوتنا ففي فترة سابقة اغلقت الحكومة الحسينيات لمدة ثلاث سنوات بين الأعوام 1998 إلى 2001 لكن البرامج لم تتوقف في تلك الفترة وهي مستمرة لحد الآن.
هل يؤدي أتباع أهل البيت (عليهم السلام) شعائرهم الحسينية بحرية في ماليزيا أم توجد مضايقة من قبل الحكومة أو الطوائف الأخرى وما هو سبب إغلاق الحسينيات من قبل الحكومة ؟
نعم يمارس الشيعة شعائرهم بحرية وفي داخل الحسينيات اي بيننا فقط. وتتواجد النسبة الأكبر من الشيعة في كوالامبور وهي عاصمة ماليزيا ورئيس الوزراء عندنا في ماليزيا واسمه عبد العزيز له علاقة جيدة مع الشيعة ويحبهم، لكن الحكم في ماليزيا فيدرالي وان بعض المناطق يكون الحكم فيها للسلفيين مثل شمال ماليزيا في منطقة (برليس) فيقومون بغلق هذه الحسينيات. وفي بقية المناطق الماليزية لايوجد للشيعة اية مشاكل.
لماذا اعداد الشيعة قليل في ماليزيا مقارنة مع تعداد سكان ماليزيا الذي يتجاوز الـ 24 مليون الان ؟
لم يكن في السابق اي وجود للشيعة في ماليزيا، واغلب الموجودين اليوم من اتباع اهل البيت هم أصلاً من أهل السنة وأصبحوا شيعة،لأجل هذا ترى ان الشيعة يمتلكون علاقات جيدة مع أهل السنة، وتراهم يمارسون طقوسهم الدينية بحرية ويحضرون دروس العقائد والمجالس والحسينيات. وينتشر الشيعة في انحاء مختلفة من ماليزيا.
هل تخرج بالزي الديني الذي ترتديه الآن في ماليزيا ؟
لا بالطبع،أنا أرتدي هذه الملابس في الحسينية فقط.
أي انك لا تستطيع الخروج والتجول في كوالامبور ؟
لا استطيع ذلك.
ما هو السبب؟
– بسبب اختلاف الثقافة والاستغراب من هذا الزي. وعموما فإن المسلمين من الشيعة وغيرهم وخصوصا الشافعية فهم يحترمون أهل البيت (عليهم السلام) وذرية الرسول (صلى الله عليه وآله).
كيف دخلت إلى الدراسة الحوزوية في ماليزيا؟ ومن أين استقيت التحصيل الدراسي الحوزوي؟
– والدي أصبح شيعياً حينما كان في الثامنة عشر من عمره وبعد ذلك أصبحت عائلتي من الشيعة، وطالما كان يقول أبي أن المذهب الصحيح هو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فلذلك قمت بالبحث كثيرا لكي أجد طريقاً للدراسة فأدرس مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ألتقيت أصدقاء من باكستان من الشيعة وذهبت إلى باكستان لكي أدرس هذا المذهب، وبعض أصدقائي يدرسون في مدرسة دينية ولديهم علاقة طيبة مع إيران وكانوا يرسلونهم إلى إيران، وأنا الآن وضعت أبنائي كذلك في الحوزة العلمية.
هل يوجد في ماليزيا وكيل للمرجعية الدينية؟
– لا يوجد.
إذن كيف ترجعون إلى المستحدثات من المسائل؟
– بواسطة الإنترنيت أو التليفون، وكذلك لدينا رسالة عملية باللغة العربية وأخرى مترجمة من اللغة العربية.
هل لديكم الكتب الكافية للرجوع إلى مثل هذه الأمور؟
– نعم الحمد لله لدينا الكثير من الكتب، لدينا حوالي أكثر من ألفي عنوان هذا بالنسبة إلى مكتبتي الشخصية وهي مفتوحة للإستعارة.
هذا بالنسبة لكم كطالب علم، كيف الحال لبقية الشيعة في ماليزيا (الثلاثين الف)؟
– لدينا خطة لحل هذه المشكلة، وتتلخص في أن أقرأ الكتب التي تخص أهل البيت (عليهم السلام) وأجلبها ومن ثم أقوم بترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة المالوية، ونحن نجلب الكتب المترجمة ونترجم الكتب غير المترجمة، ولدينا في ماليزيا 20 حسينية وفي كل حسينية توجد مكتبة صغيرة، أي عندنا 20 مكتبة صغيرة، وأنا أقوم بإعطاء 100 إلى 200 عنوان لكل مكتبة لكن بعض الكتب تباع في تلك المكاتب، وعلى سبيل المثال نحن الآن نقوم بنشر بعض الكتب المترجمة ونحن الآن لا نزال مستمرين بالترجمة والنشر، وهذه الكتب ذات جدوى لاخواننا الشيعة.
هل قمتم بحملات تبليغية ونشر الوعي الثقافي الشيعي وخاصة في المناطق البعيدة، فالشخص المثقف يستطيع قراءة الكتب ولكن كيف بالإنسان العادي؟
– نعم، وعلى سبيل المثال أسافر كثيرا حيث انني لا ابقى في كوالامبور، وأذهب لمسافات قد تتجاوز الـ 500 كيلومتراً، وأصبح لدي هذا الشيء عادي حيث أذهب للتبليغ والنشر.
ما هي المرحلة التي وصلت لها في دراستك الحوزوية؟
انا في مرحلة السطوح أعتقد أنها كافية للتبليغ.
كم طالب مرحلة سطوح في ماليزيا ؟
في مرحلة السطوح لدينا 50 طالباً، لكن الفعال منهم عشرة فقط بسبب مشاكل المعيشة.
في كلامكم السابق هناك الكثير من المعاناة في عملية التبليغ في ماليزيا، ماذا تطمح أن يتحقق في ماليزيا وبالخصوص لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ؟
النقطة الأولى هي أننا نؤدي تكليفنا، نحن الجيل الأول للشيعة، الجيل الثاني وهم أطفالنا قد يؤدون اكثر منا، لأن الجيل الأول هم شيعة جدد، ولكن نأمل في المستقبل الأفضل من الجيل الثاني.
شكراً لك سماحة السيد العزيز وأرجو لك إقامة طيبة في النجف الأشرف.
شكراً لك وأسألكم الدعاء.
مجلة النجف الأشرف / هادي الشمري
السلام عليكم وكيف احوالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… نحن وانتم بخير غن شاء الله
اتمنى التواصل
السلام عليكم وكيف احوالكم نحن من اتباع اهل البيت في المانيا انا اصلي من كربلاء الحسين وتحياتي لكل الشعب الماليزي المسلم والمسالم الشعب الطيب واتمنى ان ازوركم ونتواصل
قبل قليل كنت اشاهد قناة كربلاء وقد شاهدت الاخ العسكري ممثلكم في العراق