الخبراء يحذرون من الانسياق وراء خدعة البلاستيك الحيوي

344

الحكمة – متابعة: تلقى المنتجات الصديقة للبيئة إقبالا كبيرا، وقد يعود ذلك إلى أنها تتكون من مواد غير ضارة بيئيا. بيد أن العديد من التساؤلات طرحت حول طبيعة المواد المصنعة، وعما إذا كان البلاستيك الحيوي صديق للبيئة فعلا.

تبث الكثير من الشركات في الوقت الحالي مواد دعائية بأن منتجاتها تغلف بخامات بلاستيكية تتحلل عضويا أو توضع في عبوات تتحول إلى أسمدة تغذي التربة. وتبيع شركة “فيليبر” ومقرها في مدينة بريمن بشمال ألمانيا كبسولات بن خاصة بماكينات “نيسبرسو” لصناعة القهوة تتحلل عضويا، على حد قول شركة “نيستلة” المصنعة لهذه الماكينات والتي تبيع منتجاتها في أكثر من ستين دولة حول العالم وتروج لها شخصيات شهيرة مثل نجم السينما الأمريكية جورج كلوني.

ويقول فالتر هاسنكليفر المتحدث باسم شركة “فيليبر” إن كبسولات القهوة التقليدية تتسبب في كمية هائلة من النفايات، ولكن كبسولات القهوة التي تنتجها شركته كلها مصنوعة من مواد خام تتحول بالكامل إلى أسمدة للتربة. وتبدو هذه الفكرة جيدة من الناحية النظرية، ولكن لدى تفحص الموقع الإلكتروني للشركة عن كثب، يتضح أن عملية تحول الكبسولات إلى أسمدة للتربة تتوقف على عناصر عديدة بما في ذلك درجة الحرارة.

هل البلاستيك الحيوي صديق للبيئة؟

وأظهرت الاختبارات المعملية أن الكبسولات تتحلل بشكل شبه كامل بعد الاحتفاظ بها لمدة ثمانية أشهر في درجة حرارة الغرفة. وتقول بترا فايسهاوبت المتخصصة في مجال التقنية الحيوية بوزارة البيئة الألمانية إن هذه الفترة  تعتبر طويلة. وتتابع أنه يتعين وضع الكبسولات مع القمامة العادية وليس مع النفايات التي سوف يعاد تدويرها. وفي مستودعات المخلفات الصناعية، تستغرق المواد التي تتحلل عضويا 12 أسبوعا فقط كحد أقصى من أجل أن تتحلل.

وفي الوقت ذاته، تدرك شركة فيليبر هذه المشكلة، لذا قامت بتطوير كبسولات ورقية جديدة مصنوعة من ألياف قصب السكر، وتقول الشركة إنها تتحلل بنسبة مائة في المائة في غضون عدة أسابيع. ويقول هانسكليفر أن شركته واثقة أنها وجدت البديل الصديق للبيئة لكبسولات القهوة التقليدية. وأضاف أن سوق كبسولات القهوة تتنامى، ولا يعتقد أنه من الممكن وقف هذا الاتجاه.

استهلاك المزيد من الطاقة

غير أن توماس فيشر من منظمة (دي.يو.إتش) لحماية البيئة والمستهلك يعتقد أن فكرة كبسولات القهوة القابلة للتحلل إنما هي فكرة غير مجدية. لأن صناعة المواد البلاستيكية الحيوية المعتمدة على زراعة الذرة والبطاطس وقصب السكر تتطلب كمية كبيرة من المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية، مما يؤدي إلى تلويث المياه. وبعد الحصاد، تحتاج هذه النباتات إلى معالجة إضافية من أجل تحويلها إلى مواد بلاستيكية حيوية، وهو ما يستهلك طاقة كذلك.

وأكد فيشر أن صناعة كيسا ورقيا بنفس قوة الكيس البلاستيكي يتطلب في واقع الأمر ضعف كمية المواد الخام. وأضاف أنه فيما يتعلق بإهدار الموارد، فإن الأكياس الورقية تعتبر أسوأ من البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، وليس هناك منطق على الإطلاق في استخدام الأكياس الورقية بدلا من البلاستيكية. وذكر فيشر أن الاستراتيجية المطلوبة لابد أن تكون التوقف بالكامل عن استعمال الأكياس التي تستخدم مرة واحد، والحد من استخدام الزيوت، والاستخدام المتنامي للمواد الخام، وأن يكون الهدف النهائي هو التوقف عن إنتاج النفايات. وقال إن المصنعين في الوقت الحالي يسيئون استخدام البلاستيك الحيوي من أجل تحقيق مكاسب. وأضاف أنه لذلك يتعين على الجميع دق ناقوس الخطر.

ع.اع. / ع.أ.ج (د ب أ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*