ضمن سلسلة المراكز البحثية والعلمية التي تُنشئُها .. العتبة العباسية المقدسة تؤسس مركز تراث الحلة
ضمن نشاطها العلمي والبحثي، ودعماً للتوثيق التأريخي لمدن العراق، أسّست العتبةُ العباسية المقدسة مركزَ تراث الحلة وألحقته بقسم الشؤون الفكرية والثقافية، وذلك ضمن سلسلة المراكز التي يجري تأسيسُها في مدن العراق المختلفة، من أجل المحافظة على تراث هذه المدن، وتأليف الكتب والدراسات المتخصّصة بتراثها.
حيث تحتلّ مدينة الحلة أهمية كبيرة في التراث العراقي الإسلامي بصورة خاصة، وفي الديانات السماوية بصورة عامة, فمدينة الحلة كانت وما زالت راعية لكثير من الفعاليات الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها, والتي أثّرت وتأثّرت بها كثير من الحضارات الإنسانية المتعاقبة, بدءً من الحضارة البابلية بأدوارها المتعاقبة وصولاً الى الحضارة والثقافة الإسلامية، وخير شاهد على ذلك احتضانها الحوزة العلمية للطائفة طيلة (389)عاماً, وكذا دورها في الثقافات الحديثة والفنون.
وحول أهداف تأسيس المركز تحدّث مديرُه السيد رسول الموسوي قائلاً: “مثل بقية مدن العراق عانت مدينة الحلة في عهد النظام البائد من التهميش والتخريب والقتل والتشريد والمقابر الجماعية والاعتداء على المساجد ودور العبادة، وسخّرت المراكز الثقافية والعلمية لصالحها, وهذه المصائب التي عانت منها المدينة وأهلها لا تزال آلامها تحزّ قلب كلِّ مؤمن في العالم أجمع, فالحلة مدينة علم وعلماء, وتُعدّ بحق مناراً وقبلة تهوي إليها قلوب العلماء والمثقفين، كونها أسهمت في بناء ثقافة العالم الإسلامي والعربي في العلم والأدب والتراث, فقد كانت مجالسها ومدارسها في الأمس القريب مقصداً تهفو اليه قلوب المريدين بالانتهال من علومها وثقافتها” .
مضيفاً: “ولذا كان حفظ تراثها وإحياؤه أُمنية الكثير من المخلصين في الحلة خاصة، والعراق والعالم الإسلامي عامة, وفاءً وخدمة لعلمائها ومفكريها ومثقفيها وجميع من استُشهد على هذه الأرض المعطاء, لأجل ذلك كلِّه قامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بإنشاء (مركز تراث الحلة) التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة, ليكون مركز إشعاعٍ يستنير به الآخرون ومرجعاً للباحثين والدارسين والمهتمين بتراث هذه المدينة”.
مبيّناً: “ويمكن إجمال أهداف المركز بالنقاط التالية:
1. حفظ تراث مدينة الحلة فهي مدينة علمية عالمية مهمة.
2. تهيئة مرجع معلوماتي لتاريخ مدينة الحلة وحاضرها بما يحتاج من وسائل وأدوات تقليدية كانت أم حديثة ليرتشف منه الباحثون وطلاب الفكر والعلوم والمعارف فيما يختصّ بهذه المدينة المعطاء.
3. ذكر مآثر وفنون الشخصيات الحلّية وتوثيقها وفاءً لأصحابها كي لا تُبخَسَ حقوقُهم.
4. خلق التواصل بين الأجيال الحاضرة والماضية ليقتدي الأوّلون بالآخرين في الإبداع والمآثر.
5. إبراز قدم المدينة وأهميتها الأثرية كونها من المدن التراثية القديمة.
ويتمّ ذلك من خلال جمع وتبويب المواد التراثية الآتية:
1. التراث المبني: ويشمل المدينة القديمة, الجوامع والحسينيات, الأسواق, المحلّات, الخانات, الحمّامات, المنازل القديمة.
2. التراث المكتوب: ويشمل الوثائق, المخطوطات, النصوص التاريخية.
3. التراث الشفوي: ويضم الروايات, الحكايات, اللقاءات المباشرة مع الصنّاع وأصحاب المهن, والمؤرخين وأصحاب الذكريات.
4. التراث المنقول: ويشمل القطع الأثرية كالنقود والحلي والأواني الخزفية والأسلحة القديمة, وغيرها من الأدوات المنزلية والفلاحية والحرفية.
5. المواقع الأثرية القديمة (المواقع الاركيولوجية): وتشمل الكنائس, الخانات, القصور, والتلال الأثرية”.
وعن نشاطات المركز الحالية بيّن لنا مديرُه المسؤول السيد رسول الموسوي: “أنها تتلخّص بما يأتي:
1. الشروع بكتابة سلسلة تثقيفية للشباب المؤمن حول الثورة الحسينية بعنوان: (سلسلة إضاءات الثورة الحسينية للشباب), وبيان دور مدينة الحلة ورجالاتها في هذه الثورة العظيمة.
2. إنشاء موقع الكتروني باسم: (مركز تراث الحلة), يحتوي على معلومات عديدة حول تاريخ مدينة الحلة, ومعالمها التراثية والأثرية والفلكلورية, وشخصياتها الدينية والعلمية وبيوتاتها وعشائرها, إضافة الى مواضيع أُخَر كجغرافيتها وصور متنوعة ومختلفة عن كلِّ ما يتعلّق بها .
3. الشروع بجمع الصور والوثائق والمخطوطات والنفائس القديمة .
4. الشروع بجمع وتصوير الأفلام الوثائقية القصيرة لمعالم المدينة الحالية .
5. الشروع برسم اللوحات التراثية وفق مشاهدات ووصف الرحالة والمستشرقين وغيرهم، ممّن وصف المدينة قديماً .
6. الشروع بتشكيل مكتبة تخصّصية لكلِّ مطبوع يتعلّق بمدينة الحلة.
7. إجراء المقابلات للتدوين الشفوي مع الذين يحملون الذكريات والخواطر القديمة عن مدينة الحلة لحفظها وتوثيقها.
8. الشروع بإعداد مجلة متخصّصة تحمل اسم : (تراث الحلة).
9. الشروع بإعداد موسوعة تراث الحلة التي تحتوي على الكتب المؤلَّفة بخصوص تراث المدينة ليسهل على الباحثين الحصول على أهم المصادر المعنية بالتراث”.
كما سألْنا المديرَ السيد رسول الموسوي عن نشاطات المركز المستقبلية فقال: “هي تتلخّص بما يأتي:
1. تفعيل وحدة الشعائر الحسينية, والتي تهتم بالتأليف والتحقيق في كلّ ما يتعلّق بواقعة الطف.
2. تفعيل وحدة الدراسات والبحوث التي تهتم بالتحقيق والتأليف في كل ما يتعلّق بمدينة الحلة.
3. تفعيل وحدة جغرافية الحلة التي تهتم بدراسة المدينه جغرافياً, وتحديد مساحتها وحدودها وأنهارها, والمعادن والثروات الطبيعية فيها.
4. إقامة الندوات والمؤتمرات الفصلية والسنوية الخاصة بمدينة الحلة.
5. زيادة كادر المركز بالمتخصصين وأصحاب الكفاءات, وتفعيل بقية وحدات المركز.
6. إصدارات تخصصية تعنى بتراث وتاريخ مدينة الحلة.
7. تفعيل البحوث والدراسات الأكاديمية المتخصصة من خلال الاتصال والتنسيق مع أساتذة الجامعات والكوادر العلمية والثقافية الرسمية وغير الرسمية داخل المحافظة وخارجها”.
كما سألْنا مديرَ المركز عن الوحدات التابعة له فقال: “إنها تتلخّص بما يأتي:
1. الإدارة: وتتولّى وضع الخطط اللازمة والإشراف المباشر على سير أعمال المركز بما يؤمّن الاستمرارية والمهنية في عمل بقية الوحدات .
2. وحدة الذاتية والخدمات: تتولّى هذه الوحدات مجمل الأمور الإدارية في المركز, وطباعة وحفظ الكتب الرسمية الخاصة بالمركز, إضافة الى متابعة دوام منتسبي المركز.
3. وحدة الشعائر الحسينية: ومهمة هذه الوحدة التحقيق والبحث عن كلِّ ما يتعلّق بمعركة الطف وأثر مدينة الحلة ورجالاتها في هذه المعركة, وإصدار مجموعة من الكرّاسات بذلك, وغيرها من الإصدارات ضمن الخطط المستقبلية للمركز.
4. وحدة الدراسات والتحقيق: تهتم هذه الوحدة بجانبين:
أ. دراسة وتحليل كل ما يتعلّق بمدينة الحلة وإصدار مجلة تراث الحلة, وكذلك الإصدارات التخصصية بالتراث.
ب. جمع وتحقيق مخطوطات الحِلّيين في زمن ازدهارها الفكري.
5. وحدة الوثائق والمخطوطات: وتهتمّ بجمع وتصيف كلِّ ما يتعلق بمدينة الحلة من خرائط ومُصوَّرات للمخطوطات, والأفلام ورسم اللوحات القديمة والحديثة المعبِّرة عن تاريخ الحلّة.
6. وحدة الأنترنت: ومهمّة هذه الوحدة تزويد الموقع الإلكتروني (موقع مركز تراث الحلة) ضمن شبكة الكفيل العالمية على شبكة الأنترنت، بالمادة العلمية التراثية المدعومة بالصور والخرائط.
7. وحدة المكتبة: وتهتم بجمع كل مصدر ورقيٍّ أو إلكتروني أو صوتي يختصّ بمدينة الحلة, وما يتعلّق بها ماضياً وحاضراً.
8. وحدة التراثيات: وتختص هذه الوحدة بالبحث عن شخصيات الحلة الدينية والعلمية والسياسية والأدبية, والشخصيات ذات التأثير الإجتماعي في المدينة, وأصحاب الحرف والمهن, والمعالم التراثية للمدينة.
9. وحدة الجغرافية: وتعنى بجغرافية مدينة الحلة الإدارية والاقتصادية, إضافة الى الظروف الجوية وتوزيع الأنهار والمعادن والثروات الطبيعية وتأثيرها -سلباً وإيجاباً- على طبيعة الحياة في هذه المدينة.
10. وحدة الإعلام والتنسيق والمتابعة والندوات والمؤتمرات: تعتني هذه الوحدة بإقامة الندوات والمؤتمرات الفصلية والسنوية الخاصة بمدينة الحلة, ومتابعة أمور المركز وتعقيب معاملاته في الدوائر الرسمية والحكومية. كذلك تهتم بالتعريف بنشاطات المركز من خلال القنوات الاعلامية للعتبة المقدسة, إضافة الى طباعة البوسترات والفولدرات التعريفيه بالمركز ونشاطاته, وتصوير وتوثيق وأرشفة جميع نشاطات المركز من مطبوعات وندوات ومؤتمرات”.
شبكة الكفيل العالمية