مسيحي: العتبة الرضوية المكان الأكثر أمانا في العالم
مسيحي هاو لجمع الطوابع والعملات يحدثنا عن إهداء مجموعاته لمتحف العتبة الرضوية.
بلغ من العمر سبعين عاما ولكنه ليس لم يصبح عجوزا، قلبه ينبض بحيوية الشباب، وهو يعتز بكونه إيرانيا قبل مسيحيته، هذا المواطن المسيحي يعمل بائع أحذية ولم يدرس في أي جامعة، ولكنه يعلم الكثير عن الميداليات والعملات والمسكوكات الإيرانية والأرمينية وتلك التي كانت موجودة في حقبة الإتحاد السوفيتي، رغم أنّ التحدث بالفارسية صعب قليلا على «أديك أونسيان» ولكنه كلمنا بحميمية وحرارة عن تلك الهدايا التي قدمها إلى متحف العتبة الرضوية المقدسة.
• أنت واحد من أكبر مهدي الطوابع والعملات لمتحف العتبة الرضوية ماالذي دفعك لتقوم بهذا العمل؟
لدي الكثير من الأصدقاء السملمين المقربين أحدهم السيد عبد الحسين زعفراني هو أيضا هاو لجمع الطوابع والعملات، وهو الذي أهدى نقود ولاية عهد الإمام الرضا(ع) إلى متحف العتبةالرضوية، وقد أهدى الكثير من مجموعاته القيمة إلى هذا الفتحف وعندما سألته عن سبب ذلك أجابني بالقول:«أنا أحبّ مجموعاتي حبا جمّا، و أفضل أن أهديها إلى أكثر الأماكن في البلاد قدسية وأمنا لتحفظ وتعرض على الناس هناك»، كلام صديقي هذا هو الذي دفعني لأن أقوم بذلك.
• ماهي المجموعات التي وقفتها علي متحف العتبة الرضوية؟
مجموعة من المسكوكات والعملات المضروبة في إيران، وأرمينيا ودول الإتحاد السوفيتي السابق، وبعض الطوابع الأرمينية التي يعود تاريخها إلى تسعين سنة مضت، وأيضا بعض العملات الأرمينية.
• وهل موضوع الوقف موجود في دين المسيحية؟
لا، لايوجد في المسيحية إشارة إلى وقف الأملاك بوضوح كما هو موجود في الإسلام، ولكن تعاليم ديننا ووعظ علمائنا تدعوننا بشدة لمساعدة الآخرين وإطعام الطعام وعون الصغار والكبار في السن، ولكن ثقافة الوقف الإسلامية عميقة وواسعة جداوتغطي الكثيرمن المجالات.
• الإهداء يحتاج إلى قلب كبير، كيف وصلت إلى اتخاذ هذا القرار؟
لقد وضعت قدمي في هذا الطريق انطلاقا من ثقتي الكبيرة بأصدقائي المسلمين، وأنا اعتقد أنّ الإنسان يستطيع أن يتخلى عن أغلى ما جمعه في حياته ليهديه إلى شخص عزيز أو إلى مكان مقدس ومبارك، ففي هذا الأمر الراحة المعنوية والإحساس بالسكينة والطمأنينة.
• سؤالي الأخير، هل تعتقد أنه سيتم في متحف العتبة الرضوية المحافظة بشكل جيد على المجموعات التي أهديتها إلى هذا المتحف؟
نعم بكل تأكيد فكما أعلم يقوم متحف العتبة الرضوية بتهيئة أفضل الظروف لحفظ الأشياء الثمينة والآثار والتحف وصيانتها، مراعيا بذلك المعايير العالمية، كما أن المتحف يقوم بوضع محتوياته بين يدي الباحثين والخبراء لدراساتها، وأنا أعتقد أن الإستفادة العلمية من أي شيء هو الطريق الأنسب للحفاظ على ذلك الشيء وصيانته، فلو عرضنا هذه الأشياء في أفضل الفيترينات ولكن دون أن يستفيد منها أحد علميا فلن يكون لهذا الأمر فائدة تذكر، ولكن لو كان هناك بحث علمي حول المسكوكات الأرمينية مثلا فسينتج عنها دراسة لتاريخ ضرب المسكوكات في أرمينيا، حيث يمكن للجميع أن يستفيدوا من مثل هذه الدراسة.
العتبة الرضوية المطهرة