قلق الطلبة قبل الامتحان يؤثر في أدائهم

301

الحكمة – متابعة: يعاني معظم الطلبة من توتر الامتحانات والقلق المصاحب لها، الأمر الذي يؤثر في ادائهم، وبالتالي الحصول على نتائج غير مرضية، ويزداد الأمر سوءاً اذا كان يتعلق بالامتحانات الصعبة، او الامتحانات التي تقرر مصير الطلبة، مثل الامتحانات المنتهية للمرحلتين المتوسطة والاعدادية، لايعني ان القلق امر غير مرغوب فيه، بل لابد ان يكون في حدود المعقول، فالقلق المرغوب الذي يدفع صاحبه للامام لا ان يؤدي بصاحبه الى الفشل او الدمار.

 حلول لتجاوزه

هناك عدة طرق للتخلص من القلق الذي يرافق الامتحانات على الطالب اتباعها بحسب اراء مجموعة من المعلمين والمدرسين وطلبة عانوا من قلق الامتحانات، فيقول المدرس محمود نصير: «يجب على الطالب في البداية وقبل التوجه الى الامتحان ان يكون قد حصن نفسه من خلال الدراسة الجيدة، والاستعداد للامتحان، بقراءة المادة كاملة دون ترك اي شيء، وفهمها بشكل كامل ، ومن الافضل ان يدرس الطالب المادة المطلوبة اولا بأول، وان يبتعد عن حفظ المادة المطلوبة دون فهمها، فالهدف من الدراسة هو الفهم والاستفادة وليس الحفظ فقط».

اما المدرسة حنان حميد فأكدت:

 «الابتعاد عن الحديث قبل الامتحان، فمعظم النقاشات التي تحدث بين الطلاب تسبب التوتر قبل الامتحان، خاصة تلك التي تحمل سلبية مثل مايردد البعض (لم ادرس جيدا)، او (لم افهم المادة)، او (ان الامتحان صعب وطويل)، لذلك على الطلبة تجنب هذه الحوارات، لانها مضيعة للوقت».

في حين يقول الطالب مهند كمال:

 «بعد تجربة عانيت خلالها من اعادة سنة دراسية بأكملها نتيجة القلق وتأثيره في دراستي واضطراري لتأجيل بعض المواد الدراسية حتى قبل ان ادخل الى قاعة الامتحان والاطلاع على مستوى الاسئلة، ان التأمل والاسترخاء يساعدان على التخلص من التوتر والقلق، فلابد من الجلوس والتأمل قبل الامتحان من خمس الى عشر دقائق، وذلك حتى يدخل الطالب إلى الامتحان وهو يتمتع بالهدوء، ويقلل من الضغط والقلق»، مؤكدا «ان هذا الحل كان ناجعا معي العام الماضي وحصلت على معدل يرضيني في بناء مستقبلي».

وينصح المدرس احمد نايف الطلبة قبل الامتحانات:

 «بقراءة مجموعة من الاسئلة المتعلقة بالسنوات السابقة، وذلك لانها تساعد الطلبة على تكوين صورة مسبقة للامتحان، وبالتالي يخفف هذا الأمر من حدة القلق والتوتر، كما تساعد هذه الطريقة على توقع الأسئلة التي قد تأتي بالامتحان، او من المتوقع تكرارها».

ويتابع نايف «على الطالب ان يلتزم بالمنهاج المقرر عليه فقط ويبتعد عن اي مواد اضافية قد تشتت ذهنه، اذ ان الكم الكبير من المعلومات قد يعمل على التشتت وضياع الهدف الرئيس، لذلك من المهم دراسة المادة المقررة فقط، كما يمكن دراسة مواد اثرائية تعزز فهم المادة اكثر، لكن دون الابتعاد عن الموضوع الرئيس»، مشددا على «الابتعاد عما يثار من اشاعات حول تسريب للاسئلة قبل الامتحانات او (مرشحات)، كونها تربك الطالب وتسهم في نسيان المادة التي استعد لها مسبقا».

اما الطالبة دنيا علي فتقول» لامفر من القلق والخوف، ففي جميع المراحل الدراسية عانيت قلق الامتحان، لكنه لايوازي قلقي الان وانا استعد للامتحان النهائي للسادس الاعدادي، فهو مختلف عن باقي السنوات، رغم استعدادي الجيد له»، معتقدة ان «القلق يعود لكونها مرحلة مصيرية تحدد مصير 12 عاما من الدراسة والتعب»، متمنية «ان تكون الاسئلة ضمن المنهج كما وعدت الوزارة في تصريحاتها لنتمكن من الاجابة بيسر، خاصة في الامتحان الاول فله تأثير في باقي الامتحانات سواء بالسلب او الايجاب».

وتردف علي «غالبا ماتأتي الاسئلة على غير المتوقع، وكثرة تغيير المناهج، فضلا عن اداء الامتحانات في فصل الصيف الحار، يضاف لها غموض بعض الاسئلة فلا نعرف ماذا يريد واضع السؤال من اجابة، يرافقه خوفنا الشديد من لجنة التصحيح التي ستكون دفاترنا الامتحانية تحت ايدي المصححين، جميع هذه الامور تثير القلق في نفوسنا، فالجميع يطمح ان يحصل على التفوق وضمان مستقبله الذي يرغب».

المرشحات عونا

ويشير يوسف عمار صاحب مكتبة «ان عملنا يزداد اثناء الامتحانات لاقبال الطلبة على شراء الملازم الملخصة للمادة الامتحانية، فبدأنا نعرف ماذا يريد الطلبة، فنستعد قبل الامتحان لاعدادها».

ويضيف عمار «من خلال خبرتنا المتراكمة في هذا المجال بدأنا بوضع الاسئلة المرشحة للامتحانات، خاصة الوزارية، وفعلا يأتي منها سؤال او اكثر، واحيانا اقل بحسب السنة الدراسية»، وان هذه الطريقة (المرشحات) تساعد الطلبة في مذاكرة المنهج المطول».

أسباب القلق

الباحثة بالشؤون التربوية والنفسية الدكتورة ناز بدرخان السندي ترى «ان  القلق يعاني منه جميع الناس لكن بشكل نسبي، قد تزيد عند البعض اوتقل «، وعندما يكون هناك شيء معين او حدث معين يخص شخص بعينه يكون قلقه اكثر، وهذا ماينتاب الطلبة قبل واثناء الامتحان».

وتعود أسباب زيادة القلق لدى الطلبة الى عدة عوامل مرافقة للامتحان بحسب السندي فتقول «ان عدم النوم بشكل صحيح وسوء التغذية، فضلا عن عدم الدراسة الصحيحة وتنظيم الوقت، والاهتمام بالمرشحات التي تسبب ارباكا للطالب».

وتضيف السندي «هناك مشكلة اخرى تتمثل في الحاح اولياء الامور بشـأن دراسة اولادهم باستعدادهم للامتحان، فهم يتصرفون بدافع الحرص او يتعاملون بأسلوب التهديد بايقاع عقوبات عليهم في حال لم يتمكنوا من الحصول على درجات في الامتحانات تؤهلهم لمستقبل راق يليق بهم، وهذا الامر يزيد من قلق الطلبة بشكل سلبي».

وتؤكد السندي «احيانا القلق مؤشر سلبي فلن يتمكن الطالب من التركيز في المادة الدراسية المراد اجراء الاختبار بها بقدر خوفه وقلقه، فسيلاقي صعوبة في استذكارها»، و»من الاخطاء الاخرى هو انشغال الطلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بمتابعة الاسئلة والمرشحات والمعلومات والنصائح التي يتم تبادلها، فأحيانا تكون صائبة واحيانا اخرى تكون خاطئة ويقع الطالب معها بمشاكل كبيرة تؤدي به الى ارباك مستمر».

وتوضح «لايمكن القول ان القلق امر سلبي في جميع الحالات، فهناك قلق ايجابي يولد نوعا من الدافعية لدى الطالب او غيره، اما اذا ازداد عن الحد الطبيعي سيولد امراضا تؤثر في شخصيته».

واضافت السندي» ان للاسرة دورا كبيرا في التقليل من توتر الطالب، ففي المدة التي يجلس فيها الطالب بالمنزل استعدادا للامتحان لابد ان يكون هناك دور  للاهل في تنظيم اوقات دراستهم وارشادهم بترغيبهم بالمستقبل  دون تخويف، فالبعض يخاف عقوبة الوالدين اكثر من خوفه على مستقبله، فضلا عن توفير الاجواء المناسبة في المنزل من المحبة والالفة من قبل العائلة وتوفير التغذية والاهتمام بصحته وحالته النفسية وابعاده عن المؤثرات السلبية كالموبايلات، ومحاولة الابتعاد عن اثارة المشاكل الاسرية امام الطلبة، مع الاخذ بنظر الاعتبار توفير الاجواء ليأخذ الطالب قسطا كافيا من النوم فهو ضروري بالتقليل من توتر وقلق الطالب».

المنهج المقرر

المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية ابراهيم سبتي يبين:

 « ان مستقبل الطالب يشترك في رسمه الطالب والاسرة والمدرسة، وبالتالي فان الطالب عندما يجتهد يستند الى هذه الجهات الثلاثة»، مشيرا الى ان» القلق مشروع، فالخوف من المستقبل هو حرص مطلوب للطلبة المتميزين المهتمين بمستقبلهم».

ويضيف سبتي» في بعض الاحيان قلق الاسرة على مستقبل ابنائهم الطلبة محاولة منهم لدفعهم الى النجاح والتفوق يعد كضغط كبير على الطلبة مما لايطيقونه فيزدادون قلقا وينعكس سلبا عليهم اثناء تأديتهم للامتحان، فنرى البعض يغفل عن الاجابة لفرع او سؤال، فالعامل النفسي مهم جدا للطالب».

ويزيد سبتي» كوزارة ننصح الطلبة بالاعتماد على انفسهم والمنهج الدراسي المقرر وان يضع امامه النجاح والتفوق لا ان يضع الفشل نصب عينيه، فضلا عن الابتعاد والبحث عن المرشحات من مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وغيرها، او من المكتبات المنتشرة في جميع المناطق فهي متاهة ومضيعة للوقت، ولايصل الطالب معها الى شيء الا فقدان التركيز في المنهج المقرر وما درسه، فكل المرشحات هي تخمينات وتوقعات لا صحة لها».

واستدرك سبتي «على الطالب أن يضع أسئلة لنفسه بعد قراءته للمنهج المقرر من الغلاف الى الغلاف، فتعد أفضل وسيلة لاختبار  قدراته العلمية والعقلية في الاستذكار، ولا ضير من الاطلاع على أسئلة السنوات السابقة لمعرفة طبيعة الاسئلة الوزارية والاعتياد عليها، فسياق الاسئلة الوزارية واحد لايتغير، وبحسب توجيهات الوزارة لن تكون هناك اسئلة خارجية، بل جميعها ستكون من ضمن المنهج».

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*