10,000 مدني في “عدرا” يتسببون بمشكلة في تقدم الجيش السوري
295
شارك
المسلحون احتجزوا الآلاف من سكان “ضاحية عدرا”رهائن ودروعًا في أقبية المنازل وفي أماكن الخدمات العامة، وحولوا منازلهم إلى متاريس للاحتماء وإطلاق النار
أطلق الجيش السوري، أمس،عملية عسكرية ضخمة لطرد مسلحي عصابات “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” التلموديين من مدينة عدرا العمالية، بعد يومين من اجتياحهم لها وارتكابهم مجاوزر مروعة فيها. إلا أن الجيش، وكما قالت مصادر ميدانية، يواجه مشكلة معقدة هي أن المسلحين اتخذوا من الآلاف من سكان الضاحية العمالية دروعًا بشرية ورهائن، تجعل عملية الجيش أشبه بمن يريد تحرير ركاب طائرة مختطفة. وأكدت هذه المصادر عدم وجود إمكانية لتعزيز خطته العسكرية بالقصف المدفعي والصاروخي أو الجوي، بسبب استخدام أعداد هائلة من المدنيين دروعاً بشرية من قبل المسلحين. فقد عمد المسلحون إلى احتجاز الآلاف من سكان “الضاحية” رهائن ودروعًا في أقبية المنازل وفي أماكن الخدمات العامة، وحولوا منازلهم إلى متاريس للاحتماء وإطلاق النار على الجيش.
وقال مصدر مشارك في العملية لوسائل إعلام “إن تقدم الجيش لا يزال بطيئاً، حيث بدأت المعارك على أطراف المساكن”. وبحسب المصدر، “لن تكون المعركة سهلة، إذ لم يتقدم الجيش أكثر من عدة مبانٍ، يصعب التقدم العسكري سريعاً في منطقة يسكنها أكثر من 100 ألف مدني، ومن دون استطلاع دقيق”.ومع ذلك، كان لافتاً للانتباه أن من قاد محاولات الجيش اقتحام مواقع المسلحين عسكريون من ريف دمشق، لاسيما من “رنكوس” و”حوش عرب” المجاورتين نسبيًّا، اللتين يحتلهما المسلحون! وقد استشهد قائد عملية الاقتحام ضابط من قرية رنكوس يدعى “ناهض سليمان”.
وتعدّ البلدة من أكثر مناطق ريف العاصمة حيوية وإنتاجاً رغم الأزمة القاسية التي مرت على البلاد برمتها. وهي اليوم تحولت إلى منطقة عسكرية، بمدينتها الصناعية، ومستودعات الغاز ومواد البناء المنتشرة فيها، هذا فضلاً عن انقطاع طريق دمشق ـــ حمص القديم وتمركز الاشتباكات على مقربة من الأوتوستراد الدولي. وقد أدت سيطرة المسلحين عليها إلى توقف إمداد العاصمة بالغاز المنزلي.
من ناحية ثانية، رجح مصدر ميداني آخر أن يلجأ المسلحون إلى اجتياح “ضاحية الأسد السكنية” المقابلة لمساكن عدرا، مشيرًا إلى أن مشغيلهم من آل سعود وضعوا خطة تحت اسم” تحرير عاصمة بني أمية من الروافض وإعادتهم إلى الساحل السوري”. وهو ما يفسر انتشار آلاف “البوستات” خلال اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمعارضة، التي تدعو إلى” طرد العلويين من دمشق وريفها” و”حرق الساحل” بدلًا من الانشغال بـ”تحرير مدن ليس فيها سوى السنة”، كما لو أن مصدر هذه “البوستات” غرفة عمليات واحدة!!
وبحسب مصدر آخر، فإن ما جرى في “عدرا” هو مجرد محاولة جديدة لنقل المعركة إلى مناطق نفوذ النظام. فكما في دير عطية (شمال دمشق) قبل أسابيع، وفي “جديدة الفضل” (جنوب دمشق) قبل أشهر، وغيرهما من المدن والبلدات السورية، لا همَّ للقوى المعارضة إن كانت المناطق التي تهاجمها خالية من الوجود العسكري الجدي للجيش السوري، وتعج بالنازحين. فالمهم بالنسبة إليها هو تحقيق «انتصار» معنوي وإعلامي عبر القول:”لقد اخترقنا مناطق موالية للنظام”. والنتيجة في “مساكن عدرا” أول من أمس، حصار الجيش السوري للبلدة ومحيطها!!
تبقى الإشارة أخيرًا إلى أن ضحايا المجازر الوهابية في مساكن عدرا، وكما كشفت أحدث المعلومات، طالت أيضًا أكثر من عشرين من أبناء الطائفة “السنية”، نساءً ورجالاً وأطفالًا، عرف منهم : الطفل لؤي مصطفى الحاصباني ، الطفلة ولاء الحاصباني ، السيدة بديعة مجركش ، المهندس سالم المحمود ، عمر المحمود ، جلال ابو وطفة ، خالد الرحيباني ، وحيد الحاج احمد ( ناطور مصنع، عمره 65 عاما) ، السيدة صبحية المعسعس ، الطفل علي احمد العمر ، صفوت العموري ، نجدت العموري ، الدكتور سليم غندور ، الممرض وجيه الفوال ، وائل خالد الادهم ، سليمان عمر الخالد ، علي احمد عثمان ،جاسم احمد عثمان ، سيف مخللاتي ، رباب الحاج علي ( طفلة في الشهر العاشر من عمرها). وما يجمع هؤلاء جميعا، قبل الطائفة وبعدها، هو أنهم فقراء على غرار جيرانهم “العلويين” الذين قتلوا معهم في مذبحة الثورة الوهابية الجديدة!