كاميرا تقطع 800 كيلو متر لوحدها وتصور الرحلة

354

الحكمة – متابعة: أعيدت كاميرا إلى صاحبها الذي كان قد نسيها وراءه على ساحل يوركشاير في بريطانيا ثم جاءت مياه المد فحملتها ليجد فيما بعد أنها صورت كامل رحلتها الأوديسية التي بلغت قرابة 800 كيلومتر قاطعة بحر الشمال.

عثر على هذه الكاميرا المانعة للماء بتاريخ 2 تشرين الثاني الماضي على الشاطئ الغربي لجزيرة سوديروغ، وهي جزيرة ألمانية صغيرة في بحر وادن. بعد ذلك قام “هولغر سبرير” و”نيلي ري”، وهما موظفا حماية الساحل على الجزيرة وساكناها الدائميان الوحيدان، بتفريغ محتويات شريحة الذاكرة على جهاز كومبيوتر، فاكتشفا أن عددا من مقاطع الفيديو القصيرة قد تمكنت من النجاة عبر الرحلة الطويلة وهي سالمة من الضرر.

آخر مقطع سجله صاحب الكاميرا بنفسه يبلغ طوله 11 دقيقة وهو مؤرخ في الأول من أيلول 2017، ويظهر فيه صبي يتراوح عمره بين 10 و12 سنة وهو يلعب على الشاطئ مع فتاة ربما كانت شقيقته.

في لحظة ما وضعت الكاميرا على صخرة ونسيها صاحبها، أخيراً جاءت مياه المد، فجرفتها وتظهر في آخر دقيقة من المقطع المسجل صور أعشاب بحرية ويسمع صوت مياه تترقرق.

قام سبرير وري بنقل المقطع المصور إلى صفحة سوديروغ على موقع “فيس بوك” مع تعليق يقول: “اخيراً وجدنا قطعة من النثار الذي يلفظه البحر قادرة على الحديث معنا.”

شاهد المقطع ضابط من الاتحاد الألماني البحري للبحث والإنقاذ، فاتصل بمعهد “قارب النجاة الملكي الوطني” عندئذ تمكن أحد الضباط العاملين هناك من تشخيص صورة الساحل الظاهر في الفيديو فقال إن تلك صخور فلامبورو بالقرب من خليج ثورنويك شرق منطقة يوركشاير البريطانية.

بعد ذلك، ومن خلال الاستعانة ببرنامج كومبيوتري يستخدم عادة لتحديد مواقع الأشخاص المفقودين في البحر، تمكن الضباط الألمان من التعرف على تلك الرقعة من الساحل البحري الذي جاءت منه الكاميرا، وقضى ضباط الإنقاذ يومين إلى أن اتصل بهم صاحب الكاميرا.

يقول سبرير إنه وزميله قد أقاما متحفا صغيرا يعرضان فيه الأجسام واللقى التي يسوقها البحر إلى ساحل سوديروغ ومن بينها معدات لصيد السمك وبالونات مملوءة بالهليوم وأحذية ذات كعب عال.

فيليب أولترمان- ترجمة:  أنيس الصفار

 عن صحيفة الغارديان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*