العتبةُ العبّاسية المقدّسة تحتفي بتخريج دفعةٍ جديدة من متعلّمي مشروع محو الأمّية
من المشاريع التربويّة والتعليميّة التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة بالتعاون مع مديريّة تربية كربلاء المقدّسة مشروع محو الأميّة الذي بدأت ثماره تُقتطف سنةً بعد أخرى، حيث أقيم صباح هذا اليوم السبت (28 ربيع الآخر 1440هـ) الموافق لـ(5 كانون الثاني 2018م) حفلٌ لتخرّج دفعةٍ جديدة من دفعات هذا المشروع ضمن مرحلته التكميليّة بعد اجتيازهم لمرحلة الأساس في العام المنصرم.
الحفل الذي احتضنته قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) ابتُدئ باستماع الحاضرين من المتعلّمين الناجحين في هذه المرحلة والقائمين على المشروع الى تلاوةٍ من آيات الذكر الحكيم، أعقبتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، من ثمّ الاستماع الى النشيد الوطنيّ العراقي ونشيد العتبة المقدّسة (لحن الإباء)، لتأتي بعد ذلك كلمةُ الجهة الراعية والمنفّذة لهذا المشروع العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة الشيخ باسم الكربلائي من قسم الشؤون الدينيّة فيها، والتي استهلّها بتقديم التهاني والتبريكات للمتخرّجين بتحقيقهم هذا المنجز الذي سيغيّر مسيرة حياتهم الى الأفضل، وأضاف: “الإنسان عندما يفهم ويتعلّم يعرف من خلال تعلّمه الكتابة والقراءة أنّه سوف يفهم حقائق، وهذه الحقائق قد كانت غائبةً عنه، فمن المفترض دائماً أن يكون العقل متنشّطاً والفكر متنشّطاً، وعندما يتكلّم يكون كلامه ذا وزنٍ واستقامة”.
وأضاف: “الإنسان عندما يفهم ويتعلّم يعرف من خلال تعلّمه الكتابة والقراءة أنّه سوف يفهم حقائق، وهذه الحقائق قد كانت غائبة عنه، فمن المفترض دائماً أن يكون العقل متنشّطاً والفكر متنشّطاً،،و الإنسان يُعرف بهذه الروح الطيّبة المؤمنة المفعمة بالإيمان والتقوى، ومن خلال التعلّم فإنّه يفهم هذه الحقائق”.
وتابع الكربلائي: “الإنسان المتعلّم ستُفتح له آفاق أخرى أوسع من خلال التعلّم، وهذه الآفاق تفتح آفاقاً أخرى، فالكثير من الناس يتمنّى عندما يحصل على شهادةٍ ما أن يذهب لنيل الشهادات الأعلى، لأنّه كلّما تعلّم يشاهد أنّه تُفتح له أبوابٌ أخرى، فعندما تُفتح هذه الباب ستُفتح له أبواب أكثر وأكثر، وبعد مدّة يرى أنّ هذا العقل قد تفتّح شيئاً بعد شيء، لأنّه شاهد حقائق وشاهد لذّة العلم”.
ثمّ جاءت كلمةٌ للمشرف على المشروع السيد محمد عبد الرضا الموسوي أوضح فيها قائلاً: “إنّنا نشكر ابتداءً الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة إسهاماً منها في علاج أحد الأمراض العقليّة المتفشّية في المجتمع، ألا وهي آفة الأميّة باعتبار أنّ هذه الظاهرة تهدّد مسيرة المجتمع، فالقراءة أعظم مهارةٍ منذ القدم ابتكرها الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى، ويفتخر العراقيّون بأنّهم أوّل من كتب في تاريخ البشريّة وقدّموا هديّةً للشعوب الأخرى، حيث تجلّت أهمّية القراءة والكتابة من خلال قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، فالقراءة والكتابة هي مفتاحٌ لتعلّم الموادّ، وكانت أوّل حملةٍ لمحو الأميّة في صدر الإسلام أقامها النبيّ الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله)، حيث أقدَمَ على إطلاق سراح أسرى المشركين مقابل تعليمهم القراءة والكتابة للمسلمين، فالقراءةُ بمثابة أسلاك الكهرباء التي تحمل للمجتمع النور من خلال التعلّم”.
وواصل: “المشروع كان على مرحلتين، الأولى مرحلة الأساس وكانت ضمن منهاجٍ متّبع من قبل وزارة التربية العراقيّة، تضمّنت منهجاً للقراءة والكتابة والحساب، متعاونين مع مديريّة تربية كربلاء المقدّسة بهذا المنهج، وتمّ الاختبار لمرحلة الأساس ونجاح الطلّاب المتعلّمين لمرحلة الأساس الذين نجحوا ليتأهّلوا للمرحلة التكميليّة وهي المرحلة الثانية، كذلك قد كان للمرحلة التكميليّة منهجٌ خاصّ مطوّر بشكلٍ أكثر، وهو كذلك مقدّمٌ من وزارة التربية بمنهجٍ خاصّ تمّ إعداده من قبل لجنةٍ من مديريّة تربية كربلاء المقدّسة لامتحان هؤلاء المتعلّمين وتمّ النجاح”.
واختتم الموسوي قائلاً: “كان عددُ المستفيدين (41) متعلّماً نجح منهم (37) متعلّماً، وبحمد الله تمّ إعداد شهادات مقدّمة من مديريّة التربية معترف بها في وزارة التربية العراقيّة ولديهم قيود، وفي نهاية كلامنا لا يسعنا إلّا أن نقدّم هذا الجهد القليل لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) صاحب الجود الأوفى، الذي قدّم أعزّ ما يملك ليُحيي المؤمنين مع أخيه أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، وفي الختام نشكر الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين على هذا المشروع لدعمها المتواصل لهذا المشروع”.
تلتها كلمةُ الكادر التعليميّ التي ألقاها عنهم الأستاذ ماجد سرحان، حيث قال: “نتقدّم بشكرنا الجزيل للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، لرعايتها هذا المشروع الإنسانيّ، ونتوجّه بالشكركذلك للقائمين على هذا المشروع لمتابعتهم الحريصة عن كثبٍ ليلاً ونهاراً وفي أصعب الظروف، لمتابعة الدارسين وتشجيعهم على إكمال مسيرتهم التعليميّة، كما نتوجّه بالشكر الجزيل لهذه النخبة الطيّبة من الدارسين الذين أكملوا المرحلة التكميليّة بشرفٍ واقتدار على الرغم من صعوبة الحياة وصعوبة العيش، فقد خصّصوا قسماً من وقتهم للعمل وقسماً من وقتهم للدراسة والتعلّم، حتى حقّقوا النجاح الأكيد، كما أنّ الشكر موصول لإخواني المعلّمين الذين ضحّوا من أجل إيصال المادّة العلميّة الى الدارسين والذين أكملوا مرحلة التكميلي بشرفٍ واقتدار”.
ليكون مسكُ الختام بتكريم الأساتذة المعلّمين الخاصّين بالمشروع بالإضافة الى تكريم جميع الطلبة المشتركين بمشروع محو الأميّة وتكريم الطلبة المتفوّقين الثلاث الأوائل من المشروع.
المصدر:موقع العتبة العباسية المقدسة