الحصص الرياضية تشق طريقها إلى مكاتب العمل في اليابان

252

الحكمة – متابعة: بملامح جدية وملابس العمل الرسمية، يعمد موظفون يابانيون إلى التدرب على حركات رياضية للحفاظ على لياقتهم البدنية واندفاعهم في العمل، في ممارسة ليست بالنادرة في اليابان.

وبدأت شركة “ادوك انترناشونال” للمعلوماتية الواقعة في ضاحية طوكيو قبل ثلاث سنوات تطبيق هذه الطقوس المعروفة باسم “راجيو تايسو” ما ترجمته الحرفية الجمباز الراديوي، وهي تمارين تجرى في بادئ الأمر عبر الاستماع لبرنامج يجمع بين الأصوات والتعليمات، ويبث عبر قنوات الراديو الوطنية منذ عشرينيات القرن الماضي.

ويوضح كليفتون لاي وهو موظف في قسم الموارد البشرية “اخترنا ال+راجيو تايسو+ لأنها سلسلة التمارين الأبسط التي يمكن تنفيذها”، مضيفا “أكثرية اليابانيين والأشخاص الذين كبروا في اليابان باتوا معتادين على هذا النوع من الحركات وليست لديهم أي مشكلة في القيام بها”.

وللانطلاق في يوم العمل صباحا أو بعد الظهر بإيجابية، يُقبل الموظفون على هذا التمرين الرياضي المقتضب.

ويشير لاي إلى أن “القيام بهذا التمرين صباحا عند الوصول إلى العمل أو بعد استراحة الظهر، أي في وقت لا يكون تركيزنا كاملا على العمل، يجعلنا أكثر استعدادا”.

وبدأت ممارسة “راجيو تايسو” العائدة إلى ما يقرب من قرن، في شركة تأمين أميركية. وقد انتشرت سريعا في انحاء اليابان في أماكن العمل والمدارس.

– تحمية جماعية اختيارية –

وتخصص قنوات “ان اتش كاي” التلفزيونية الرسمية للإذاعة والتلفزيون ثلاث دقائق يوميا من هوائها لهذه الأنشطة مقدّمة أشكالا مختلفة من الممارسات الرامية إلى تعزيز قوة العضلات والتحكم بالإعاقة أو الحفاظ على اللياقة في سن متقدمة.

هذا البث الذي يعتبره منتقدوه بأنه ذو طابع عسكري، منع موقتا من جانب الحلفاء اثر خسارة اليابان في الحرب العالمية الثانية قبل أن يعاد العمل به سنة 1951.

واليوم، بالاستناد إلى استطلاعات للرأي وبيانات أخرى، تقدّر جمعية للترويج لـ”راجيو تايسو” عدد اليابانيين الذين يمارسون هذا النشاط يوميا ب28 مليون شخص.

وتنظّم شركة “تويوتا” اليابانية المصنعة للسيارات نسختها هذا النشاط على طريقتها. في شركة “سوني” يُدعى العاملون على اختلاف درجاتهم الوظيفية إلى جلسة تليين عضلات جماعية عند الساعة الثالثة بعد الظهر، غير أنها ليست الزامية.

هذه التمارين الرامية لتعزيز الاندفاع تجاه الشركة، وهي من القيم الأساسية في المجتمع الياباني، من شأنها أيضا الحفاظ على صحة الموظفين وإبقائهم في صفوف الشركة لسنوات أطول.

ويذكر كينيشيرو اسانو الذي يهتم بمتابعة الوضع الصحي لموظفي شركة “فوجيكورا” للتجهيزات بأن “التركيبة السكانية اليابانية تسجل شيخوخة سريعة، وعدد الأطفال إلى تناقص، وهذا خطر كبير جدا على الشركات”.

ويقول “الحفاظ على الموظفين بصحة جيدة يمثل استراتيجية مهمة في الشركات. الصحة بحد ذاتها تسمح بتحقيق إدارة فضلى للشركة”.

– العمل وقوفا –

ولدى “فوجيكورا”، ثمة مساحة للراحة تسمح بالقيام بتمارين رياضية فيما تُخصص غرفة لإجراء اختبارات صحية.

ويقول اسانو “تسجيل الوزن يوميا وقياس ضغط الدم واحتساب عدد الخطوات ومستوى التعب كلها بيانات تسمح بمعرفة ما اذا كانت صحة الموظف في الاتجاه الصحيح وبالتالي إعطائه معلومات ونصائح تتلاءم مع وضعه”.

واعتمدت شركة “راكوتن” العملاقة في مجال التجارة الالكترونية طريقة أخرى، وهي مكاتب عمل قابلة للتعديل لترك الخيار لكل موظف بالعمل واقفا أو جلوسا. وقد وضعت 12 ألفا منها في مقرها في طوكيو.

ويقول المهندس ليو شاولو “أتعب بسرعة عندما أبقى جالسا لفترة طويلة، لذا من الجيد التمكن من الوقوف من وقت إلى آخر”.

ويؤكد أستاذ العلومات السلوكية في جامعة واسيدا في طوكيو أن مسألة الصحة في العمل يجب أن تكون أولوية للشركات محذرا من أن “النقص في التمرين خلال الأسبوع قد يؤدي إلى أمراض القلب والسكري ومشكلات أخرى” حتى لو تمت ممارسة أنشطة رياضية خلال نهاية الأسبوع.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*