دراسة حديثة تكشف تأثير الجينات على تعاطفنا مع الآخرين
310
شارك
الحكمة – متابعة: التعاطف مع الآخرين هو جزء من حياة الإنسان وتعايشه مع الآخرين، وبعض البشر يميلون للتعاطف بصورة أكبر من غيرهم في الأفراح والأتراح. لكن ما الذي يحدد نسبة تعاطفنا مع الغير ومن أكثر تعاطفا المرأة أم الرجل؟
ووفقا للاعتقاد السائد يتأثر التعاطف بصورة خاصة بالتجارب الإنسانية السابقة للبشر، وربما بالتأثيرات التي رافقت الحمل وأثناء تكون الجنين، حسب ما ذكر موقع “سكينيكس” الألماني الإلكتروني.
وبحثت دراسة علمية من جامعة كامبردج البريطانية أشرف عليها فارون فارير، التعاطف عند البشر. وبحث فارير وزملاؤه جينات نحو 46 ألف شخص، وتعد هذه الدراسة الأضخم من نوعها حتى الآن. وأجاب المشاركون في الدراسة على اختبار موحد عبر الإنترنت لمعرفة مدى تعاطفهم. ومن ثم بحث المشرفون على الدراسة الحمض النووي (DNA) لجميع المشاركين، حسب موقع “سكينيكس” الألماني.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن نحو 10 بالمائة من نسبة التعاطف عند المشاركين تعتمد على الجينات، وأظهرت التحليلات أن بعض العوامل الجينية تظهر عند الأشخاص الذين يشعرون بحساسية أو تعاطف أكبر تجاه الآخرين.
فيما نقل موقع “فيسنشافت” الألماني عن الباحث توماس بورجيرون من جامعة باريس، والذي شارك في الدراسة بأنه لا يُعرف لغاية الآن ما هي “الآليات البيولوجية ووصلات الإشارات الحيوية التي ترتبط بالعوامل الجينية”. وأشار بورجيرون إلى أن “كل عامل وراثي يلعب جزءا صغيرا وهذا ما يجعل من الصعب التعرف عليه”.
والملفت أيضا في نتائج الدراسة هو أن النساء في المعدل كانوا أكثر تعاطفا من الرجال، رغم عدم وجود أسباب وراثية لذلك، حسب تقرير موقع “سكينيكس”، لأن مقارنات الحمض النووي لم تجد اختلافات واضحة في توزيع جينات التعاطف بين الرجال والنساء.
ولذلك يعتقد المشرفون على الدراسة أن التعاطف الأكبر عند النساء لا يعود إلى عوامل جينية، بل ربما يعود لعوامل هرمونية، أو يعود للتنشئة الاجتماعية وخاصة عندما يوصف الأطفال الذكور مثلا بأنهم “لا يبكون”، على عكس الفتيات، أو عندما يتم تكريم المرأة مثلا بسبب تعاطفها الكبير مع الآخرين. كما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لديهم نسبة كبيرة من جينات التعاطف هم عرضة للإصابة بمرض التوحد.