قصة ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) الإمام علي بن أبي طالب في الكعبة
556
شارك
من الحقائق التاريخية في الاسلام المسلمة التي جرت على مجرى التاريخ الاسلامي هي حادثة كرامة مولد بطل الاسلام العظيم امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في جوف الكعبة المكرمة وهي من المعجزات والكرامات التي صنعتها المشيئة والقدرة الالهية وحق من الجدير على التاريخ ان يسلط الضوء على هذه الحادثة والكرامة الكبيرة لذا اختاره الله واراد ان تقع في بيته ولادته وخصه من بين المسلمين والبشرية ان يلد هذا المولود في بيت الله المعمور الكعبة المشرفة وقبلة المسلمين وفي اطهر بقعة على وجه الارض مما تشير وتكشف هذه الحادثة ان لهذا المولود شئن عظيم وكبير عندالله وفي الاسلام وجائت هذه الحاثة لتؤكد وتدفع كل فهم سلبي متعجل الحكم لأي واقعة وحادثة جرت في واقع التاريخ الاسلامي الصحيح والبعيد عن كل ابهام وتزييف الحقائق القطعية المتواترة والمستفيضة الخبر على مجرى التاريخ الاسلامي الصحيح والامين. (قال الحاكم، النيشابوري في المستدرك على الصحيحين في ج ۳ ص ٤۸۳: قد تواترت الاخبار ان فاطمة بنت اسد (عليها السلام) ولدت امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في جوف الكعبة). اقول: مما يوسف له حاولت بعض الاقلام المأجورة الأموية ان تشكك وتزيف وتختلق شخصية مزيفة في قبال حجة دامغة وساطعة واحاديث متواترة مستفيضة بين ايدي المسلمين ان تنسب لشخص اسمه حكيم بن حزام بالولادة في الكعبة وهذه الدسيسة والخداع مكشوف ومخالف للمشهور المروي بين ايدي المسلمين عند الفريقين اجمع يظهر من الادلة ان المولود في جوف الكعبة هو امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام). قال الشيخ المازندراني في كتابه شجرة طوبى في ص ۲۱٦ روى شيخ السنة القاضي ابو عمر وعثمان احمد في خبر طويل مفاده والشاهد منه: أن النبى (صلى الله عليه وآله) كان معه رطب وله رائحة افضل واكثر من المسك فقالت فاطمة بنت اسد (عليه السلام): اعطني منه؟ فقال لها: لا يصلح ولا يأكل الابعد ان يتشهد الشهادتين فتشهدت فاطمة (عليه السلام) بنت اسد بهما واخذت منه ثمرة واكلتها وطلبت اخرى لابى طالب فعهدها النبي (صلى الله عليه وآله) ان لا تعطيه الثمرة حتى يتشهد الشهادتين وعادت الى منزلها فلما عاد الى بيته ابو طالب (عليه السلام) اشتم رائحة اطيب واكثر وافضل من المسك فسألها عن ذلك فاظهرت الثمرة له فطلب منها فأبت حتى الا ان يتشهد الشهادتين فتشهد الشهادتين وامرها بالكتمان لاسلامه عند ذلك اعطته الثمرة فأكلها فتحولت في صلبه الى بركة ونور فحملت منه بعلي (عليه السلام) فلما كانت يوم ولادة الامام وهي تطوف بالكعبة انفتح لها ونشق جدار الكعبة فدخلت فغلق عليها جدار الكعبة وسقطت جميع اصنام الكعبة وما حولها التى وضعها المشركون فجاؤ اوحاولوا فتح باب الكعبة فلم يقدروا عليه حتى خرجت والامام علي على يديها كأنه القمر المنير. قال الشاعر:
ولدته في حرم الاله وامنه والبيت حيث فنأوه والمسجد بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولد
في ليلة غابت نحوس نجومها وبدت من القمر المنير الأسعد
مالف في خرق القوابل مثله الا ابن امنة النبي محمد (۱)
*******
(۱) شجرة طوبى المازندراني ص ٦۱٦. *******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني