قادمون  يا تلعفر

247

 الحكمة – متابعة :  من على مشارف مدينة تلعفر المظلومة حيث نعيش هذة الايام بدء العد التنازلي لانطلاق عمليات تحرير مدينة تلعفر واطرافها من دنس عصابات داعش الاجرامية الوهابية نقدم لكم موجز متنوع  وبسيط عن المدينة تم نقله من مصادر متنوعة ….

*تلعـفر مدينة عراقية عريقة موغلة في التأريخ، تقع إلى شمال غرب مدينة الموصل على بُعد 69 كم، وتبعد عن قضاء سنجار 55 كم، والمعروف عنها أنها مدينة قديمة يرجع تأريخها إلى عهودٍ سحيقة في القِدم..

*مدينة الأسماء:

 يرى أغلب المؤرخين أن (تلعـفر) كلمة مركبة من: ( تل) و (عفر) وهي تعني ( تل التراب)..ويرى البعض أن (تلعـفر) كلمة مركبة من (تلاد عبرا) الآرامية التي تعني (تل التراب) نسبةً للونه، وقال البعض أن أصل الكلمة ( تل عفراء) وتعني ( تل الغزلان) لكثرة الغزلان التي كانت تتردد على ماء عينها في أسفل الوادي الذي تشرف عليه القلعة..

وذكر المؤرخون تلعـفر بأسماء عديدة منها: تل عفرة، تل أعفر، تل يعفر، تل يعفور، تل الاعفر، تل عفر، تل عفراء، تل بأعفر، تليعفر، يعفر، تل عثا، تل عشا، تل عبرة، نمت عشتار، قلعة مروان..

*حدودها الإدارية: نهر دجلة يفصل بينها وبين مدينة دهوك شمالاً، ومن الشرق مدينة الموصل، وسنجار غرباً، أما جنوباً فتتصل بمدينة الحضر الأثرية وجزء من أراضي الجمهورية العربية السورية..

تلعـفر ـ اليوم ـ إحدى المدن المهمة في العراق وهي الآن مركز قضاء كبير من أقضية محافظة نينوى حيث يسكنها نحو 205,000 نسمة (إحصاء 2014 نسمة، ويتحدث أهل المدينة باللغة التركمانية والعربية، ومعظم سكان المدينة من المسلمين الشيعة*** وأقلية من السنة .

وتضم أكثر من 30 حياً سكنياً في 3 قطاعات أكبرها القطاع 3 ومن أشهر الأحياء السكنية: حي القلعة وحي المعلمين وحي القادسية وحي سعد وحي السلام المعروف بـ(حي البواري) وحي الوحدة المعروف بـ(قنبر درة) وحي المثنى المعروف بـ(حسنكوي) وحي النصر المعروف بـ(السراي)، وتتوزع هذه الأحياء على 30 كم2 هو مساحة مركز المدينة، وتتبع المدينة 63 قرية ونواحي العياضية و ربيعة وزمار ، وهناك 84 مؤسسة تربوية ومعهد إسلامي ويضم المركز مستشفى و10 مراكز صحية ومركز للشباب ودار سينما ومركز انترنت انشأ مؤخراً ومكتباً للبريد وبدالة..

أما المساحة الكلية لتلعـفر فتبلغ مليون و600 ألف دونم.. فيما تقدر مساحة مركز المدينة ومساحة مركز النواحي التابعة لها (العياضية وزمار وربيعة) بـ 4453 كم2.. (مركز مدينة تلعفر فقط ( 28 كم2  ) …)

من الجدير بالذكر انه كانت لمدينة تلعـفر أهمية كبيرة تعود إلى مواردها الزراعية الوفيرة بسبب خصوبة الأراضي المحيطة بها وخصوصاً الأراضي السهلية التي تعرف باسم (الجزيرة) والتي تحتوي على ملايين الدونمات وكلها تزرع بالحنطة والشعير، ونشوئها فوق رابية واتخاذها كحصن منيع تجاه غارات الأعداء ووقوعها على طريق القوافل العام الذي يربط العراق بالشام إضافةً الى وفرة مياه عين مائها.. وتقع تلعفر على ارتفاع 370 م عن مستوى سطح البحر، أما الموقع الفلكي والذي من خلاله تحدد شخصية الإقليم الاقتصادية والسياسية والمناخية فتحظى تلعفر بموقع جغرافي جيد في هذا الاتجاه فهي تقع على خط الطول (10-20-30-42 شرقاً) ودائرة العرض (10-22-36 شمالاً) لذا فلتلعفر أهمية من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية لأنها تربط العراق بالهلال الخصيب من جهة وبتركيا من جهة أخرى ..

*مناخ تلعـفر بارد شتاءاً وحار صيفاً ومعتدل في فصلي الربيع والخريف وتتأثر المدينة بالرياح الغربية القادمة من البحر المتوسط وهي رياح رطبة باردة نسبياً شتاءاً أما في الصيف فالجفاف هو السائد (قد تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 45 درجة) وطبيعة الأرض سهلة منبسطة في القسم الجنوبي ومتموجة في القسم الشمالي يتخللها بعض التلال، وبسبب خصوبة التربة وملائمة المناخ وتوافر الأمطار الشتوية والربيعية (معدلات سقوط الأمطار تتراوح بين 150-250 ملم في القسم العلوي من تلعفر ولا تزيد على 150 ملم في القسم الجنوبي أما في منطقة الجزيرة فتتراوح كمية الأمطار الساقطة بين 300-400 ملم سنوياً) فقد تغلب على مجتمع تلعـفر منذ القديم صفة المجتمع الزراعي وتطبع بأفكار القرية الزراعية.. ومعظم أراضي تلعـفر صالحة للزراعة لذا فقد احترف أهلها الزراعة والمدينة تزرع شتى أنواع المحاصيل لا سيما الحبوب كالحنطة والشعير التي تعتمد على الأمطار (زراعة ديمية)، إضافةً إلى زراعة القطن والرقي والبطيخ في أجزائها الغربية إلا أنها تشتهر بالتين والرمان والزيتون، ففيها حسب إحصائية مديرية زراعة محافظة نينوى أواخر التسعينات: 100 ألف شجرة تين و70 ألف شجرة رمان تعتمد على مياه عين ماء تلعـفر..

 ولان تلعـفر من المناطق الديمية لهذا تتفاوت جودة مواسمها في ضوء الكميات المطرية التي تجود بها السماء..

وفي تلعفر عدة أسواق تجارية ولكن أشهرها تلك الممتدة من منطقة رأس الجادة إلى دورة القلعة والتي تحتوي ضمناً عدة أسواق وهي غير متخصصة يجد فيها

المرء كل ما يحتاجه البيت ويبلغ طولها 350م، أما أسواق الكماليات والأقمشة فتنتشر بشكل واسع في منطقة حسنكوي..

 أما المحاصيل الحيوانية في تلعـفر فهي الأغنام بالدرجة الأولى ومعظم أهالي المنطقة كانوا يعتمدون على تربية الأغنام لحد سنة 1349هـ / 1930م، تلي الأغنام البقر والجمال…

أما المحاصيل المعدنية فقد ذكر البعض وجود عيون معدن الكبريت في تلعـفر.. وآخرون ذكروا الفسفور والمغنيسيوم وغيرهما.. كما ذكر الخبير الجيولوجي الإنكليزي الدكتور مكفادن الذي اُرسل من قِبل وزارة الاقتصاد والمواصلات العراقية عام 1934م للتحري عن الماء العذب في تلعـفر إن هذه المنطقة غنية بالنفط.. وفي عام 1920م كتب القائد العام للقوات البريطانية المحتلة في العراق هولدين :أن تلعـفر مكان يغري بوارداته..

***تعرض المسلمون الشيعة ومنذ عام ٢٠٠٣ لعمليات إبادة جماعية طائفية نفذتها عصابات البعث الصدامي المجرم والقاعدة عبر عمليات تفجير عجلات كبيرة وصغيرة مفخخة والاغتيالات والذبح الجماعي مدعومة من قبل مخابرات عربية واقليمية ودولية حتى جاءت عصابات داعش الوهابية الإرهابية  واحتلت المدينة والقضاء  في فجر يوم الأحد الخامس عشر من حزيران 2014 حيث تعرض عشرات الآلاف من المسلمين الشيعة لعمليات تهجير جماعي وقتل وخطف للنساء والاطفال …

*اعداد …كتائب الاعلام الحربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*