التبرع بالدم .. رسالة إنسانية بليغة

307

الحكمة – متابعة: الدم هبة الحياة وهولا ينمو على الاشجار كما تقول منظمة (الصحة العالمية) بل  سائل لزج أحمر اللون يجري في الأوعية الدموية ويتم تصنيعه في النخاع العظمي للجسم، ويتم استقباله وضخه بواسطة عضلة القلب ، ويعد اثمن ما يمكن ان يجود به الفرد عند التبرع  في سبيل انقاذ الاخرين ولا يمكن الحصول على الدم الا من خلال التبرع، وفي كل عام يحتاج الآلاف الى عملية نقل الدم او احد مشتقاته وفي التبرع انقاذ للنفس البشرية واحياء لها، وللمتبرع فوائد جمة، والجهة المعنية بالتبرع بالدم هو المركز الوطني لنقل الدم التابع لوزارة الصحة، وتم انشاء مصارف للدم علاوة على مراكز ملحقة بالمستشفيات لتنظيم عملية التبرع كما ان هناك جمعيات ومنظمات غير حكومية تنظم سيرعمليات التبرع.

المتبرعون

دخلنا صالة المتبرعين فوجدناها عامرة بالشباب، قال صالح حسن عويد طالب في الاعدادية (19عاما): “جئت للتبرع لانقاذ حياة المرضى والجرحى في معركتنا ضد “ داعش” وهي المرة الاولى التي اتبرع بها وسوف استمر في ذلك”.

ويبين المتبرع ماجد رحيم (47 عاما): “تبرعت سبع مرات وجئت اليوم للتبرع لوالدي المريض الذي يحمل فصيلة الدم (b+) “. ويرى الحلاق احمد كاظم (26 عاما): “ من الضروري التبرع بالدم والعملية صحة وعافية لكل من المتبرع والمريض، وهو يلجأ الى الحجامة مرة واخرى يذهب الى التبرع، و يشعر براحة نفسية وجسدية عندما يتبرع”.

 اما الشاب محمد رحيم (28 عاما) يعمل كاسبا جاء للتبرع بناء على طلب احد الاصدقاء قائلا:

 “ان المتبرع يعطى دفترا فاذا احتاج هو الى الدم المصرف يوفر له حاجته“.

حالة الطوارئ

تبين مديرة مصرف الدم الوطني العراقي التابع لوزارة الصحة الدكتورة عواطف جاسم:

“التبرع بالدم ضروري لانقاذ الكثير من حياة البشر، والتبرع المقصود به هو على نوعين التبرع بالدم الكامل والتبرع بالاقراص، بطريقة الفصد الآلي وهذه الانواع متبعة في جميع المصارف في العراق ، وهناك انواع من المتبرعين منهم من يعطي الدم لاحد افراد عائلته وهذا المتبرع غير آمن كونه يبحث عن مأمونية الحصول على الدم ومن  اجل الحصول على مأمونية الدم يجب وضع ستراتيجية من قبل وزارة الصحة لزيادة نوع المتبرعين الامنين، وهم المتبرعون الطوعيون المنتظمون وهذا يعد متفقا به عالميا وهذا ينطبق على التبرع الكامل والتبرع بالاقراص”.

واضافت” هناك هدف عالمي وهو ان عام 2020 دعت اليه منظمة الصحة العالمية ان يكون عام الوصول الى اعداد كبيرة من المتبرعين وهناك من وصل الى نسبة 100بالمئة، ولدينا 62 دولة وصلت في العالم الى هذه النسبة، اما في العراق فلم نتعد نسبة  الـ55-60بالمئة وهي نسبة اكبر من السابق لكننا لم نصل بعد الى الهدف الذي نسعى اليه ، وسبب توقفنا عند هذه النسبة وزيادة هذه النسبة تتوقف على وعي المواطن، وانا من هذا المنبر ادعو المواطن الى التبرع خاصة بعد رفع شعار من قبل منظمة الصحة العالمية في هذا العام لان العالم كله في حالة طوارئ بعد فقدان مليون شخص في العالم، وهناك دعوة للمتبرعين بالتبرع قبل ان نمر بحالة طوارئ وزيادة القاعدة الجماهيرية لهذا النوع من المتبرعين سواء للاقراص او للدم الكامل”.

واشارت الى” ان الدم مكون من الدم والبلازما وفي مراكز الدم يمكن ان نستخرج من القنينة الواحدة اكثر من منتج منها كريات حمر خالصة وبلازما طازجة واقراص دموية والراسب المجمد الذي يحتوي على العامل الثامن والعامل 13 والبون والبراون من عوامل التخثر المستعمل في حالات النزف الوراثي (الهيموفيليا) والتبرع بالاقراص يكون بالفصل الالي بواسطة جهاز، فيتم عزل الاقراص بعد التبرع وارجاع بقية مكونات الدم الى المتبرع والاقراص تفيد مرضى السرطان، والمتبرع بقنينة واحدة ممكن ان ينقذ بها اربعة مرضى”.

  وتؤكد الدكتورة جاسم”اننا الآن في حالة حرب مع “داعش” ولكن الحمد لله هناك متبرعون ولدينا فرق جوالة تذهب الى الدوائر الرسمية والحسينيات والكنائس والمساجد لان واجب مصرف الدم ان يواجه متطلبات المرضى والمستشفيات ويجب ان يكون لدينا خزين من الدم لمواجهة الطوارئ، وقد استطعنا ان نسد متطلبات ساحة معركة نينوى بالاضافة الى الجرحى من قوات الحشد الشعبي والقوات الامنية داخل مستشفيات بغداد وجهزنا المستشفيات العسكرية ومفارزها الطبية ولم نواجه اي نقص، ولدينا وحدة تبرع ثابتة في مدينة الكاظمية المقدسة كما هناك تعاون مع وحدة تبرع النعمان، وفي مستشفى المثنى العسكري توجد وحدة تبرع، وهناك الكثير من المتبرعين في المناسبات الدينية وفق ضوابط محددة بالنسبة للمتبرع اولها ان تكون الاعمار بين 60-18 عاما” .

الأقراص الدموية

ولفتت مسؤولة الشعبة السريرية الصيدلانية مها محسن حبيب الى:

“ ان التبرع هو صحة للجسم والتبرع بالاقراص الدموية مهم جدا للامراض السرطانية والامراض المزمنة والمرضى يعانون صعوبة لان المتبرع يبقى ساعة لكي يتم فصل الاقراص عن الدم، وكل اسبوعين يستطيع المتبرع الواحد بالاقراص ان يتبرع بينما متبرع الدم يستطيع التبرع كل ثلاثة اشهر، وان جميع الفحوصات تجري مجانا بينما في خارج المستشفى نراها مكلفة وهناك نسبة من المتطوعين نجدهم يحملون مرض التهاب الكبد الفايروسي وهو لا يعلم به والمصاب بهذا المرض لا يجوز له التبرع بالدم ، وعادة ما يأتي المتبرع مع قريبه المريض ومثل هذا المتبرع في الغالب يصبح متطوعا ويراجعنا في كل فترة “.

وحدة الخزن والتوزيع

واشار رئيس مساعدين مختبر اقدم مسؤول وحدة الخزن والتوزيع في المصرف الدكتور حامد رحيم عبد الله الى:

“ ان هذا القسم مسؤول عن الدم ومشتقاته للمرضى الراقدين في مستشفيات بغداد وهي بحدود 80 مستشفى بين حكومي واهلي وفق طلبات اصولية وعملنا يجري على مدار الساعة ودوامنا الرسمي 24 ساعة، ولدينا كل الاصناف والاحتياجات متوفرة لكل الفئات، اذ لدينا الدم ومشتقاته وهو على انواع منه الدم المركز والدم المفلتر وهناك من المرضى من يحتاج الدم الكامل وآخر الدم الطازج (حديث السحب )، ولدينا خزين ستراتيجي يومي لايقل عن 200 قنينة يوميا وهذا ثابت وفي الحوادث الارهابية او اثناء المعارك الحربية نكون في حالة استنفار، ويأتي المتبرع بدوافع وطنية وثقافة التبرع ناجمة عن ان المواطن العراقي يتصف بالكرم والشهامة والوازع الديني وروح المساعدة”.

واضاف” ان دور المرجعيات الدينية والكنائس والمساجد ولكل الطوائف والاديان مهم جدا، اذ يدفع المواطن الى التبرع، وان الدم لا يصنع كما لا يباع في الصيدليات ووجوده فقط في مصارف الدم وتوجد في بغداد خمسة مراكز ساندة ثلاثة منها في الكرخ واثنان في الرصافة، وفي اطراف بغداد في ابي غريب تم فتح مركز سادس للتبرع بالدم، وعن التبرع بالدم فقد اكد انها حالة انسانية نبيلة عندما ينقذ المتبرع حياة شخص اشرف على الموت”.

لا فرق بين الأديان

تأسست الجمعية العراقية للتبرع بالدم في العام 2010 وهي من منظمات المجتمع المدني ولها تواجد  دائم في مصرف الدم، التقينا احد اعضائها علي كاطع العتابي (موظف متقاعد)  الذي قال :“ ان اعضاء الجمعية اكثر من الفي عضو وتبرعنا مستمر واحيانا نتواصل لمدة 6 أشهر خاصة التبرع بالاقراص، ولدينا احدى السيدات وهي موظفة قد تبرعت اكثر من 60 مرة وتعد الاولى في العراق والوطن

العربي”.

واشار الى” ان امراة اتصلت به لكي يتبرع لها ولكنها قالت انا مسيحية فهل ستتبرع لي فقلت لها ان قرآننا في سورة المائدة الاية 32 يقول سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعا)، ولم يفرق بين الاديان بل خاطب البشر جميعا، وعندما قدمت لها تبرعي وجدت فرحا في وجهها لا يوصف، هذه هي سعادة المتبرع”.

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*