مشكلة الازدحام .. من وضع الخطط والحلول إلى انتظار التنفيذ
722
شارك
الحكمة – متابعة: لم يتبق سوى شهر ونصف الشهر لتبدأ معاناة الموظفين والطلبة من جديد مع الشوارع المزدحمة، فما نعيشه اليوم من متعة الوصول الى المبتغى بدقائق معدودة سيحتاج حينها الى ساعة او يزيد عن ذلك، وهذا بالاضافة الى هدر الوقت فهو يشكل عبئا وجهدا كبيرين على المواطنين بصورة عامة وعلى هاتين الفئتين خاصة، فمع الزيادة السكانية التي تشهدها العاصمة لابد ان تكون هناك حلول سريعة بتضافر الجهود كافة، لانشاء طرق وفتح المغلق منها والشروع جدياً في الحلول الطويلة الأمد مثل استكمال مشروعي المترو والقطار المعلق اللذين من شأنهما حل الازمة جذريا.
الازدحام المروري سبب عقدا كبيرة للمواطن، فبات يفكر بكل حل من الممكن ان يبعده عن الشارع وهذا ماتوصلت اليه الطالبة منى عبد الكريم التي ستتأهل العام المقبل الى الجامعة، فحسمت امرها باختيار جامعة اهلية قريبة من المنزل لتفادي زحام الشوارع، فتقول:
“عانت اختي كثيرا من هذا الامر فلحضور محاضرتين لمدة ثلاث ساعات تحتاج الى 6 ساعات يوميا لاتمام هذا الامر!، فاختصرت مشكلة اربع سنوات مع الطريق باختيار جامعة قريبة من منزلي”.
خطط ومشاريع
وكيل وزارة النقل الدكتور احمد كريم يقول:
“للوزارة خطة بالتنسيق مع مديرية المرور العامة قبل بدء العام الدراسي للتخفيف من الزحام المروري، الذي يعاني منه الموظف والطالب سواء صباحا او بعد انتهاء الدوام الرسمي”.
ويضيف كريم أن”هناك عدة محاور التي يتم بحثها بهذا الشأن منها التفاوت في اوقات الدوام الرسمي للموظفين والطلبة، فالنصف ساعة في الشارع لها تأثير ايجابي في الجميع، وبحسب التعليمات التي وصلت للوزارة سيطبق هذا القرار اعتبارا من العام الدراسي المقبل، وضمن الخطط الاخرى تخفيف الزخم عن الكراجات العامة التابعة للوزارة مثل كراجي النهضة والعلاوي لتحقيق الانسيابية في خروج السيارات”.
وتطرق كريم خلال حديثه الى الباص النهري الذي اشار البعض الى غلقه:
“الباص النهري لايزال قائما، لكن نعاني اليوم من مشكلة انخفاض مناسيب المياه، فصار من الصعب تسيير الباصات النهرية، متمنيا من الموارد المائية زيادة مناسيب المياه ليتسنى للباصات العمل بشكل جيد مع بداية العام الدراسي”.
اختناقات مرورية
المتحدث الرسمي باسم المرور العامة العميد عمار وليد الخياط وضح أنه”تم رفع 34 مقترحا الى مجلس الوزراء للمساهمة في فك الاختناقات المرورية التي يعاني منها الشارع، خاصة خلال العام الدراسي، بضمنها فتح الطرق المغلقة التي باشرت فيها عمليات بغداد بالفعل، والمشروع الاخر الذي يقوم على تغيير اوقات الدوام الرسمي في الدوائر وتفاوتها مع الجامعات، لكن مع الاسف امتنعت العديد من الدوائر عن تطبيقه باستثناء وزارات (الداخلية، النفط، الموارد المائية، النقل والمواصلات)”.
وتابع الخياط أن”لامانة بغداد حملة في اكساء الطرق واعادة تأهيلها وهذا ضمن المشاريع قصيرة الامد، اما البعيدة الامد فتتمثل في مشاريع مترو بغداد والقطار المعلق واستحداث طرق سريعة والامر في كل ذلك متروك للموازنات المالية والخطط”.
وتطرق الخياط في حديثه الى الباص النهري الذي كان في العام الدراسي على وشك الانتهاء، لكن يفترض من الشركة العامة للنقل البحري ان تستمر في العمل بالباص النهري حتى وان كان عدد المستفيدين من الخدمة معدودين ليعتاد عليه المواطن مع الاستمرار في بث الاعلانات التي تشجع على استخدامه”.
واستدرك الخياط “ان مديرية المرور العامة مسؤولة عن رفع المقترحات، فالمرور العامة هي جهة استشارية والجهات الخدمية هي من تطبق القرارات، هذا ولابد لنا من الاشارة الى جميع عواصم البلدان التي تعاني زخما في اعداد السكان ووسائط النقل الا انهم يمتلكون طرقا سريعة والانفاق والمترو وغيرها، وعليه لابد ان نكون متفائلين خلال المرحلة المقبلة بحل هذه الازمة فالخطط موجودة”.
مترو بغداد
المتحدث الرسمي باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة بين أن” امانة بغداد تعمل بكل طاقاتها المتاحة للمساهمة في فك الزحامات المرورية، اذ تقوم بحملة لاكساء ومعالجة الشوارع لتعبيدها لسير السيارات بشكل ايسر كشارع محمد القاسم، وانجاز 80 بالمئة من المجسر الممتد من باب الشرجي الى باب المعظم كونه يعاني انحرافا في المساند والجوينات، وقد حددت الامانة ثلاثة ملايين متر مربع للاكساء هذا العام والعمل جار”.
وبالنسبة لمشروع مترو بغداد يوضح عبد الزهرة أن”هذا المشروع مر بمراحل متعددة، اذ اجريت مؤخرا بعض التغييرات والاضافات على التصاميم والمخططات في المحطات الرئيسة والفرعية، فأضيف خط يصل بين منطقتي الكاظمية والاعظمية، فلم يكن هذا الخط موجودا ضمن التصميمات الاولية، هذا وان المسار الذي تم تحديده لخط المترو يبدأ من مدينة الصدر ويصل الى الباب الشرقي ثم الانطلاق باتجاه الاعظمية ويمر خلال خط سيره بعدة محطات، والخط الثاني يبدأ سيره من ساحة الفتح قرب المسرح الوطني امتدادا لشارع السعدون والى الباب الشرقي ومن ثم التحول الى منطقة المنصور واخر يصل الى البياع وهكذا”.
ويردف عبد الزهرة الى” ان المشروع انجز من حيث التصاميم والمخططات منذ العام الماضي وهو الان امام اللجان العليا لاحالة المشروع الى احدى الشركات، بعد ان تمت دعوة سفراء عدد من الدول الغربية وهيئة الاستثمار الوطني الى امانة بغداد في العام الماضي لترشيح عدد من الشركات للدخول كمنافسين لانجاز المشروع، هذا وان مثل هكذا مشروع يحتاج الى اربع او خمس سنوات على الاقل لانجازه ويتوقف ذلك في كل الاحوال على الشركة المنجزة، ومن المعروف ان عالم الانفاق تطور بشكل كبير”.
القطار المعلق
ويفسر عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي مشكلة بغداد مع الزخم المروري بقوله:
“تتمثل مشكلة بغداد في وجود اعداد هائلة من العجلات وعدم الانضباط في دخولها، هذا وان بغداد مصممة لدخول 100 الف عجلة وتمشي الان في شوارعها مليون ونصف المليون عجلة، خاصة يومي الاحد والاربعاء”.
ويستطرد المطلبي أن”هناك مشكلة اخرى ادت الى الزحامات في بغداد وهي ان مراكز التسوق الاساسية تتواجد في قلب العاصمة، فجميع المتبضعين من اطراف العاصمة والمحافظات القريبة منها ينجرفون اليها كالشورجة وغيرها”.
ويستدرك المطلبي بالقول”نحن الان بحاجة الى ادارة صحيحة ومدروسة لحركة العجلات في بغداد، فمن الممكن اضافة طرق جديدة لعدم توفر التخصيصات المالية الكافية لذلك، هذا وان نظام سير السيارات بحسب ارقام اللوحات (الفردي والزوجي) لايعمل نهائيا ولم يكن له فائدة تذكر اثناء تطبيقه”.
ويضيف المطلبي بأننا”نعاني مشاكل حقيقية تؤثر في انسيابية حركة العجلات في التقاطعات، واحد اسبابها الاساسية تتلخص في عدم التزام سيارات النقل الخصوصي (التكسي ، الكيا)، وعليه نحن بحاجة الى تدخل رجال المرور واتخاذ اللازم بحق المخالفين، وبذلك نضمن المساهمة في انسيابية الشارع وفك الزحام ولو بنسبة قليلة”.
ويردف المطلبي :
“في واقع الامر لاتوجد حلول انية الا ان هناك افكارا لحل هذه المشكلة باعتقادي كنقل بعض المراكز التجارية الى اطراف العاصمة، فمن شأنها خلق فرص عمل وضمان سهولة الوصول اليها من قبل المتبضعين واعمار المناطق المهجورة”.
وتطرق المطلبي خلال حديثه الى القطار المعلق بقوله:
“قطع مجلس محافظة بغداد شوطا كبيرا في هذا المشروع والذي يفترض العمل به نهاية العام الحالي، وقد صنف بأنه احد المشاريع الاستراتيجية ليحظى بدعم مباشر من الحكومة ويدخل ضمن البرامج التي تشمل بالقروض الدولية”.
ويضيف المطلبي: “انتهت المحافظة من جميع الخطط والدراسات بشأن المشروع، اذ سيكون هناك في المرحلة الاولى 14 محطة ستحتاج الى سنة كاملة والمشروع برمته يتضمن اربع مراحل تتوسع تدريجيا لتشمل جميع مناطق بغداد”.
ويعتقد المطلبي: “ان هذا المشروع سيجتاز الكثير من عقد الزحامات فجميع طلبة المدارس بإمكانهم استخدامه دون نزول الشارع، وينطلق بانتظام قطار كل ثلاث دقائق، وهو يتضمن عشرات القطارات”.