تواصلاً لسلسلة مبادراتها السابقة: العتبةُ العبّاسية المقدّسة تُكرّم وجبةً جديدة من عوائل شهداء الحشد الشعبيّ وتؤكّد مواصلتها لهذا المشروع
271
شارك
الحكمة : في بادرةٍ هي ليست الأولى للعتبة العبّاسية المقدّسة وتواصلاً لسلسلة مبادراتها بتكريم عوائل وذوي شهداء الحشد الشعبيّ الذين أرخصوا دماءهم في سبيل تحرير أرض العراق وحماية مقدّساته من دنس عصابات داعش الإرهابيّة حينما لبّوا نداء الوطن والمرجعيّة الدينيّة العُليا، وذلك من أجل المساهمة في التخفيف ولو بالشيء البسيط من وطأة المعاناة التي تعيشُها هذه العوائل الكريمة، وهذا ما دأبت عليه العتبةُ العبّاسية المقدّسة منذ انطلاق فتوى الدّفاع المقدّسة، وتبعاً لجدولٍ زمنيّ وبرنامجٍ أعدّته لهذا الغرض يُشرف عليه قسمُ الشؤون الدينيّة فيها. محطّتها التكريميّة هذه كانت في محافظة ميسان، حيث شملت تكريم (150) عائلة شهيد، وذلك من خلال حفلٍ تكريميّ أُقيم في مقرّ مؤسّسة اليتيم الخيريّة في محافظة ميسان، وشمل توزيع مبلغٍ ماليّ إضافةً الى سلّةٍ غذائيّة، وهذه هي الجولةُ الثالثة التي تقوم بها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في هذه المحافظة المعطاء. وخلال الحفل التكريمي كانت هناك كلمةٌ لمعتمد المرجعيّة الدينيّة في المحافظة الشيخ أحمد مكطاف بيّن فيها بالقول: “كلّنا نعرف أنّ أبناءنا في جميع أنحاء الوطن قد هبّوا سويّةً لتلبية نداء المرجعيّة في النجف الأشرف ودفاعاً عن العرض والمقدّسات، فها هو حصادهم يُكلّل بالنصر العظيم، ويعود الفضل الأوّل والأخير للدماء الزاكيات لأبنائنا الذين سقطوا على هذه الأرض ورووها بدمائهم الطاهرة ، ونحن اليوم إخوتي لو أعطينا ماء الأعين للمضحّين وعوائلهم فكأنّنا لم نُعطِ شيئاً أبداً، وفي حديثٍ نُقل عن سماحة آية الله العظمى السيّد السيستاني(دام ظلّه) أثناء زيارتي له في الأسبوع الماضي، حيث قال بحقّهم وبحقّ ذويهم ما فحواه: (إنّ هؤلاء لهم الفضلُ الكبير علينا جميعاً وعلى العراق وعلى المنطقة أجمع)، فبدماء أبنائكم انتصر البلد وبدمائكم عادت أرض العراق موحّدةً بعد أن راهن الأعداء على تمزيقها”. كما كانت هناك كلمةٌ لرئيس قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة ومسؤول وفدها الشيخ صلاح الكربلائي، ممّا جاء فيها: “من أفضل التجارة مع الله تعالى هي تجارة العبد بدمه، فمشروع الشهادة مشروعٌ عظيم، ومنذ الأيّام الأولى لفتوى الجهاد انطلقت العتبةُ العبّاسية المقدّسة لجانبين، أحدهما توسّم بأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) فانطلقت فرقةُ العبّاس القتاليّة، والآخر توسّم باسم أمّ البنين(سلام الله عليها) فانطلق مشروع رعاية ذوي الشهداء، أحبّتي عوائل الشهداء الكرام.. إنّ الشهيد قد صَدَق التجارة وذهب في مقعد صدقٍ عند حكيمٍ مقتدر، وبقينا نحن نتطلّع اليه ونطمع في شفاعته، وإنّ الثمرة الحقيقيّة من دماء الشهداء هي سقي شجرة المعرفة والعلم والانتساب لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، ونحن بإذن الله متواصلون بهذا البرنامج وإنّ كلّ ما يُقدّم لا يعدل مقدار ذرّة ممّا قدّمه هؤلاء الأبطال”. من جانبهم ثمّن ذوو الشهداء هذه المبادرة لكونها معنويّةً أكثر ممّا هي مادّية لتشجّعهم على الاستمرار بالعطاء والقتال حتى يتمّ القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وتطهير أرض العراق الطاهرة من رجسهم. يُذكر أنّ العتبة العبّاسيّة المقدّسة انطلاقاً من توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا بتقديم الدعم اللازم لعوائل وذوي الشهداء والجرحى، قد أعدّت برنامجاً متكاملاً يشمل تنظيم زياراتٍ متتالية للجرحى وعوائل الشهداء في جميع مناطق العراق بدون استثناء، من أجل التواصل معهم وسدّ احتياجاتهم والاهتمام بهم وتكريمهم تكريماً يليق بتضحيات أبنائهم، وهذه الزيارات مستمرّة ومتواصلة لحين زيارة جميع عوائل الشهداء الأبرار الذين استُشهِدُوا بعد انطلاق فتوى الوجوب الكفائيّ.