الشيخ الصغير يندد بالإساءة التي بدرت من نائبة برلمانية ومن كادر تدريسي في جامعة الكوفة

211

3-12-2012-1

ندد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير إمام جمعة مسجد براثا المقدس بالإساءات التي صدرت بحق الشعائر الحسينية من قبيل الاحتفال الماجن الذي أقامه النواصب في الشركة الماليزية في قلعة سكر بمحافظة ذي قار بمناسبة “انتصار” اللعين يزيد(لعنه الله) على الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك التصريحات المسيئة التي صدرت من إحدى نائبات مجلس النواب العراقي والتصرفات العدائية البعثية من قبل المعاون العلمي لكلية التربية بجامعة الكوفة.

وقال الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة من على منبر جامع براثا ببغداد “شهدنا صورًا مؤلمة في أماكن متعددة، وهي تحكي حالة من حالات التسيب وحالة من حالات الاستهتار، بلغت قمتها فيما جرى في مدينة قلعة سكر والاحتفال الذي قام به النواصب في الشركة الماليزية بذكرى انتصار يزيد على الحسين عليه السلام”. وبين سماحته أن تلك الشركة وظفت أناسًا غالبيتهم من محافظات معروفة بنصبها، ليقوموا باحتفال جرى تحت أنظار بعض المسؤولين وبمشاركة لأحد أبنائهم فيه ” مشيرًا إلى أن أبناء المدينة قاموا بواجبهم بعد ذلك في السيطرة على أجزاء واسعة من هذه الشركة، وما زالوا وسيبقون، دفاعًا عن شعائرهم وكرامتهم التي حاول إهانتها أولئك الأعداء.

وتساءل إمام جمعة براثا عن الضرر الذي وجدته إحدى نائبات مجلس النواب العراقي من إقامة أفراد القوى الأمنية للشعائر الحسينية بالقول” ما الذي وجدتموه في الحسين وشعاراته مما يهين هذا الوطن؟ كيف يمكن لكم أن تبنوا قوى أمنية لا عقيدة لها ؟ قوة الأجهزة الأمنية كيف يمكن لها أن تبنى من دون أبعاد معنوية تجعلها تثبت وتصمد أمام قوى الإرهاب.. اتحسبون أن شعارات قد ملها الناس باسم الوطن وأنتِ إحدى هؤلاء الذين يتحدثون عن الوطن.. في الوقت الذي يجد الناس أن الوطن قد أصبح ألعوبة وأكذوبة بين أيدي المفسدين والإرهابيين والمتلاعبين بكل أقدار الناس وأرزاقهم ؟ كيف يمكن للقوى الأمنية أن تتقوى من دون معنويات؟ أتجدون هذه القوى قادرة أن تقاتل بأسلحة من دون قلوب تصر على الثبات وتتعلم في مدرسة هيهات منا الذلة ؟”.

وشدد الشيخ الصغير على أن “القصة ليست في شعارات الحسين وليست في أن يلطم هذا ويضرب ذاك؛ القصة أكبر من ذلك في نظرنا ؛ القصة أن هنالك استغلالًا لشعارات نبيلة لتمرير أجندات سيئة جدًّا؛ ومن أجل الإضرار بكرامة هذا الشعب . شعائر الحسين مفردة من مفردات الدستور إن كانت النائبة تعي الدستور وتعي ما يوجد في داخل الدستور”.

وأكد سماحته أن محبي الحسين لن يركعوا أمام تفجيراتٍ هنا وإساءات هناك ” لن نرتدع عن حبنا للحسين ! تريدون منا أن نخضع أو نركع ؟ لا والله لسنا نحن من يخضع أو يركع أو يقنع لمجرد أنكم تهددونا بالموت !” في إشارة إلى التفجيرات التي ارتكبتها عصابات الإرهاب في عدد من مناطق العراق”.

وفيما يلي نص الخطبة السياسية :

إشادة بجهود الاجهزة الامنية والخدمية في زيارة عاشوراء لهذا العام:

بحمد الله انتهت مراسم عاشوراء، وبالرغم من جراحاتنا في بعض المناطق وآخرها ما جرى يوم أمس وما قبله في مناطق متعددة من بغداد والحلة وكربلاء؛ إلا أن مما لاشك فيه أن أبناء شعبنا أثبتوا وبلا أدنى شك أنهم أقوى من الإرهاب، وأعز وأمنع من كل وسائل القمع والوعيد والإرعاب، المظاهر في كل المحافظات لاسيما المحافظات التي تعاني من الحرب الطائفية كانت واضحة ، في نمائها وفي قوتها وفي إصرار أبنائها على أن لايدعو أي مجال في إثبات ولائهم وبيعتهم للإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، ولقد شهدنا في كربلاء تحديدًا أسلوبًا أكثر تميزًا في خدمة الزوار في خدمة النقل أو في مسألة التعامل بشكل عام.

الاحتفال الماجن للشركة الناصبية في الناصرية :

ولكن بالمقابل شهدنا صورًا مؤلمة في أماكن متعددة وهي تحكي حالة من حالات التسيب، وحالة من حالات الاستهتار بلغت قمتها فيما جرى في مدينة قلعة سكر، والاحتفال الذي قام به النواصب في الشركة الماليزية بذكرى انتصار يزيد على الحسين (عليه السلام) ، شركة ماليزية توظف أناسًا ويقومون باحتفال للأسف يجري تحت أنظار بعض المسؤولين، وما يؤلم أن موسيقاهم الصاخبة وخمورهم كلها تدوي في وقت كان فيه أبناء قلعة سكر يحتفون بأحزان يوم العاشر وما بعد العاشر ، صحيح أن الأهالي من بعد ذلك قاموا بواجبهم وما زالو، وأعتقد أنهم سيبقون في مقاومة هذا اللون من الاستهتار ومن الاعتداء على مكون كبير لا بل على كل المكونات العراقية، لأننا لا نعرف في الحسين خصوصية شيعية.. الحسين للجميع.. ولكن الصلافة أن تصل الأمور بهذه الطريقة والشاكلة في منطقة من مناطقنا في وقت يبتز بل يمتص هؤلاء أرزاقنا النفطية ليحتفلوا بالطريقة التي حصلت ، أنا لا أدري وزارة النفط كيف تتصرف والأجهزة الأمنية التي مازالت إلى الآن قاصرة عن التعامل المسؤول مع مثل هذه القضايا التي من الممكن أن تنجر بمشاكل كبيرة لاسيما أن بعض المناطق الأخرى لو سمعت عند ذلك  لا يمكن أن يهدأ لأهل ذي قار ساكن من دون أن يحركوه لاقتلاع جذوة الشر هذه ، لاشك أنها نار تعدت الطائفية إلى نار اعتداء ونار استهانة واستحقار لهذا الشعب، ومن دون إجراء جاد لطرد هذه الشركة لايمكن لأهل ذي قار أن يقبلوا باعتذار هذه الشركة.. يسيئون في العلن ويعتذرون في السر.. يمزقون أحشاءنا ويعتذرون بآذاننا.. لا يمكن أن نقبل بذلك ولا يمكن لأهل هذا البلد الكريم أن يفوتوا الفرصة دون تأديب هؤلاء .. من الذي جاء بهؤلاء العمال ؟.. لماذا إلى هذه المدينة تحديدًا ؟.. هذه المدينة تعاني من بطالة كبيرة ما السر في أن يجلب لها عمال من محافظات متعددة؟.. أناس لا يعرفون قيمة لهذا الشعب بقدر ما يعرفون قيمة لنصبهم وعدائهم لهذا الشعب؟؟ يحدثونك عن الوطن.. وهذا الحديث لم يكن في يوم من الأيام إلا زيفًا وخداعًا لتمرير ألاعيبهم ولتمرير استحقارهم لهذا الشعب ، قتّلونا باسم الوطن .. وذبّحونا باسم هذا الوطن.. وشردونا باسم هذا الوطن.. وكنا نقول إن هذا الوطن يستحق ولكن وجدنا ان استهتار هؤلاء قد بلغ ما بلغ.. أن يأتوا إلى مناطقنا .. وأي منطقة؟.. منطقة العشائر الكريمة.. منطقة الولاء الحسيني الصادق.. لكي يحتفلوا على طريقة الماجنين ، خمور وموسيقى في أيام عاشوراء؟.. والأدهى والأمر أن يعلن أن هذا الاحتفال هو احتفال لذكرى انتصار يزيد بن معاوية على الحسين (عليه السلام) والأنكى من كل ذلك أن ابن أحد المسؤولين يشارك في ذلك الاحتفال وللأسف الشديد ابن عشائر هذه المنطقة.. لا بل يمارس عملية تهريب لبعض مقيمي هذا الاحتفال.. ويحاول أن يغطي عليهم ، الآن الجمهور الذيقاري قد سيطر على غالبية منطقة الشركة.. ولكن العبرة ليست في سيطرة هؤلاء.. العبرة أن تقول الحكومة كلمتها الجدية للحسينيين أولا قبل النواصب ، من أنها راعية حقيقية للشعب وعواطفه، ولايمكن لنا أن نقبل إلا من خلال تأديب هؤلاء.. لا يعقل أن هذا الشعب يهان بهذه الطريقة ويستهتر به من قبل أناس أغراب لديهم أجندات.. ولاشك.. وإلا ماذا يعني مدينة تعاني من البطالة يأتون إليها بأبناء مناطق أخرى لا تعاني البطالة بالضرورة.. اذهبوا وأقيموا احتفالاتكم إلى حيث ولت ولكن ابعدوا عن مناطقنا.

تنديد بتصريحات نائبة برلمانية والمعاون العلمي لجامعة الكوفة ضد الشعائر الحسينية:

القضية الاخرى التي نراها فيما عبرت عنه إحدى أعضاء مجلس النواب من تصريحات مسيئة لشعائر الحسين (عليه السلام).. وحينما طالبت بإنزال أقسى العقوبات لأفراد القوى الأمنية التي أقامت شعائر الحسين (عليه السلام) ! وكان تلك القوات تركت واجباتها الأمنية وراحت تمارس شعائر الحسين (عليه السلام).

أنا أسأل السيدة النائبة ما الذي وجدتموه في الحسين وشعاراته مما يهين هذا الوطن؟ كيف يمكن لكم أن تبنوا قوى أمنية لا عقيدة لها ؟ قوة الأجهزة الأمنية كيف يمكن لها أن تبنى من دون أبعاد معنوية تجعلها تثبت وتصمد أمام قوى الإرهاب؟

و أجد أيضًا في بعض الجامعات من يروج لمثل هذه المفاهيم ويخدع الناس في أن الجامعات هي أماكن للتعلم وليس للمواكب.. إذا حرمتم الطلاب من أن يكون لهم موكبهم الخاص في جامعاتهم فأين تريدون منهم أن يمارسوا شعائرهم و يعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم؟ ماالذي سيصنعه لكم علم الحسين أو لافتة الحسين ؟.. ما إن ترونها حتى تبدؤون ترتجفون!.. وكأن سيفًا غاضبًا قد سلط عليكم !.. في الوقت الذي لا يمكن لنا أن نفهم أن جامعة تريد لأ بنائها الخير بأبناء هذا الوطن من دون أن تتربى في مدرسة القيم وفي مدرسة المناقب والمعايير الحسينية .. وما يؤلم أكثر هو أن أحد البعثيين في كلية التربية للبنات في جامعة الكوفة يمزق اللافتات بحجة أنه لا يريد أن تتحول الجامعة إلى موكب..!

 الموكب موكب والجامعة جامعة! هل تسمحون لنا أن نقول لكم: إذا كانت الجامعة جامعة فلماذا أنتم أول الراقصين في الحفلات التي تقام لترويج الفساد داخل الجامعة؟.. حفلات الرقص والأغاني وما إلى ذلك؟.. ما وجدتم الجامعة ناديًا أو ملهًى ؟.. كلكم ذهبتم تشاركون وتتفاخرون بأنكم كنتم أحد الذين ساهموا في ذلك، لأن ثمة استعراض أمام بنات أو ثمة استعراض من أجل أن تغرروا بالطلبة.. ولم تهمكم لا جامعة ولا طلبتها ولا تربيتها.. ولكن حقدكم على الدين وعلى هذه الشعائر هو الذي جعلكم تتصرفون بهذه الطريقة ، نعم نحن لا نريد للجامعة أن تكون موكبًا ولكن ماالضير في أن تعمم وزارة التعليم العالي على كل جامعاتها وكلياتها في أن تخصص لطلاب أماكن خاصة لكي يعبروا عن احزانهم وأفراحهم الدينية ، كليات حتى مجرد الصلاة تمنعها بحجة ان ليس لديها أماكن انا لا أعرف كيف يريدون للتعليم أن يتقدم وهم يوجدون تناقضًا جديًّا لدى الطالب الذي يعلمونه.. أنا أناشد السيد وزير التعليم العالي للإجابة عن هذا الاستفسار، معاون علمي وليس إداري في كلية التربية بجامعة الكوفة يعمد إلى التهريج ضد شعائر الحسين عليه السلام.. وهو سليل عائلة بعثية طالما أضرت في أيام البعث.. وهو أحدها وبقي يستهتر إلى الدرجة التي منع فيها حتى إقامة مصلى في هذه الكلية ، إذا كانت هنالك ثمة توجيهات للسيد الوزير فلماذا لا يقوم بها المعاون الإداري؟.. المعاون العلمي لا خصوصية ولا اختصاص له في هذا المجال، وأناشد رئيس جامعة الكوفة في أن يخرج ويبلغ الناس أن هذا القرار قراره كما ادعى هذا البعثي الغادر… أعود وأقول : لا يمكن لنا أن نتخلى عن شعائر الحسين.. لا والله.. فنحن نعرف أن هويتنا هي هذه .

المصدر : براثا نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*