دراسة: انشغال الآباء بالهواتف يؤثر سلباً على الأطفال

348

الحكمة – متابعة: بينما يكون الكثير من الأطفال بصدد اللعب في البيت أو في حاجة إلى مساعدة، ينشغل آباؤهم وأمهاتهم بالهواتف الذكية ويتجاهلون أطفالهم. ويرى خبراء أن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على العلاقة بين الآباء وأبنائهم. كيف ذلك؟

أكد باحثون أميركيون في دراسة حديثة لهم نشرت نتائجها في دورية “بحوث طب الأطفال” أن الأطفال الذين يتم تجاهلهم من طرف الآباء يشعرون بالإحباط أو يظهر لديهم إفراط في الحركة والنشاط أو الإصابة بنوبات من الغضب.

واستعان الباحثون في هذه الدراسة ما بين 2014 و2016 ب181 زوجًا (آباء وأمهات) مع أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وطلب الباحثون من تلك العائلات كتابة تقارير منتظمة ومفصلة لمدة ستة  أشهر حول درجة استخدامهم لوسائل الإعلام الخاصة بهم (هواتف ذكية، حاسوب، تلفاز). كما طُلب منهم تسجيل السلوكيات الخارجية أو الداخلية لهم ولأطفالهم خلال تلك الفترة، وفق ما أورده موقع صحيفة “برلينر تسايتونغ” الألمانية.

ويعتقد الباحثون أن بعض الجوانب في التكنولوجيا الرقمية  تكون مغرية بشكل خاص للآباء الذين لديهم صعوبات ذاتية في التنظيم أو الآباء الذين ليسوا راضين عن الحياة الاجتماعية داخل عائلاتهم. ولهذا السبب يصرف الكثير من الآباء النظر عن أبنائهم لما يطلب الأطفال الكثير من الاهتمام بهم كما هو الحال أثناء الأكل أو اللعب أو الذهاب إلى النوم. وبناءً على ذلك يكون اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة بمثابة تهرب من طلبات الأطفال وحاجياتهم العاطفية.

 وتؤكد الباحثتان سوزان إيغرت وغيسيلا شوبرت من معهد بيداغوجيا الإعلام بميونيخ أن الخبراء يتفقون على أن نتائج الدراسة الأمريكية تتماشى مع تم التوصل إليه في ألمانيا أيضا، فـ”ليس من المستغرب أن تزيد المشاكل بين الوالدين والأطفال عندما يقل التواصل الشخصي والمباشر بين الآباء والأبناء ولا يتم الحديث عن المشاكل  المطروحة”، كما نقل موقع “برلينر تسايتونغ”.

لكن الخبراء لا يطالبون بالتخلي الكامل عن استعمال الهواتف الذكية داخل البيت. غير أنهم يؤكدون بأن الحوار المباشر مع الطفل يجب أن يكون محوريا. كما ينصح الخبراء بوضع قواعد مشتركة داخل العائلة لاستخدام الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الرقمية الأخرى. ومن بين تلك القواعد تخصيص أوقات معنية يتخلى فيها الجميع عن استخدام تلك الوسائل ويتفرغون لبعضهم البعض

ع.ع./ع.ج.م- DW

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*