الوهابيّة والصوفيّة : عدُوَّان متحابَّان في بُغض النبيِّ

الأعداءُ لا يتحابُّون ، والحُبُّ لا يكون في البغض ، ولكن عندما يوحِّدُ البغضُ مصالحَ الأعداء ، نجدهم يعلنون الهدنة و”يتحابُّون” في البغض.

    هذا هو حال  السلفيين والصوفيين ، فهم على طرفي نقيض في كل شيء، إلا عندما يتعلق الأمر بالانتقاص من مقام نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،فهم يعلنون الهدنة ويقلبون الصفحة ، فالنَّصْبُ عندهم يجُبُّ ما قبله .

     في “جامعة الملك فيصل” في محافظة الإحساء من المنطقة الشرقية “،حدثَ انسحابٌ جماعي للطلاب والطالبات ، من دراسة مقرَّرٍ دراسي في فقه السيرة ، فرض عليهم دراسة كتاب للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الداعية الصوفي ، ينُصُّ على أحاديث تسيء  للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كنسبةِ الجنون إليه (والعياذ بالله)، وأنه حاول الانتحار لإصابته بالجنون ، وغيرها من الافتراءات الكثيرة .

     وأفادت صحيفة “بلا قيود”،أن طلاب وطالبات الجامعة في مدينة الهفوف ،أطلقوا حملة للانسحاب من المادة، رغم أن قانون الجامعة ينص على عدم استرداد الرسوم في حالة الانسحاب، ولكن الكل اتفق من طلاب وطالبات على الانسحاب الجماعي تحت شعارين: “من ترك شيئًا لله عوَّضه خيرًا منه”، و  “فداك أمي وأبي وما أملك يا رسول الله” .

     وصرح الدكتور  عبد الله النجار لـ ” بلا قيود ” بخصوص ما حصل في مقرر فقه السيرة، أنه جرى تشكيل لجنة للمتابعة . والجامعة لن تقبل بـشبهات في مقام الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم، وسوف نتخذ الإجراءات المناسبة سريعًا حيال ذلك .

     على صعيد مماثل ، أطلق عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لملاحقة ومحاكمة رجل سعودي ، يُدعى محمد سلامة، بتهمة “التطاول على الله ورسوله”، على صفحته بموقع “تويتر”، مما أعاد إلى الأذهان قضية حمزة كاشغري، الذي يخضع للمحاكمة بتهم مماثلة في المملكة السعودية.

     وتمكن عدد من مستخدمي موقع تويتر من رصد “تجاوزات” سلامة، وقاموا بتوثيقها بالصور، قبل أن يقوم بإغلاق أو حذف حسابه على تويتر، كما انتشرت مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت للشاب السعودي، يسخر فيها من القرآن، ويتهكم على بعض رجال الدين.

     ونقل موقع “كل الوطن” السعودي عن الكاتبة السابقة بالشبكة الليبرالية، وداد خالد، قولها إن سلامة قام بحذف حسابه في “تويتر”، وذلك بعد أن شعر بالخوف من أن يتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاهه، فيما أكدت لاحقاً أنه جرى فصله من عمله في إحدى شركات الألبان الشهيرة، بسبب إساءاته. ففي رسالة تعود إلى التاسع من آذار الجاري، كتب سلامة على صفحته بموقع تويتر: “الانتحار أمر طبيعي، النبيُّ عليه السلام نفسه حاول الانتحار بعد جفاف الوحي.. كما ورد في صحيح البخاري”.