تواصل العمل في بناء وإعمار مرقد الصحابي الجليل ميثم التمار
308
شارك
النجف الأشرف ، الحكمة خاص ، محمد الشريفي
عدسة ، أمير رحيم
تواصل الكوادر الفنية والهندسية المشرفة على إعادة إعمار وبناء مرقد الصحابي الجليل ميثم التمار رضوان الله تعالى عليه، العمل في المشروع من أجل إنجازه على أكمل وجه.
(الحكمة) زارت المرقد الشريف واطلع فريقها على سير العمل ومراحل الإنجاز والخطوات القادمة للمشروع، وكانت الخلاصة هي الآتي:
مراحل الإعمار
الجهات المختصة وضعت آلية عمل محددة لإعمار هذا المرقد الشريف تمثلت بثلاث مراحل ، شملت الأولى هدم المزار القديم وبناء الهيكل دون تغليفه ، في الوقت الذي شمل فيه التغليف المنارتين والقبة فقط ، وهذه المرحلة قد أنجزت بالفعل ليبدأ المباشرة بالمرحلة الثانية والتي رُصد لها مبلغ مليارين وثمانمائة وخمسين مليون دينار عراقي ، ومدة إنجاز تمتد ل (240) يومًا ، وهذه المرحلة تشتمل على الكثير من التفاصيل الخاصة بالبناء وبتغليف المرقد ابتداء من الأرضية والمرمر والأونكس والهزارة والكتائب والعينة كار والجف قيم والكربلائي والمعرف وكل التفاصيل المتعلقة بذلك، هذا في ما يتعلق بالمرحلة الثانية من الإعمار ، أما المرحلة الثالثة فقد بدأ العمل كما علمنا بوضع التصاميم الخاصة بها خصوصًا بعد استحصال موافقة الوقف الشيعي على المساحة التي طالبنا بها، وهذه المرحلة ستشتمل على إعمار وبناء الأواوين والقاعات والصحيات التي تمثل مشكلة في الوقت الراهن بسبب قربها من القبر الشريف ، وكما علمنا فإن الصحيات ستكون لها أولوية خاصة في العمل للحاجة الماسة لذلك.
مشكلة التمويل
مشروع كالذي نتحدث عنه يبقى بحاجة ماسة لتمويل مالي ثابت يلبي الحاجة ، لكن ما عرفناه من خلال لقائنا بالمهندس المسؤول عن إعمار المرقد أن التمويل يمثل واحدة من أبرز المشاكل التي تعترض طريق عملهم ؟ فالمرحلة الأولى مولت عن طريق مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ، أما المرحلة الثانية فقد تم تمويلها من قبل هيئة الإعمار ، ومازالت المرحلة الثالثة غير واضحة المعالم من حيث التمويل فهناك خياران أولهما أن يحصل التمويل عن طريق هيئة الإعمار، وثانيهما أن يكون التمويل عن طريق الوقف الشيعي، وهذه بالفعل مشكلة يعاني منها القائمون على المشروع لكن الثقة كبيرة بالوصول لحل لها.
بين الإعمار والاستثمار؟
من المشاكل التي تعاني منها مختلف القطاعات غير الحكومية مشكلة التمويل، وهذا ما لمسناه في الكثير من المناسبات، حيث إن أغلب تلك القطاعات تعتمد على ما تقدمه الدولة من دعم، وهذا ما أشرنا إليه في السطور أعلاه ، فعلى سبيل المثال إن إعمار ميثم التمار اعتمد بالكامل على ما قدمته الدولة للمرقد أما عن طريق مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية أو عن طريق هيئة الإعمار أو الوقف الشيعي، وهذه برأينا حلول آنية لا تقضي على أصل المشكلة والحديث هنا عام ولا يتعلق بمرقد الصحابي الجليل ميثم التمار رضوان الله عليه ، وإن كان لنا أن نقترح ، من خلال منبر (الحكمة) فإننا نوجه الدعوة للقائمين على المرقد بضرورة التوجه للاستثمار، وأن يحذوا بذلك حذو القائمين على العتبة الرضوية المطهرة، التي أصبحت لها موارد خاصة تمول الإعمار المستمر للعتبة، وتنفق على نفسها بنفسها دون الحاجة إلى تمويل الدولة ومساعداتها في أغلب الأحيان ، وهو ذات النهج الذي بدأ ينتهجه القائمون على العتبة العلوية والعتبتين الحسينية والعباسية ، فلم لا يفكر القائمون على مرقد التمار بالتمويل الذاتي ومحاولة البحث عن موارد تمويل تمكنهم من الإدامة المستمرة للمرقد وتبعد عنهم رتابة الإجراءات والموافقات و و و … إلخ.
كفاءة الخبرة العراقية
من الأمور المفرحة التي تبهج النفس في مشروع إعمار “ميثم التمار” هو الاعتماد الكامل على الكفاءات العراقية دون الحاجة إلى الخبرات الأجنبية ولو بنسبة 1/100 ، حيث تشرف على تنفيذ المشروع شركة عراقية هي شركة ( العنكوشي ) للمقاولات العامة ، فقط هناك استعانة بالدول القريبة لاستيراد المواد الأولية الداخلة في بناء المرقد الشريف، حيث هناك تعاون في هذا المجال مع الجانب الإيراني للتقدم الكبير الذي تشهده هذه الدولة في مجال البناء الإسلامي كما جاء على لسان المهندس المشرف على المشروع، كما أن هناك استعانة بالأونكس الباكستاني من خلال استيراده من باكستان، وربما يكون هناك توجه لتركيا لاستيراد بعض المواد منها.
تجديد الضريح ضرورة ملحة
بعد الجهود التي بذلت في سبيل تطوير المرقد وتوسعته ومراحل البناء المتقدمة نجد أنه من الضروري أن يصار إلى تجديد الضريح القديم لكونه لم يعد متلائمًا مع البناء الجديد، ولا يتناسب شكله والتغير الحاصل لا من حيث الحجم الذي يبدو الآن للناظر صغيرًا جدًا ، ولا من حيث الشكل، وعلى هذا الأساس فقد علمنا من المهندس المسؤول عن المشروع أسعد رفعت أن هناك اتفاقا مع الورشة الهندسية الخاصة بالروضة العباسية من أجل صناعة شباك ييلق بما يشهده المرقد من تغير.
كلمة الختام
في ختام تحقيقنا هذا لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على مقام ميثم التمار رضوان الله عليه للتعاون والتسهيلات التي قدموها لفريق العمل من خلال استحصال الموافقات الضرورية للتصوير داخل المرقد وكذلك للمهندس أسعد رفعت (المهندس المشرف على المشروع)، الذي زودنا بالكثير من المعلومات و التفاصيل.