أكدت دراسة أميركية أعدها باحثون بمركز الدراسات النفسية بنيويورك وجود علاقة بين الميول العدوانية للفرد والمعتقدات الدينية التي يؤمن بها، وأن هناك جينًا مسؤولًا عن الأديان داخل الجسم يتحكم بأفكار الإنسان حول التعصب الديني والمعتقدات الدينية، وخلصت الدراسة إلى أنه باستئصال جزء موجود بمقدمة الرأس بالقشرة الخارجية للمخ يمكن زرع جزء خاص للتحكم بأفكار الشخص بما يتوافق مع روح العصر.
ويعلل الباحثون هذه النتائج بأنه أثناء البحث وعمل مسح دقيق على مخ من لديهم ميول عدوانية متعلقة بالمعتقدات الدينية تبين وجود تلف بهذه المنطقة الواقعة بمقدمة الجبهة، وهو ما يدفع الإنسان إلى تغيير سلوكه نحو العنف والدمار والتطرف الفكري، ويرى الباحثون أن تلف الفص الصدغي لمن لديهم ميول عدوانية يعوق إرسال المخ لموجات التحكم في السلوك العدواني مما يحتم ضرورة علاج هذا التلف واستبداله بخلايا أخرى صالحة.
ويعتقد الباحثون بأنهم قادرون على اكتشاف أسلوب متطور للتحكم في المشاعر الدينية خاصة بعد إجراء مسح للمخ أثناء الصلاة لأشخاص من أديان مختلفة، ولاحظ العلماء أن الفص الأيمن يولد تدفقات كهربائية شديدة تجعل الإنسان في حالة خشوع مفرط ومندمج أثناء التعبد.
وفي رأي د. سمير الملا أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، أن ما توصلت إليه الدراسة غير منطقي ويجب معرفة أسبابه والتصدي له، فالعلم بكيفية عمل المخ في مناطق كثيرة بالدماغ فقير جدًا مهما تطورت وسائل البحث والتشخيص، فهناك خطوط حمراء للمعرفة لا يستطيع الأميركيون كشف الستار عنها.
وترى د. ريهام العيسوي أستاذة المخ والأعصاب بجامعة المنصورة، أن ما يدعيه البحث الأميركي من وجود تلف بالمخ لدى المتدينين يجب استئصاله لعلاج تطرفهم الديني، إنما هو التطرف بعينه، فلا شك أن الأديان تعالج النفوس وهناك كليات ومعاهد متعددة داخل أميركا وخارجها تدرس تأثير الدين في السلوك البشري وتقويمه، وسوف تطالعنا الدراسات الأميركية بالعديد من المفاجآت التي يسخر منها العقل وبريئة منها الأديان في مجملها.