“سيسنا” في حرب الصحراء: تحليق صامت وضربات تسبق صوت الانفجار

209

بدون عنوان

    تكشف مصادر عسكرية رفيعة، لـ”العالم”، حجم القدرات التي يمتلكها الجيش العراقي، خصوصاً مع اندلاع مواجهات حامية في البر والجو، بمناطق متفرقة من محافظة الآنبار.

وعلى الرغم من دخول آليات وأسلحة جديدة، أميركية وروسية، للخدمة القتالية، وحديث قادة أمن عراقيين عن جودتها وقوة تأثيرها في المعارك، لكن اكتمال تجهيز الجيش لا يزال في بداية الطريق، لنواقص لوجستية تؤثر على حسم المواجهات المسلحة، لا سيما ما يتعلق باجهزة الرادار والتغطية الجوية لحركات المسلحين.

ويقول ضابط برتبة عقيد في الجيش، شارك في عملية ثار القائد محمد في صحراء الأنبار منذ انطلاقها، إن “العمليات العسكرية في صحراء الآنبار تجري بواسطة الطيران الجوي، وبالتزامن معها تشهد مناطق العمليات زحف المشاة بمركبات عسكرية، وعدد قليل من الدبابات والمدرعات لان الارض الوعرة التي يختارها تنظيم داعش مدروسة لا تسمح بتوغل الدروع والدبابات”.

وأضاف الضابط، لـ”العالم”، أن “الاراضي المحيطة بالصحراء عبارة عن رمال متحركة تعيق حركة الدبابات والمدرعات، لذلك فإن معظم تلك الآليات تتمركز في محيط المحافظة، في حين تتواجد ناقلات الجنود المسندة من الدروع في وادي حوران”.

وأوضح أن، “الدروع التي يمتلكها الجيش العراقي من طراز كوجر المقاومة للعبوات الناسفة والتي تسهل عملية نقل الجنود بأمان إلى عمق الصحراء، وهي سريعة نظرا لان اطاراتها المطاطية مصممة للأراضي الصحراوية والجبلية والوعرة”.

ومضى العقيد إلى القول، “الدبابات الروسية المقاتلة BMP المدرعة وهي هجومية، تمتاز بمدفع عيار 100 ملم، اضافة إلى مدفع رشاش عيار 30 ملم ، ومدفعين رشاش من عيار 7.5 ملم، وهناك مواصفات تكنولوجية خاصة بهذه الدبابة التي تحتاج إلى دورات طويلة من قبل الجهة المتعاقد معها وتم ارسال عدد من ذوي الخبرة إلى روسيا واتمت الدورة لقيادة هذه الدبابة والآن يمكننا استخدامها ان اردنا”.

وقال الضابط، “نملك سيارات نوع هامفي وهمر خاصة بالدوريات والاسهام في نقل الجنود من وإلى عمق الصحراء، إلى جانب مدرعات نوع MTB وهي ناقلة مزودة بمدفع رشاش، فضلا عن عدد قليل من المدرعات الامريكية M1117 الناقلة للجنود”.

وزاد بالقول، “لدينا الدبابات الاميركية المطورة M1A1 وهي هجومية ومدرعة، تعد مهمة جدا بالنسبة لألوية المشاة، ويمتلك الجيش العراقي منها اكثر من 290″.

لكنه استدرك بالقول، “حتى الآن لم تشارك اي دبابة او مدرعة في عمليات الصحراء وإنما شاركت بعض الآليات المدرعة في الأيام الماضية بالرمادي والفلوجة في اطار التنسيق مع أبناء العشائر”.

في سياق متصل، أشار العقيد إلى أن “دبابة T-72M وهي مهمة جدا دخلت الخدمة مؤخرا وتمتاز بالسرعة الكافية لملاحقة العدو، تمتاز بمدفعين الاول عالي الدقة بسعة 100 ملم كافي لتدمير مخبأ، ومدفع رشاش يتم التحكم به من الداخل، وهذا النوع من الدبابات استخدمته القوات السورية مؤخرا في حرب الشوارع التي خاضتها ضد المسلحين في عدد من المدن واثبتت كفاءة عالية”.

من جانبه، قال مصدر في القوة الجوية، لـ”العالم”، إن “طيران الجيش، وبعد دخول طيارات صائد الليل الخدمة، تجاوز مرحلة النشوء، ودخل في مرحلة الاحتراف”. وأضاف المصدر، “لدينا 3 طائرات سيسنا مزودة بصواريخ تم استخدامها منذ مطلع العمليات العسكرية الجارية بالآنبار وحتى الآن يتم القصف بواسطتها، لكن المشكلة ان صواريخها الهجومية مكلفة جدا، فيجب على الطيار ان يكون دقيقا في التصويب، اضافة إلى انها تقصف هدفا واحدا فقط ولا يمكنها معاودة القصف بسرعة كما تفعله الطائرات أف 16 مثلا”. ومضى إلى القول، “ما ترونه في التصوير وفرار المسلحين قبل وصول الصاروخ يعود إلى صوت الصاروخ، فنحن ليست لدينا صواريخ كاتمة كما كانت تستخدمها القوات الاميركية الذي يصعق العدو دون أن يشعر احد قبل الوصول”. وتابع، “اما صوت صواريخ الطائرة سيسنا فيتيح للمسلحين فترة 3 ثواني تقريبا للهروب من المكان بعد سماع الصوت”.

وأشار المصدر إلى أن “الطائرة لا يمكنها ان تقصف في ذات الوقت الفارين لان ذلك يكلفها مزيدا من الصواريخ، في حين الطائرات الجديدة التي دخلت الخدمة MI35 تملك هذه التقنية”.

كما أكد المصدر أن “الطائرات الهليكوبتر MI35 تمتاز بتقنية الكاميرا الليلية الكاشفة والطيران عن بعد اكثر من الف متر والوقوف فوق الهدف دون ان يشعر بها العدو، وايضا لديها ادوات تصويب عالية الدقة من مدافع راجمة تدمر آليات ضخمة وشاحنات، ومدافع رشاشة متوسطة لاستهداف الأفراد وصواريخ 100 ملم مدمرة للمباني”. وأكد أيضاً، أن “طائرات الاستطلاع الجوي طراز (سيسنا)، قادرة على تصوير ونقل افلام فيديو على الهواء، لتقوم الطائرات الأخرى المقاتلة بواجبها، كطائرات هليكوبتر الروسية من طراز ام اي 171”. وقال، “القوة الجوية العراقية تمتلك طائرات شحن من طراز (سي 130 اي) الخاصة بنقل الذخيرة والمواد اللوجستية والجنود من محطة إلى اخرى”.

لكنه كشف أن “ابرز مشاكل طيران الجيش برزت بعد مغادرة القوات الأميركية إذ فقد نطاق التغطية الجوية لملاحقة المتمردين، فالقوات الأميركية لم تجهزنا كما وعدت بالطائرات الخاصة بالتغطية الجوية قبل مغادرتها العراق”.

وأكد أن “العراق لا يمتلك شاحنات الوقود الخاص بالطائرات، فالطائرة حين ينفد وقودها تحتاج إلى الهبوط في محطة قريبة من ساحة المعركة للتزود بالوقود بدلا من الطيران لمسافة طويلة إلى القواعد الجوية او المطارات العسكرية، والأجهزة الأمنية لا تملك عددا كافيا من شاحنات الوقود وهذا من شأنه ان يؤخر فترة انجاز العملية طويلا”.

وقال، “بدلًا من قيام الطائرة بخمس طلعات في اليوم، تكتفي بطلعتين لتذهب في الثالثة من اجل التزود بالوقود، وهذا يتيح للإرهابيين التنقل والاختباء والفرار، في حين الطيران الجوي يجب ان يبقى مستمرا لعدم اتاحة الفرصة لهم لتجميع قواهم”.

وخلص المصدر إلى القول، “نحن بحاجة إلى انظمة رادار بعيد المدى لتغطية المناطق التي تشهد توترات امنية هذه الفترة وهذا يحتاج إلى سنوات، فضلا عن حاجتنا إلى انظمة دفاعات جوية غير تقليدية“.

مصطفى ناصر/ العالم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*