الحكمة – متابعة: دخل قرار السلطات الأردنية برفع الدعم عن الخبز حيز التنفيذ أمس السبت.
وتأمل الحكومة الأردنية، التي لم تتخذ مثل هذه الخطوة منذ نحو عقدين، في أن تخفف هذه الخطوة الضغط على ميزانية البلاد وتوفر نحو 70 مليون دولار.
ووضعت الحكومة سقفا سعريا للخبز العربي الكبير يبلغ 32 قرشا (45 فلسا) للكيلوغرام الواحد، بعد أن كان سعره سابقا 16 قرشا (22.5فلسا).
كما حددت الحكومة السقف السعري للخبز المعروف باسم ‘الطابون’ عند 35 قرشا (49.3 فلسا) بعد أن كان سعره 18 قرشا (25.3 فلسا).
أما سعر الخبز العربي الصغير فسيستقر عند 40 قرشا (56.3 فلسا) بزيادة عن السعر الحالي البالغ 24 قرشا (33.8 فلسا).
ولم تتأثر أسعار بعض أنواع الخبز الأخرى.
وتقول الحكومة إنها تعتزم تعويض فقراء الأردنيين عن الزيادة في الأسعار.
وأوضحت الحكومة أنها ستطبق آلية لتخفيف آثار هذا القرار على الفقراء وخصصت مبلغ 171 مليون دينار أردني (241 مليون دولار) من موازنة العام الحالي تحت بند شبكة الأمان الاجتماعي التي تستهدف إيصال الدعم الى مستحقيه، لكنها لم تحدد قيمة هذا الدعم النقدي الذي ستقدمه إلى المستحقين.
وقد اندلعت احتجاجات واسعة في عام 1996 عندما أقدمت الحكومة على خطوة مماثلة استجابة لشروط صندوق النقد الدولي ومن أجل الحصول على قروض جديدة.
كما اندلعت احتجاجات أخرى في عام 2012 عندما رفعت الحكومة الدعم عن أسعار الوقود للحصول على قرض من الصندوق.
تخفيض الاستهلاك
وتقول الحكومة إن انخفاض أسعار الخبز يشجع التبذير، وإنها تتوقع أن يؤدي قرارها أيضا الى تخفيض الاستهلاك.
وجاءت هذه الخطوة بعد 10 أيام من إعلان مجلس الوزراء الأردني عن حزمة اصلاحات ضمن صفقة مع صندوق النقد تتضمن زيادة في الضرائب، تقول الحكومة إنها ضرورية لتحقيق خفض تدريجي في الدين العام وإحياء الاقتصاد الذي تضرر من النزاعات والاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
وعلى الرغم من أن صندوق النقد لم يطلب هذه المرة رفع الدعم عن الخبز، إلا أنه ظل يكرر لوقت طويل أن قدرة الأردن على الحفاظ على نظام الدعم تتضاءل من دون تدفق رؤوس الأموال الأجنبية أو المساعدات الخارجية.
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين، يعرب القضاة، في مؤتمر صحفي إن نحو 67% من الخبز المنتج يذهب لغير أردنيين، في إشارة إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين سوري وفلسطيني ومصري ويمني وعراقي بين سكان الأردن البالغ عددهم 9.5 ملايين بنهاية 2015، وفق دائرة الإحصاءات العامة الأردنية.
ويبلغ استهلاك الأردن من الخبز نحو عشرة ملايين رغيف يوميا.
أصداء في وسائل التواصل الاجتماعي
وتفاعل نشطاء أردنيون بشكل واسع مع هاشتاغ أطلقته الحكومة على موقع تويتر تحت عنوان (#حقك_تعرف) بالتزامن مع إعلانها رفع الدعم عن الخبز.
وكانت رئاسة الوزراء الأردنية نشرت على صفحتها بموقع تويتر صورة تظهر أسعار الخبز في الأردن وقارنتها بأسعار الخبز في بعض البلدان العربية كمصر والسعودية وفلسطين والإمارات العراق.
وأثارت الصورة موجة من الانتقادات والسخرية، إذ اعتبر مغردون مقارنة الحكومة لسعر الخبز في الأردن مع أسعاره في دول أخرى “مقارنة غير عادلة” نظرا لاختلاف الضرائب التي تفرض في تلك الدول، واختلاف مستوى الدخل.
ويعد ملف فرض الحكومة الأردنية سلسلة ضرائب جديدة على بعض السلع من أبرز الملفات التي استحوذت على تعليقات المغردين في الأيام الماضية.
فقد سخر الأردنيون عبر هاشتاغ “#اقترح_ضريبه_على_الحكومه” من سياسة الضرائب، مقترحين على الحكومة ضرائب أخرى.
وتساءل كثيرون عبر هاشتاغ #اردنيين_مسخمين عن أسباب هذه الزيادات قائلين إنها أعباء جديدة ستثقل كاهل المواطن الأردني البسيط.
وتناقلوا صورا وتغريدات تتحدث عن معاناة الفقراء واتساع الهوة بين طبقات المجتمع.