بمشاركة أتباع مختلف المذاهب والأديان افتتاح معرض المصاحف والمخطوطات النادرة في الحرم العلوي المقدس
265
شارك
النجف الأشرف ، الحكمة خاص : محمد الشريفي
في رحاب حضرة أمير المؤمنين عليه السلام سيد البلغاء وضمن فعاليات مهرجان الغدير العالمي الأول افتُتح يوم أمس السابع من تشرين الأول معرضًا للمصاحف والمخطوطات النادرة التي تضمها خزانة العتبة العلوية المقدسة .
وقد اشتمل المعرض على مخطوطات ومصاحف قديمة يعود تاريخ البعض منها للقرن الهجري الأول، وأيضًا المصحف الذي كُتبَ بخط الإمام علي (عليه السلام) وهو من المصاحف النادرة في العالم، بالإضافة إلى الكثير من القطع النحاسية والخشبية التي كُتبت عليها زيارات متنوعة، وبعض الأحجار الكريمة القيِّمة .
شهد المعرض مشاركة واسعة للعديد من الشخصيات الدينية من مختلف المذاهب الإسلامية ومن مختلف الديانات .
كان لموقع الحكمة تغطية خاصة للمعرض وافتتاحه، كذلك كانت لنا وقفة مع عدد من الشخصيات المثقفة والإسلامية التي أعطت انطباعاتها عن المعرض والمهرجان عبر السطور التالية .
فكرة عن نفائس حصينة الحرم العلوي المقدس
البداية كانت مع السيد صلاح الخاقاني مسؤول مختبر قسم المخطوطات في العتبة العلوية المقدسة الذي قال : في الخزينة توجد لدينا 408 كتب، و133 مصحفًا عُرض منها 57 مخطوطًا تشتمل على مصاحف يمتد تاريخها من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر، مع مخطوطات تبدأ من القرن الثالث إلى القرن الرابع عشر. ومن ضمن النفائس الموجودة مصحف منسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإضافة إلى مصاحف تعود إلى القرن الأول كُتبت على رق غزال بالإضافة لمصحف نادر لـ(ياقوت المستعصمي) ومصحف آخر للسهروردي وكتاب الشيرازيات، كذلك مصاحف يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، والتي تتميز بزخرفتها الخاصة التي تعطيها صفة (الندرة ) …
وردًا على سؤالنا حول إذا ما كانت هذه النفائس وصلت العتبة العلوية على شكل هدايا أم بجهود ذاتية، أجاب السيد صلاح الخاقاني : هذه النفائس هي بعض ما استطعنا الحصول عليه في حصينة العتبة العلوية التي يعود تاريخها لما قبل العصر البويهي ومتوسط ما كان موجودًا من مخطوطات، حسب ما تناقلته الروايات، هو حوالي أربعين ألف مخطوطة لم يتبق منها إلا ما ذكرناه، وهناك أيضًا هدايا تقدم لحضرة سيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبل بعض رؤساء الدول والشخصيات المتميزة تقربًا للإمام علي (عليه السلام) .
المعرض يمثل إرثًا وقيمة عظيمين
السيد أحمد الصميدعي (شيخ آل الصميدع) وهو أحد مشايخ المذهب السني، حضر فعاليات افتتاح المعرض وتجول في أروقته. خص موقع الحكمة بالحديث التالي : هذه المخطوطات المتميزة التي تمثل إبداعًا قل نظيره في المحافظةِ على إرث عظيم كالذي عُرض في هذا المعرض الخاص بحرم الإمام علي (عليه السلام)، إنما هي تجسيد للقيمة العلمية الكبيرة التي تحظى بها مدينة النجف الأشرف عمومًا، وتأكيد للقيمة الكبيرة التي يحتلها حرم الإمام علي (عليه السلام) وحقيقة أن من بين أبرز ما لفت نظري هو (حبة رزّ ) كُتبت عليها سورة التوحيد بجهد استثنائي لا يمكن للمتابع إلا أن ينحني احترامًا له، وحقيقة فإن النفائس التي عُرضت تدلل على جهد متميز في المحافظة عليها، ونتمنى لو نشاهد ما عُرض اليوم في مهرجانات ومعارض عالمية، لأنها ليست أقل من أن تُعرض في مهرجانات عالمية، ولا نملك في آخر الكلام إلا نوجه التحية لكل القائمين على هذا العمل الجبار، وأن نوجه الدعوة لكل المنتمين للدوحة المحمدية لزيارة هذا المكان واستلهام العظمة من حضرة الإمام علي (عليه السلام) والتبرك ببركاته، فهو سيد الناس بعد نبينا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
نفائس مذهلة
أما الأستاذ أحمد الصاصي وهو أستاذ جامعي من دولة السودان فقد بدا منبهرًا بما رأى حيث يقول : الحقيقة كان لي شرف الحضور والتواجد في مدينة النجف الأشرف بالتزامن مع مهرجان الغدير الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة، ولا أخفيك سرًا أني لم أكن أتوقع أن أشاهد وأرى مثل هذه النفائس من المصاحف والمخطوطات التي يعود تاريخ البعض منها للقرن الأول الهجري، الذي تمثل المحافظة عليها منتهى الإبداع، وقد أبهرني حقًا ما رأيت، وأنا سعيد، بل وأشعر بالفخر لتواجدي في هذا المكان الطاهر المقدس ، أُعجبت كثيرًا بالمصحف المنسوب للإمام علي (عليه السلام)، وللحظة تخيلت اليد الشريفة للإمام وهي تكتب كلمات الله العظيمة، وهل بعد ذلك شرف لي أكبر من هذا؟ وفي حقيقة الأمر فأنا أتمنى في المهرجانات القادمة ومن أجل ترسيخ مبادئ الوحدة الإسلامية لو توجه الدعوة للبلدان الإسلامية لعرض نفائسها في هذا المعرض بغية العمل على نبذ الخلافات بين المسلمين، وكذلك التعريف بتاريخنا الإسلامي المشرف الذي شابته الكثير من المغالطات التي أدت إلى زرع الفرقة والخلاف، وهذا ما نتمنى أن نقضي عليه، خصوصًا ونحن في رحاب مدينة سيد البلاغة والتسامح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).