الكبيسي يفتح النار على معاوية

286
1-4-2012-1
محرر الموقع

    فجَّر الدكتور العراقي المعروف والداعية الإسلامي أحمد الكبيسي ، مفاجأة من العيار الثقيل ، عبر قناة دبي الفضائية التي يطل من خلالها ويقدم برامجه الدينية منذ سنوات ، بشنّه هجومًا على معاوية بن أبي سفيان، الذي وصفه بـ”مصيبة هذه الأمة”، وأن الأمة الإسلامية يجب أن تقف ضد من يقف في صف معاوية، فإما علي بن أبي طالب أو معاوية.

    ووصف الكبيسي، معاوية بن أبي سفيان بأنه طليق، وأن مصيبة هذه الأمة منه ، ودعا النواصب إلى الكف عن محبة معاوية – الذي شتم آل البيت عليهم السلام على المنابر – حتى لا يحشروا معه . واعترف بأنه كان ناصبيًا ذات يوم بحكم كونه من الأنبار ، لكنه عرف الحقيقة بعدما كبر.

    وقد أثار كلام الدكتور الكبيسي الصاعق ردود أفعال واسعة في الأوساط الإعلامية الوهابية التي وصفه بعضها بالزنديق ، والرويبضة ، واعتبر البعض أن بث هذه الحلقة يمثل سقطة مدوية لإعلام دبي وقناته الفضائية .

    وقد تنصلت مؤسسة دبي للإعلام في بيان لها نشرته وكالة أنباء الإمارات مما ورد على لسان الكبيسي قائلة :

    إن ما ورد على لسان الداعية الشيخ أحمد الكبيسي أمس الجمعة الموافق 30 مارس 2012 ضمن برنامج “وأخر متشابهات” على قناة “دبي”، يعكس وجهة نظره الشخصية، وقناعته الذاتية، ولا يعبر عن رأي المؤسسة أو موقفها تجاه ذلك الشأن.. في حين تؤكد مؤسسة دبي للإعلام احترامها الكامل غير المنقوص لآل البيت الكرام والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكافة الرموز الإسلامية دون الانتقاص من قدر أي أحد منهم.

    وأكدت المؤسسة التي تشرف على عدة مؤسسات إعلامية في إمارة دبي بينها تلفزيون دبي ، أنها تفتح الباب رحبًا أمام كل صاحب رأي للتعبير عن رأيه بأسلوب موضوعي يهدف في المقام الأول إلى تحقيق الفائدة للمجتمع، ويراعي حماية معتقداته وقيمه وقناعاته الراسخة.

    وكان الكبيسي وفي معرض رده على أحد المتصلين ببرنامج ” وأخر متشابهات “الذي يعرض على قناة دبي قد أجاب :

    الصحابة نوعان : النوع الأول كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهناك صحابي بمعنى الفضل والعناية والتقديس، والذين نهى النبي عنهم لا لأنهم صحابة ، ولكن لأنَّ النبي أوصى بهم وحماهم … نهى( النبيُّ) حتى خالد(بن الوليد) …الذي هو من الطلقاء ، أما الباقون فلا. لا تقارن بينهم… لا تقارن معاوية وأبا معاوية الذين أتوا بالسيف.

    وتابع الكبيسي قائلًا ” اقرؤوا سيرتكم… بعد معركة حنين ارتدوا (الصحابة) عن الإسلام . معاوية وغير معاوية ، الذين أعطى ( النبيُّ ) كل واحد منهم مائة ناقة فرجعوا إلى الإسلام بالتآلف .

    وفي محاولة من الكبيسي على ما يبدو لإضفاء بعض التوازن على كلامه، والتخفيف من وطأته وحدته ، وامتصاص ردود الأفعال الغاضبة التي لابد أن رجلًا محنكًا مثله يتوقعها، أضاف قائلًا : “بطلوا (كفاكم) النصب يا ناصبين ، وبطلوا الرفض يا رافضة ، عودوا شيعةً وعودوا سنةً . صرنا نحن نواصب وصاروا هم روافض، ذاك إسماعيل الصفوي وهذا معاوية” .

    ثم يتابع الكبيسي توجيه رشقاته النارية إلى معاوية وأشياعه (النواصب) ، أمام ذهول مقدم البرنامج الذي يرافقه في الحلقة ، والذي  فوجئ هو أيضًا من كلامه على ما يظهر  : “أنتم نواصب كما هم روافض ، هناك نواصب، وهم أنتم “بتوع معاوية” الذي أمر بسبِّ عليِّ ، وهذا موجود في صحيح مسلم ، وهذه العصبية لأجل معاوية ، وكل ما نعانيه الآن من معاوية ، وأنتم تحبونه كل هذا الحب ، وأنا كنت هكذا !. أنا من أهل الأنبار!، والأنبار نواصب !، لأنهم يحبون معاوية ، ويقولون “عليّ مش بتاعنا “، كيف يمكن أن تكون موالياً لعلي وقاتِله (في الوقت نفسه) ، للحسين وقاتله (في آن واحد) .لا يصحّ (ذلك). إمّا هذا أو هذا. اخترلك واحدًا منهما . ولهذا اتقوا اللهَ !. صحيح هذه وراثة من الآباء ، ولكن كل هذه لعبة يهود! . والذي فَرَّقَ بين الأمة (هو) واحد! وعليكم أن تنتبهوا لهذا دائماً . يا ولدي (خلّيك) مع النبيِّ وآل بيته ، واللهِ العظيم مصيبةُ هذه الأمة من معاوية . ولو تقرأ الأحاديث (تتأكد) : يقول أبو هريرة : واللهِ لولا أني أخاف على هذه – رقبته – لسمَّيتُ القومَ بأسمائهم.

    وعَقَّب الكبيسي بعصبية في معرض رده على متصل آخر وصف معاوية بـ”سيدنا” :

    يا سيدي كل ما نعانيه الآن من معاوية “سيدنا”، قالها (سيدنا) قبلك من هو أكبر منك وأكبر مني ، قالوا “سيدنا” معاوية ، وهم مسؤولون يوم القيامة ، أنت إمّا أن تكون مع علي أو تكون مع معاوية. اختر لك واحدًا منهما .

    أمّا عن نفسه فحسمَ الكبيسيُّ موقفه على الهواء مباشرة واختارَ عليًّا (عليه السلام) ودعا لنفسه  قائلًا : “اللهم احشرني مع علي”.

    وقاطع الكبيسي إحدى المتصلات المعترضات على كلامه الذي وصفته بأنه ينطوي على أخطاء عقائدية بقوله : خليكم مع معاوية .حشركم الله معه . كفاكم لعبًا .(تترضون عن) واحد يسب آل البيت(عليهم السلام) على المنابر. وسبُّهُم كفرٌ بالإجماع كما ورد عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله).

    وقد توالت ردود الأفعال الغاضبة على كلام الشيخ الكبيسي في المواقع والمنتديات الوهابية ، حيث طالب بعضهم بسحب الجنسية الإماراتية منه ، التي منحت له منذ عدة سنوات، وطرده من (دولة) الإمارات ، ورده إلى بلده العراق ليعود إلى من يحب (الروافض)،  ووصَفَه البعض بالزنديق والرويبضة والضال والمنحرف والهالك والخنزير والرافضي المتلبس بلباس أهل السنة والخبيث الدجال وغيرها من أقذع الألفاظ ، كما ورد على سبيل المثال في شبكة أنا المسلم “للحوار” الإسلامي .

   وفي تطور لاحق ذكرت مصادر متتابعة أن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم ، أمر بإيقاف جميع البرامج التي يقدمها الكبيسي على تلفزيون دبي .

    وإن صحت هذه الأخبار، وهي متوقعة في مجتمعات  تدفن رؤوسها في التراب لكي تتهرب من قراءة الواقع ، فإن الشيخ الكبيسي فتح  الباب على نفسه بهذه المواجهة المعلنة ، أمام المتاعب التي قد تواجهه في قادم الأيام، والتي تؤكد قناعة الشيعة التي يتداولونها في ما بينهم،  في محاولة الإجابة عن السؤال الذي يلح عليهم دائمًا ، بخصوص امتناع العلماء من أتباع معاوية، عن التصريح بالحقائق الناصعة التي يعرفونها بكل تأكيد ، والتي تؤكد صحة عقائد شيعة عليٍّ عليه السلام وسلامتها، لتأتي الفرضية التي ترجح أن يكون سبب ذلك الامتناع ، هو الخوف على رغيف الخبز ولقمة العيش ، وإيثار الحياة على القتل والمحافظة على النفس ، وهي الأمور التي طلَّقها أتباع أهل البيت عليهم السلام ثلاثًا ، منذ إبرامهم عقدًا مع أمير المؤمنين عليه السلام ، يحتوي شرطًا جزائيًا (في الدنيا) ينص على أنَّ  : {من أحبنا ، أهلَ البيتِ، فليستعدَّ للفقر جلبابًا}.

    ولا نعلم إن كان الدكتور الكبيسي (وفقه الله) ، عندما أعلن حبّه لأمير النحل على الهواء مباشرة ، قد استعدَّ لما استعدَّ له الشيعة منذ عالم الذرّ، أو افترض أن توقيعه لعقده الجديد مع أمير المؤمنين ، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين ، سيُفضي بالضرورة إلى فسخ عقده مع فضائيات الخليج ، علمًا بأن العارفين يقولون إن فضيلة الشيخ الكبيسي ، الذي جاوز عمره الثامنة والسبعين، قد قبر الفقر، ووضعه وراءه من زمان طويل .

    ومع ذلك فأن يأتي ” الفقر” متأخرًا، خيرٌ من ألا يأتي أبدًا . وأن يقال : جاءه “الرفض” متأخرًا، خيرٌ من القول : مات وهو يقبل نصب النواصب ، ويقول بقولهم. ولا خيرَ في نصبهم ، ولا في قولهم البتة.

وفيما يلي رابط لكلام الكبيسي:

www.youtube.com/watch

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*