هل نجهل حقا طبيعة انفصام الشخصية؟

258

الحكمة – متابعة: أكدت جمعية خيرية للصحة النفسية أن مرض الفصام أو انفصام الشخصية لا يعني بالضرورة تعدد الشخصيات للفرد أو أنه يُصبح عنيفا بشكل تلقائي.

وقالت جمعية “ريثينك مينتال ايلنس” إن بحثا أجري على 1500 شخص أظهر أنه هناك سوء فهم واسع النطاق لطبيعة هذا المرض.

ويسبب مرض انفصام الشخصية في الغالب هلاوس، مثل سماع أصوات، أو أوهام، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالحياة.

لكن الجمعية أكدت أن هذا المرض لا يجب أن يكون “(بمثابة) كلمة بذيئة أو مصطلح (يُستخدم) للاساءة” للأشخاص الذين يعانون منه.

وحذرت الجمعية من أن مثل هذه الخرافات تنطوي على خطورة.

ويعاني واحد من بين 100 شخص من مرض انفصام الشخصية في فترة حياتهم، لكن 45 في المئة ممن أجريت عليهم الدراسة يعتقدون أن هذا المرض أكثر شيوعا بكثير.

واعتقد نصف الأشخاص الذين خضعوا للدراسة خطأ أن هذا المرض يتميز بتعدد الشخصيات للفرد، بينما رأى 25 في المئة من هؤلاء أن هذا المرض يؤدي بالتأكيد إلى سلوك عنيف.

لكن الحقيقة مختلفة تماما، حسبما أوضحت حملة جديدة أطلقتها جمعية “ريثينك مينتال ايلنس”.

وتقول الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا بموقعها الإلكتروني إنه ليس صحيحا أن “شخصا يعاني الفصام قد يبدو طبيعيا تماما في لحظة ثم يتحول إلى شخصية أخرى في اللحظة التالية”.

وبالرغم من أن هناك خطورة أكبر لاكتساب الشخص سلوكا عنيفا إذا كان يعاني من انفصام الشخصية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يُصبح هؤلاء الأشخاص خطرين.

وبالمقارنة فإن المخدرات وإدمان الكحول يسببان عنفا أكثر بكثير.

وأوضح أطباء نفسيون أن الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية يكونون على الأرجح عرضة للضرر من الآخرين أكثر من كونهم مصدرا للضرر.

ويمكن أن يؤثر انفصام الشخصية على طريقة تفكير وشعور وسلوك الأشخاص.

ومن الشائع أن يعاني مرضى انفصام الشخصية من الهلوسة، وفي الغالب يسمعون أصواتا قد تبدو لهم حقيقية تماما، ويكون لديهم النزعة للانتقاد والإساءة، لكن كل ذلك يكون في عقولهم.

وقد يعاني هؤلاء من الأوهام، وهو ما يعني أنهم يعتقدون بحقيقة شيء ما تماما ويشعرون بأنه لا يوجد أشخاص آخرون على الإطلاق لديهم نفس الشعور.

ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الاكتئاب وفقدان التركيز والشعور بعدم الارتياح تجاه الآخرين. ويعاني بعض الأشخاص من مشاعر ألم داخلية.

وأوضحت حملة جمعية “ريثينك مينتال ايلنس” أن هذا المرض يمكن أن يؤثر على جوانب أخرى من الحياة أيضا. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية يموتون قبل باقي الأشخاص بمدى زمني يتراوح بين 15 إلى 20 سنة في المتوسط.

وهناك فقط 8 في المئة ممن يعانون من هذا المرض ويرغبون في العمل لديهم وظائف بالفعل حاليا.

وقالت الجمعية إن هذا يعود إلى أن مشاكل الصحة البدنية غالبا لا تُرصد أو أنها تعزى إلى مرض نفسي، وأن الآثار الجانبية للعلاج قد تسبب مضاعفات.

“تغيير في الاتجاهات”

وقال بريان داو، مدير العلاقات الخارجية في “ريثينك مينتال ايلنس”، إن “الأمر يتعلق بالتوقيت الذي ندرك فيه السلوك والأعراض الحقيقية لمرض انفصام الشخصية”.

وأضاف “من الممكن علاج الفصام والسيطرة عليه، تماما مثل العديد من الأمراض الأخرى. إنه ليس كلمة بذيئة أو، الأسوأ من ذلك، مصطلح للإساءة”.

وأضاف أن هذه الخرافات والأفكار الخاطئة منعت الناس من الحصول على وظائف أو تكوين علاقات أو الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها.

وتابع “أعراض الفصام لا تكون في قالب جامد تماما، (لأن) الجميع (ممن يعانون المرض) سيمرون بتجربة مختلفة تماما”.

لكنه أكد على أنه “يمكننا جميعا أن نلعب دورا في إعادة النظر في الفصام، والمساعدة في تغيير الاتجاهات من خلال معرفة الفصل بين الخرافات والحقائق”.

وقالت ويندي بورن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن “من المثير للدهشة” أنه لا يزال هناك سوء فهم واسع النطاق للفصام.

وأضافت “من أجل معالجة وصمة العار التي يواجهها الكثيرون الذين يعانون من الفصام، فإن أمامنا مهمة هائلة لتوعية وتثقيف الجماهير” بشأن طبيعة هذا المرض.

وتابعت “نحن بحاجة أيضا إلى التأكيد على ضرورة أن يختار المزيد من طلاب الطب دراسة الطب النفسي حتى يتمكن أولئك الذين يعيشون مع مرض انفصام الشخصية من الحصول على خدمات أطباء متخصصين لعلاجهم”.

 بي بي سي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*