(قادسية جديدة) في سورية يؤججها الانتقام من خالد بن الوليد والثأر لـ (الحسين)
كاتب سعودي: قصف حمص بسبب الحقد على (السنّة) والانتقام من التاريخ
هذه أسباب هجمة النظامين السوري والإيراني الشرسة على مدينة حمص وعلى الحيين فيها: بابا عمرو والخالدية. لديهم كره لحمص لأن فيها قبور الصحابة بمن فيهم خالد بن الوليد وعمرو بن معد يكرب، وسكانها اليوم هم الأبطال أحفاد أولئك الصحابة الأجلاء العظام…
يسمي الكاتب عبد الله السلطان الحرب في سورية بأنها (قادسية الثأر في سورية( ، معتبرا أن سقوط النظام السوري هزيمة كبرى لإيران التي تسعى مع النظام نحو “إيجاد دويلة ذات لون طائفي على البحر الأبيض” ، عبر “تأجيج حرب أهلية – طائفية كوسيلة لتحقيق الهدف”. وبحسب السلطان، فإن هناك أسبابًا مهمة وراء تركيز قوات النظام السوري على قصف حمص ، جعل من البيوت والأحياء هدفا للصواريخ والهجمات. أهم هذه الأسباب بحسب السلطان، هو أن “حمص تضم مقبرة (الكتيب)، و قبور (400) من أصحاب الرسول“.
قصف قبر خالد بن الوليد
وكان قبر الصحابي الشهير، خالد بن الوليد، اهتز بسبب سقوط صواريخ عند مدخل مسجد معروف باسمه في مدينة حمص، كما أصيبت مأذنة المسجد وبعض جدرانه بالرصاص بحسب ما أوردته وسائل الإعلام .
يتابع السلطان منوها بأسباب طائفية وراء “تركيز الضربات على حي «بابا عمرو» وحي الخالدية في حمص” ، حيث يذكّر السلطان “بعد أن توفي الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب في حمص تم دفنه في المنطقة التي فيها مسجده، وبابان من أبواب هذا المسجد يطلان على المنطقة التي سميت باسمه: حي بابا عمرو ، وحي الخالدية سمي نسبة للصحابي الجليل، سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، وفيه قبره ومسجده وكثير من أولاده وأحفاده”.
ومسجد خالد بن الوليد، أشهر ما في حمص، يعود ببنائه الحديث الى زمن العثمانيين، وتحديدا الى عهد السلطان عبد الحميد، الذي قرر بناءه طبق الأصل، عن جامع السلطان أحمد الشهير في اسطنبول.
وكتب المؤرخ اللبناني فيليب حتي “إن خالد بن الوليد انزوى من الحياة العامة في حمص، ومات فيها، ولقد بني مدفنه ومسجده في سنة 1908 على الطراز التركي، وكانت زوجته قد دفنت الى جانبه” .
القادسية.. شتيمة وتحدٍ
ويعرج السلطان على التاريخ فيقول “بالنسبة لعمرو بن معد يكرب، ومعه طليحة بن خويلد، فقد أرسلهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للعراق استجابة لطلب قائد جيش المسلمين، سعد بن أبي وقاص، الذي طلب منه المدد قبل بدء معركة القادسية الفاصلة. فكتب عمر في رسالته لسعد: إنني أمددتك بألفي رجل ( عمرو بن معد يكرب عن ألف مقاتل، وطليحة بن خويلد عن ألف مقاتل ). وقد أبلى عمرو بن معد يكرب بلاء حسنا في معركة القادسية وشجع المسلمين على القتال وهو في وسط المعركة يقاتل، ما رفع حماستهم للقتال حتى انهار جيش الفرس وانهزم شر هزيمة. ومجرد ذكر معركة القادسية للفارسي تعتبر شتيمة وتحديا”.
تيمورلنك وخالد
ويستطرد السلطان “بالنسبة لخالد بن الوليد فقد طرد بجيشه الفرس من جنوب العراق في خلافة أبي بكر ، وانتصاراته الإسلامية على جيوش الأعداء قد خلدها التاريخ.. ويروى أن (تيمورلنك)، عندما وقف على قبر خالد بن الوليد، قال : «إنني سأترك حمص كرامة لك ولن أستبيحها»”
ويختتم السلطان مقاله الذي نشرته صحيفة عكاظ السعودية “هذه أسباب هجمة النظامين السوري والإيراني الشرسة على مدينة حمص وعلى الحيين فيها: بابا عمرو والخالدية. لديهم كره لحمص لأن فيها قبور الصحابة بمن فيهم خالد بن الوليد وعمرو بن معد يكرب، وسكانها اليوم هم الأبطال أحفاد أولئك الصحابة الأجلاء العظام ، فهل من عبرة وعظة من هذا الحقد، المبني على أحداث تاريخية عفا عليها الزمن ؟.. جيل اليوم ليس مسؤولا عما حدث قبل 1400 سنة، وفي القرآن الكريم «ألا تزر وازرة وزر أخرى» ( النجم 38، الأنعام 164، الإسراء 15، فاطر 18، الزمر 7 )، لكن المؤكد أن كرههم للعرب جعلهم لا ينسون، بدليل أنهم قاموا بتنفيذ ما يمكن تسميته قادسية مضادة في سورية، قادسية الثأر”.
وكان خالد بن الوليد، يقيم بعيدا أقل من كيلومترين تقريباً خارج مدينة حمص حين وفاته وهو بعمر 50 سنة في العام 21 هجرية، أي بعد 4 سنوات من عزله عن قيادة الجيش.
التقارب العقائدي
ويتحدث الكاتب حمد سالم المري بأنه مع مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة السورية وتحولها من تظاهرات مدنية إلى صراع مسلح بين الجيش الحر المنشق وبين القوات الحكومية “حاول النظام البعثي السوري صبغ هذا الصراع بصبغة طائفية حتى يعمم الصراع ويصدره إلى المنطقة خاصة بعد موقف دول الخليج العربية المؤيد للثورة السورية وقد استعانت دمشق في صراعها الحالي بإيران والعراق لتأييدها سياسيا وحزب الله اللبناني لتأييدها عسكريا وذلك بسبب التقارب العقائدي بين هذه الجهات”.
ويرى المري أن هناك محاولات من قبل النظام السوري لتحويل الصراع في بلده إلى صراع طائفي بإعلانه أكثر من مرة أن المجازر التي تحدث في حمص ودير الزور وحماة وغيرها من مناطق لا علاقة لجيشه بها كون من قام بها بزعمه مجموعات متطرفة مسلحة ويقصد بذلك جماعات سنية طبعا لأن سكان هذه المناطق من السنة.
تصدير الحرب إلى لبنان
وبحسب المري فإن “النظام حاول تصدير هذا الصراع المصبوغ بصبغة طائفية إلى جمهورية لبنان المجاورة بعد أن قام حزب الله المؤيد له والمدعوم ماليا وعسكريا من إيران بإطلاق النار على بعض الشباب اللبناني من الطائفة السنية في البقاع وبالتحديد في النصف الشرقي منه وسط القرى السنية التي استقبلت اللاجئين السوريين وقدمت المساعدات الإغاثية لهم بزعم أنهم يهربون السلاح إلى الجيش السوري الحر عبر الحدود علما أن النصف الغربي من البقاع الشمالي هو معقل لحزب الله ولهذا فهو المسيطر الفعلي على هذه الحدود ومن غير المعقول أن ينجح هؤلاء الشباب بتهريب الأسلحة وهو غافل عنهم”.
ويرى المري في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن السعودية ، أنه حتى في الكويت “حاول بعض مؤيديه إظهار الصراع هناك على أنه صراع طائفي فقام بجمع التبرعات المالية له بزعم مساندة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة التي تعيث فسادا في أرضه ، كرد فعل على ما قام به أبناء القبائل والعوائل الكويتية بجمع التبرعات لإغاثة اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا”.
الثأر للحسين
وبحسب المري، فإن “ياسر الحبيب المطلوب أمنيا لدولة الكويت والمقيم حاليا في بريطانيا صدر فتوى تجيز قتل أطفال الأسر السورية السنية في بيانه المنشور والذي جاء فيه «علينا ألا تأخذنا الرحمة تجاه أطفالهم قبل كبارهم ونسائهم من أراد رحمتهم فليذهب إليهم، لكن عليه أن يتذكر الرضيع عبد الله بن الحسين سلام الله عليه، يوم أن طلب الحسين سلام الله عليه شربة ماء له فأرداه الناصبي بسهم ذبحه ما بين وريديه، من أذنه إلى أذنه، فاعتنق أباه بيديه يرفرف بروحه حتى فاضت إلى العلي الأعلى..إن قتل الناصبي السني وطفله وزوجته ونسله حلال يبيح دخول الجنة»”.
وينوّه المري بأن النظام السوري ومعه إيران يسعون إلى كسب تعاطف الشيعة في دول الخليج فصوروا الصراع على أنه حرب طائفية وليست مجزرة.
المصدر : إيلاف السعودية – تقرير: عدنان أبو زيد