أرجوك استعن بصديق! هل تزعجك رائحة جسمك مهما اجتهدت في النظافة؟ تعلَّم كيف تواجه الأمر

288

الحكمة – متابعة: أول ما يتبادر إلى أذهاننا حين نتحدث عن رائحة الجسم، أنها شيء كريه مزعج، يتسبب لنا في الإحراج، ويرهقنا كثيراً ونحن نحاول التخلص منه، برغم أن رائحة أجسام أمهاتنا كانت أول طريقنا للتعرف إليهن، ولا تزال رائحةُ جداتنا تشعرنا بالدفء والأمان. ورغم ذلك تبقى الرائحة الكريهة أحد أهم أسباب نفور الناس منا.

ولكل شخص، رائحته المميزة، والخاصة به، وتختلف قابلية الجسم للتعرق وظهور الرائحة، بحسب الحالة المرضية، والنظام الغذائي، والثقافة الصحية، والجنس، فالرجالُ أكثر عرضةً للتعرقِ من النساء بشكلٍ عام، في حال استثنينا أي أسبابٍ أو ظروفٍ أخرى.

استعن بصديق

أحياناً، قد لا تتمكن من معرفة ما إذا كنت تعاني من رائحة نفسٍ كريهة، أو رائحة عرقٍ نفاذة، فالاعتيادُ على رائحتك التي تلازمك، قد يجعلك لا تدرك أنها سيئة ومؤذية، لذا فلا بأس من سؤالِ من يسكنون معك في منزلك، أو صديقٍ مقربٍ منك في العمل.

كذلك، ينصحُ بعض أطباء الأسنان بمحاولة شم خيط تنظيف الأسنان، بعد استعماله، لتعرف رائحة فمك، وهل هي سيئة أم لا.

إنه نظام حياتك

بدرجةٍ كبيرةٍ، نعم، إنها اختياراتك سواءً في طعامك وشرابك، أو معدل تنظيفك لجسمك، أو نوع ملابسك وجواربك وأحذيتك.

فبعض الأطعمة، تتميزُ برائحةٍ نفاذةٍ بشكل طبيعي، مثل الثوم والبصل والكرنب، والبروكلي والقرنبيط، والتوابل ذات الرائحة النفاذة، وبالتالي فالإكثار من تناولها يغير رائحة فمك وجسمك، ولا يُتوقع أن تزول الرائحة قبل مرور يوم أو يومين، حتى مع الاستحمام وتنظيف الأسنان.

كذلك، فإن الإسراف في استهلاك القهوة مثلاً، قد يسبب جفاف الفم، ومن المعروف، أن وجود اللعاب مهم ليقوم بترطيب الفم، ومعادلة الحمضية التي تسببها بكتيريا الفم مسببةً رائحةَ فمٍ كريهة.

أيضاً، فإن بعض الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن، مثل تلك التي تعتمد على الحرمان من النشويات، قد تسبب رائحةً غير مرغوبةٍ في الفم، والجسم، لأن الجسم في حالةِ الحرمان من النشويات، يلجأ إلى استعمال الدهون كمصدر للطاقة، وينتج عن ذلك الكيتونات، التي تظهر رائحتها بوضوحٍ في الفم والجسم.

وفي المقابل، فإن الأشخاص البدناء، أو الذين يستهلكون البروتينات بكثرة، خاصة اللحوم الحمراء، أو الذين يتناولون الأطعمة المقلية بشكل دائم، أكثر تعرضاً للتعرق، والرائحة الكريهة.

التدخين، كذلك يُحدث تغييراً قوياً في رائحتك أيضاً. وإذا لم تكن حريصاً على الاستحمام كل يوم، فإن البكتيريا ستجد طريقها إلى البروتينات الموجودة في عرقك، وتقوم بتكسيرها إلى أحماضٍ كريهةِ الرائحة.

تتركز هذه الرائحة بوضوحٍ في أماكن معينة، مثل منطقة أسفل الإبط، العانة، بين الفخذين، منطقة الشرج، هذه المواضع تحتوي على غددٍ عرقية مختلفة عن الموجودة في بقية الجسم تسمى (Apocrine glands) وهي المسؤولة بشكل رئيسي عن رائحة العرق في الجسم، لأن العرق الذي يفرز من خلالها يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من البروتين، الذي تقوم البكتيريا بتكسيره بسهولة إلى الأحماض المسببة للرائحة.

وبالنسبة لفمك وأسنانك، فإن تراكم بقايا الطعام بين الأسنان وعلى اللسان وباطن الخدين بعد الوجبات يخلقُ بيئةً خصبةً للبكتيريا لتتغذى على هذه البقايا مخلفة روائح كريهة كنواتج للتحلل وتكسير العناصر الغذائية.

كما أن ارتداءك للأحذية الرياضية البلاستيكية، والجوارب المصنوعة من ألياف صناعية لفترة طويلة، يحبس العرق داخل القدمين ولا يسمح بتبخره، ما يهيئ فرصة ذهبية للبكتيريا والفطريات للنمو والتكاثر، محدثةً رائحة سيئة ومحرجة، والتهابات فطرية مزعجة جداً.

قد تحتاج إلى استشارة طبيب

في بعض الأحيان، تكون رائحةُ الجسم عرضاً لاعتلال عضوي، وتلزمك استشارة طبيب.

مرضى السكري مثلاً، يعانون من رائحة نفسٍ -وأحياناً رائحة جسم- تشبه الفاكهة المختمرة وهي رائحة الكيتونات، التي تنتج بسبب لجوء الجسم لحرق الدهون بدلًا عن السكر والنشويات.

بالإضافة إلى أن مرض السكري في مراحله المتقدمة، يسببُ فقراً في تدفق الدم لأعضاء وأنسجة الجسم، ومنها اللثة والأسنان، ما يجعلها أضعف وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى المسببة للرائحة الكريهة.

وجود عدوى في الجهاز التنفسي قد تكون سبباً مباشراً أيضاً لرائحة النفس الكريهة، فالتهابات الجيوب الأنفية واللوزتين مثلاً، وتراكم البلغم مع وجود البكتيريا يؤدي بطبيعة الحال لرائحةٍ سيئة، وكذلك تفعل التهابات اللثة أو تسوس الأسنان أو الجير.

عدوى الجهاز البولي أو التناسلي، والتي تؤدي إلى التهابات شديدة قد تجعل المريض يحبس بوله خوفاً من الألم أثناء التبول فتخرج رائحة الأمونيا والبولينا من مسام الجلد مسببة رائحة سيئة. ويحدث أمر شبيه مع الذين يعانون من إمساكٍ مزمن، فالسموم تتراكم في الأمعاء، ولا يمكنها الخروج من مسارها الطبيعي، فتتسبب في رائحة فم كريهة، وأحياناً تصبح رائحة الجسم كلها كريهة.

اضطرابات الجهاز الهضمي أيضاً، مثل التهاب المعدة، والارتجاع الحمضي، ووجود مشاكل في الكبد أو الكليتين قد تتسبب في رائحة سيئة في الفم وأحياناً الجسم.

كما يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) إلى زيادة التعرق في كل الجسم بشكلٍ عام، ما يُشكل ظرفاً مواتياً للبكتيريا للتكاثر، وإحداث رائحة كريهة.

البعض أيضاً لديه ما يدعى طبياً بـ (Hyperhidrosis) أو فرط التعرق، وبرغم أن العرق في هذه الحالة يتميز غالباً بملوحةٍ عالية لا تناسب نمو البكتيريا، إلا أن بقاءه على الجلد لفترة طويلة، تحت الملابس، يؤدي في نهاية الأمر إلى نمو البكتيريا وخروج الرائحة غير المرغوبة.

وبشكلٍ عام، يوجه الأطباء، إلى ضرورة طلب الاستشارة الطبية، في حالِ لوحِظ تغيير ملفت في كمية العرق، أو رائحته، أو كان التعرق أثناء النوم بغزارة، أو كان العرق بارداً.

فتش عن الوراثة

بعض الأشخاص، مهما اجتهدوا في مراعاة قواعد النظافة، واستخدام مزيلات العرق، والمعطرات، يعانون من رائحة سيئةٍ ومحرجة، ربما قبل أن ينتصف النهار، وأحياناً دون مجهودٍ يذكر!

يشير الأطباء في هذه الحالة، إلى احتمال وجود خلل جيني في التمثيل الغذائي يدعى (Fish odour symptoms) أو ما يسمى طبياً بـ Trimethylaminuria) ). وكان يعتقد أن هذا النوع من الخلل نادر الحدوث، غير أن الإحصاءات الطبية الحديثة، تشير إلى أن ما يقارب ثُلث الأشخاص الذين شملهم المسح الطبي يعانون منه.

ويواجه الأشخاص المصابون بهذا الخلل، مشكلة في التمثيل الغذائي مع الأطعمة التي تحتوي على الـ (Choline) مثل الأسماك، والبيض، وبعض أنواع البقول، والأجزاء الداخلية من الحيوانات مثل الكبد، والمخ، تؤدي في نهاية الأمر إلى خروج الـ(Trimethylamine) في العرق، والبول، وأحياناً رائحة النفس، مسبباً رائحةً، تشبه رائحة السمك.

ويمكن للأشخاص في هذه الحالة تخفيف آثار هذا الخلل، بتجنب هذه المأكولات أو التقليل منها قدر الإمكان.

هل كنت تتخيل ذلك؟

نعم، مستحضرات العناية الشخصية، مثل مزيلات العرق، والمرطبات، قد تحتوي على مواد وعناصر تشكل بيئةً خصبةً لنمو البكتيريا، وحدوث الرائحة السيئة!

فإذا لم يكن بمقدورك أن تستعمل منتجاتٍ موثوقة وجيدة، فالأطباء يقولون إن عليك الاكتفاء بغسل جسمك جيداً بالصابون أكثر من مرة وتجفيفه جيداً، أفضل من استخدام منتجاتٍ رديئة أو دهنية قد تزيد الأمر سوءاً.

وتحتوي مضادات التعرق عادة على مادة (Aluminum chloride) التي تقوم بإيقاف الغدد العرقية لفترةٍ مؤقتة، لذا يفضل وضعها قبل النوم ليظهر تأثيرها خلال يومك التالي، ثم الاستحمام في الصباح، هذا مع ملاحظة الفرق بين مضادات التعرق ومزيلات رائحة العرق، إذ تقوم الأخيرة بتغطية الرائحة الكريهة فقط.

بعض الأدوية كذلك، مثل الأدوية المنظمة للحمل، ومضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية المساعدة في تخفيض الوزن، تسبب تغييراً في رائحة الفم والجسم.

يمكنك التعامل مع الأمر طالما استطعت فهم أسباب رائحة الجسم التي تزعجك وتسبب لك الإحراج، فيمكنك التغلب على الأمر، أو التقليل من آثاره قدر الإمكان، وإليك بعض الإرشادات:

لا شيء يضاهي الماء الدافئ والصابون، استحم ونظف ثنايا جسمك جيداً، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، لا تهمل تجفيف جسدك، فالماء وسط ملائم لنمو البكتيريا والفطريات.

نظف مناطق التعرق المعروفة، من الشعر دائماً، الشعر يحجز العرق أسفله، ويقلل من تبخره، فيؤدي في النهاية إلى تكاثر البكتيريا وخروج الرائحة الكريهة.

استخدم مضادات تعرق، أو مزيلات عرق ذات جودة عالية وموثوقة، وإلا فاكتف بالماء والصابون.

لا ترتد ملابس ضيقة ومصنوعة من أليافٍ صناعية، حتى لا تحبس العرق على جلدك لفترة طويلة تسمح بتكاثر البكتيريا.

إذا كنت تعاني من تعرق القدمين (Bromodosis) باستمرار، فلا ترتد نفس الحذاء ليومين متتاليين، اترك له فرصة ليجف جيداً، واحرص بشكل عام على ارتداء الأحذية الجلدية، عوضاً عن البلاستيكية، وارتد الجوارب القطنية، وقم بغسل قدميك جيداً بالماء الدافئ والصابون، مع استخدام حجر تنظيف القدم (Pumice Stone) لإزالة الجلد الميت الذي تتغذى عليه البكتيريا، تمشَّ في المنزل حافياً، من آن لآخر.

لا تكتف بتنظيف أسنانك فقط بالفرشاة والمعجون، نظف لسانك وجوانب الفم من الداخل، واستخدم خيط الأسنان، للتخلص من بقايا الطعام العالقة، امضغ علكة منكهةً بالنعناع وخالية من السكر، أفضل من حلوى النعناع التي تحتوي على السكر، والتي قد تؤذي أسنانك أكثر، وراجع طبيبك إذا كنت تشكو من التهاب اللثة أو تسوس الأسنان أو الجير.

أكثر من شرب الماء، وأبقِ فمك رطباً، فاللعاب والماء ورطوبة الفم عموماً، تعادل الحمضية وتزيل الخلايا الميتة من على سطح اللسان واللثة وباطن الخدين.

ابتعد قدر المستطاع عن التدخين، والكحوليات، وقلل من استهلاكك للقهوة.

قلل من تناولك للأطعمة نفاذة الرائحة، التي تحتوي على الكبريت، مثل القرنبيط، والكرنب، والبصل، والثوم، أو التي تحتوي على الـ (Choline) مثل الأسماك، والبيض، وقلل من استهلاك اللحوم الحمراء بمشتقاتها.

تناول غذاءً متوازناً، لا تمتنع عن النشويات بشكلٍ كامل، وابتعد عن الأغذية المصنعة، والوجبات الجاهزة، والسريعة، التي ترهق الجسم بسمومها، وتسبب رائحةً غير مرغوبة، وأكثر من الفواكه، مثل التفاح، والبرتقال، فهي تجعل رائحتك أجمل، وأدخل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم إلى نظامك مثل الشوكولاتة الداكنة، واللوز، وزبدة السمسم، والكزبرة الجافة، فقد ثبت طبياً، قدرة الماغنيسيوم على طرد الروائح الكريهة من الجسم.

استشر طبيبك، إذا لاحظت حدوث تغيير في كمية التعرق، أو رائحته، أو رائحة فمك وأنفاسك.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*