الموجات الفيضانية .. إضافة لأرصدة العراق المائية

271

الحكمة – متابعة: في موسم الربيع تكثر الموجات الفيضانية بعد هطول امطار غزيرة وذوبان الثلوج، وقد اثارت موجة الفيضان التي حدثت في أعالي نهر دجلة منتصف شهر نيسان الماضي مخاوف البعض وخاصة الساكنين على ضفاف الانهار، وكذلك ما نشر عن تصدع سد الطبقة او سد الفرات داخل الاراضي السورية وتأثيراته الجانبية في المياه الاقليمية، الا ان وزارة الموارد المائية وعلى لسان بعض مسؤوليها قد رحبت بهذه الموجة متمنية المزيد من الموجات، الصباح تابعت مسألة الفيضانات المرتقبة وكذلك حالة السدود العراقية .

 توزيع المياه

رئيس هيئة التشغيل في وزارة الموارد المائية رئيس المهندسين الاقدم علي راضي قال : “نقوم بتأمين الاحتياجات المائية سواء للاغراض الزراعية او لمحطات الاسالة وحصص محافظات الجنوب، وان الزيادة في الايرادات المائية الاخيرة الحاصلة على اثر موجة قادمة من المثلث العراقي التركي الايراني في الزاب أعالي دجلة بكمية تقدر بخمسة آلاف متر مكعب  ،وعقدت الوزارة اجتماعات لتأمين وصول هذه الكمية من المياه الى بحيرة الثرثار لتعزيز رصيدنا الخزني والى سدة سامراء لتعزيز الحصة المائية في عمود نهر دجلة ، وكذلك الاستفادة من جزء من هذه المياه في تغذية نهر الفرات وتحسين نوعية المياه في محافظة البصرة من خلال قلعة صالح، ودفع اللسان الملحي فيه اضافة الى تأمين الحصة اللازمة لمياه الاهوار منها هور الحويزة والاهوار

 الوسطى”.

وبين” ان هذه الموجة كان قد تمت السيطرة عليها من قبل الوزارة ولم تحصل اية اضرار تذكر، ونتمنى ان تتكرر هذه الموجة كونها تعزز ارصدتنا المائية، واطلقنا بعضها الى سد سامراء، وخلال اليومين الماضيين حقننا نهاية ارواء الموسم الشتوي بنسبة 109بالمئة، وهذا يعني نجاحا كبيرا للاقتصاد وللزراعة في هذه المرحلة، ونعمل الآن على تهيئة الموسم الصيفي المقبل وقد اقرت الخطة بالتنسيق مع وزارة

 الزراعة” .

حصة الأهوار

واضاف راضي” تم تخصيص كميات من المياه الى الاهوار وهذا يعني زيادة التنوع الاحيائي والثروة السمكية فيها، وعودة الحياة الى الاهوار والسياحة فيها مما يعني انعاش الاقتصاد في البلاد، وقد استفدنا كذلك من زيادة مياه الشرب وخاصة زيادة مياه مشروع ماء البصرة والذي يؤمن من قناة ( البدعة ) وبجهود استثنائية من الوزارة، وفي منطقة قلعة صالح تجري عملية دفع لسان الملح عن شط العرب وتحسين نوعية المياه، وقدعانت كميات المياه من تذبذب في السابق ولكن استطعنا ان نؤمن كميات كبيرة جدا وصلت الى 95 مترا مكعبا، وفي الوزارة ( خلية ازمة مركزية ) تعمل بالتنسيق مع دوائر اخرى على تنبيه المتجاوزين على حوض النهر، واكد لا خطورة على بغداد من هذه الموجات الفيضانية، اذ يتم خزن المياه الزائدة في بحيرة الثرثار” .

سد طبقة

اثيرت تساؤلات حول امكانية تصدع سد طبقة لقربه من العمليات العسكرية وان “داعش” يسيطرعليه الآن، يحدثنا عن واقع السد المستشار في وزارة الموارد المائية المهندس عون ذياب قائلا:

” الطبقة سد خزني كبير نفذعلى نهرالفرات في سبعينيات القرن المنصرم، وقد تزامن انشاؤه مع سد كيبان التركي، وهما طبقة على  الفرات وكيبان على دجلة، والطاقة الخزنية لطبقة 14مليار متر مكعب، ويقع في الرقة، ويسير الفرات من طبقة الى ان يصل للشرق وينحرف الى دير الزور والبوكمال ثم الى مدينة حصيبة العراقية، وهناك انحدار شديد لنهرالفرات والموجة الفيضانية تأتي سريعة وخلال اربعة ايام تاتي الموجة الفيضانية من سوريا الى العراق في منطقة حصيبة، وفي هذه المنطقة لدينا محطة قياس كانت شغالة لفترة طويلة ومربوطة بالاقمار الصناعية لكن المنطقة الان مسيطر عليها من قبل “داعش” وتم تخريب هذه

 المحطة “.

 واشار الى” ان ليست هناك معلومات تفصيلية عن وضع السد كونه لا يزال تحت سيطرة داعش، الا ان هناك تقدما من قبل القوات السورية، اذ اخذوا اجزاء كبيرة من مدينة طبقة ، وحاليا الحكومة السورية لا تمتلك السيطرة على السد، ومهمة السد هي خزن المياه لكل من سوريا والعراق وهناك اتفاقية بين سوريا والعراق حول تقاسم مياه نهر الفرات بنسبة 58بالمئة للعراق و42بالمئة لسوريا ، ويتم خزن المياه في سد الطبقة ويطلق قسم منه لتوليد الطاقة الكهربائية، اما بالنسبة لمنافعنا من السد فهو يحيمنا من الفيضان فلو لم يكن لدينا سد حديثة الذي طاقته الخزنية 7 مليارات متر مكعب فستأتي الموجات الفيضانية الى العراق ، وقبل انشاء سد طبقة وسد كيبان وسد اتاتورك كان الفيضان في نهر الفرات عارما وهو معروف للجميع ، ولكن بعد انشاء هذه السدود تغيرت الحالة، اذ اصبح نهر الفرات قناة منظمة “.

واضاف ذياب” اما التصدع فلا يمكن ان يحدث لسد ضخم مثل طبقة قد يحدث خلل في نظام التشغيل، اما جسم السد فلا يتأثر جراء العمليات العسكرية وكان القلق حول توقف محطة توليد الطاقة بسبب وجود “داعش”، لذا فان الماء لن ينطلق بالكميات المطلوبة، ما يجعل خزنا اضافيا يتحقق داخل السد وهو وصل الى مراحل قريب الامتلاء، فاي موجة فيضانية قادمة من تركيا ترفع المنسوب وبوابات المثيل المائي لا تعمل ايضا، فاحتمال يحدث اغمار لجسم السد من الاعلى ولكن هذا بعيد الاحتمال، ولا يمكن ان يحدث لان تركيا لها سيطرة على كميات المياه التي تطلقها وتخزنها في سد اتاتورك ولا تطلق المياه الى سد طبقة،  اما كميات المياه القادمة من سوريا فهي قليلة ومحدودة ، اما عطل احد او بعض ابواب سد طبقة فلا تشكل خطورة بالنسبة لنا ، اما تخريب داعش لسد طبقة او سد الموصل فلا يحدث كونهم اول المتضررين خاصة وانهم ما زالوا هناك” .

السدود

واوضح مديرعام هيئة السدود المهندس مهدي رشيد طبيعة السدود وطاقتها الخزنية خاصة ونحن في فصل الربيع ومنها سد الموصل فقال : “المشكلة في سد الموصل مشكلة قديمة والمعالجات الفنية محددة لها والان تم استقدام افضل الشركات العالمية وتجري ايضا اعمال الصيانة من قبل الشركة الايطالية وكوادر الوزارة بحقن مادة السمنت والبنتولايت، ولا توجد مؤشرات سلبية وان اعمال الخزن تجري بشكل طبيعي في سد الموصل والموجة الفيضانية التي مرت تم احتواؤها في بحيرة الثرثار وقد وصلت الى  خمسة الاف متر مكعب بالثانية  مما عزز الخزين المائي فيها، وتم اطلاق كمية من المياه باتجاه نهر دجلة لتحسين بيئته وتعزيز مياه شط العرب بمياه صالحة للشرب ولاول مرة منذ خمس سنوات تم ايصال كمية 120 مترا مكعبا من المياه باتجاه شط العرب عن طريق نهر دجلة وهي من اولويات عمل الوزارة وايصال المياه الصالحة للسكان الساكنين في ذنائب الانهر”.

 واكد ” ان الموجات الفيضانية بالامكان استيعابها في خزانات السدود وكذلك في البحيرات كالثرثار والحبانية والرزازة وهناك فراغ خزني يقدر بـ40 مليار متر مكعب في بحيرة الثرثار، لذا فهو مستعد لاحتواء اية موجة فيضانية تاتي بالاضافة الى وجود فراغ خزني في سد الموصل وسد دربندخان ودوكان

 والعظيم” .

الخزن الحي

وبين المهندس رشيد” ان ما تحقق من الخزن الحي للمياه هو اقل مما مسجل في العام الماضي بحدود 4-5مليارات متر مكعب، ولكن كوزارة نعتمد مؤشر 1/6 هو مقياس الخزين الذي يتوفر نتيجة ذوبان الثلوج والامطار،اماعن بغداد فنحاول ان نجعلها مؤمنة من جميع السيول والفيضانات ، والموجة الفيضانية الاخيرة والامطار حدثت في اعالي سدة سامراء على الزاب الاعلى، فتمكنا من احتوائها باتجاه بحيرة الثرثار لذا فان بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ستكون مؤمنة بفعل وجود سدة سامراء، والان بدأت الوزارة بتطهير نهر دجلة ضمن محافظة بغداد عن طريق شركات اجنبية وعند الانتهاء سيكون الاستيعاب باكبر كمية”.

 وعن اكبر السدود لدينا اشار رشيد الى” انهما سد الموصل على نهر دجلة وسد حديثة على نهر الفرات ولدينا سدود خزنية واخرى تنظيمية تصل الى منظومة 22 منشأ مهما في مجال السدود، واختتم حديثه بالتمني ان تردنا موجات فيضانية مشابهة لموجة منتصف نيسان وهو امر

 متوقع”.

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*