معاوية ينفي الصحابي «صعصعة بن صوحان» (رض) .. وجلاوزة البحرين يتعدّون على مرقده الشريف
ضمن حملات التحريض الطائفي المنظمة والممنهجة للسلطة البحرينية واستمرارا لخطاب وسلوك الكراهية الرسمي تحول بإرادة ومتابعة السلطة مقام احد ابرز الأولياء الصالحين الصحابي الجليل «صعصعة بن صوحان العبدي» في منطقة “عسكر” في البحرين الى خربة مهجورة تم العبث بكل مقدرات المسجد والمقام وتم العبث بالقبر والمسجد وكل مقدرات المسجد، ضمن منهجية التعدي على المساجد التابعة للطائفة الشيعية والتي طالت سابقا أكثر من 38 مسجدا بالهدم الكامل وعشرات المساجد بالتخريب والعبث.
واعتبرت جمعية “الوفاق” البحرينية هذا العمل التخريبي الخطير فيه إهانة للدين وإهانة للطوائف الدينية وهو عمل يعكس مستوى العداء والكراهية التي يمارسها النظام او يحميها عندما ترتكب من أطراف محسوبة عليه.
وأكدت الوفاق ان هذا العمل الاستفزازي البغيض يستهدف استثارة شعب البحرين عبر التعدي الآثم على مقدساته ومساجده ومقامات الأولياء بشكل مستمر في عمل ممنهج وغير أخلاقي ولا يمت الانسانية والإسلام والوطنية بأي صلة وأن النظام في البحرين يتعمد التعدي على المقدسات والمساجد ضمن منهجية الاستبداد والتسلط والعمل بالطائفية عبر الممارسات الطائفية والانتقام من المواطنين دون رادع ديني أو وطني أو أخلاقي أو قانوني.
وكشفت صورًا ومقاطع تم تصويرها خلسة نتيجة صعوبة الوصول الى المسجد بعد ان اصبح حتى الاقتراب منه ممنوعًا والبلطجية المحسوبون على السلطة يمنعون الوصول اليه،وقد هددوا سابقا العامل الذي يحرس المسجد وهو آسيوي الجنسية بقطع أرجله في حال تواجد في المسجد مما دفعه لمغادرة المنطقة خوفا من ذلك وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من كل المؤسسات المعنية.
ويعتبر مسجد ومقام الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي معلمًا تاريخيًّا عريقًا عمره أكثر من 1000 عام ويعكس أصالة وعمق شعب البحرين منذ صدر الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة، ويعاني هذا المقام من الاهمال المتعمد والاعتداءات الجبانة المتكررة منذ 3 أعوام وكل النداءات السابقة والتقارير الإعلامية حول المسجد لم تغير من واقع الحال ويتحمل النظام البحريني كامل المسؤولية عن كل هذا العبث الخطير الذي يتعرض له المسجد والمقام.
ولد صعصعة بن صوحان بن حُجْر العبدي سنة 24 قبل الهجرة النبوية ، وكان مسلماً على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولم يره .
كان من كبار أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ومن الذين عرفوه حقّ معرفته كما هو حقّه ، وكان خطيباً بليغاً .
أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم : كان شريفاً ، أميراً ، فصيحاً ، مفوّهاً ، خطيباً ، لسناً ، ديّناً ، فاضلاً .
نفاه عثمان إلى الشام مع مالك الأشتر ورجالات من الكوفة ، وعندما ثار الناس على عثمان ، واتفقوا على خلافة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قام هذا الرجل الذي كان عميق الفكر ، قليل المثيل في معرفة عظمة علي ( عليه السلام ) فعبّر عن اعتقاده الصريح الرائع بإمامه ، وخاطبه قائلاً : ( والله يا أمير المؤمنين ! لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، ولهي إليك أحوج منك إليها ) .
وعندما أشعل موقدو الفتنة فتيل الحرب على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الجمل ، كان إلى جانب الإمام ، وبعد أن استشهد أخواه زيد وسيحان اللذان كانا من أصحاب الألوية ، رفع لواءهما وواصل القتال .
وفي حرب صفّين ، كان رسول الإمام ( عليه السلام ) إلى معاوية ومن اُمراء الجيش وراوي وقائع صفّين ، كما وقف إلى جانب الإمام ( عليه السلام ) في حرب النهروان ، واحتجّ على الخوارج بأحقّيّة إمامه وثباته .
وجعله الإمام ( عليه السلام ) شاهداً على وصيّته ، فسجّل بذلك فخراً عظيماً لهذا الرجل .
ونطق صعصعة بفضائل الإمام ومناقبه أمام معاوية وأجلاف بني اُميّة مراراً ، وكان يُنشد ملحمة عظمته أمام عيونهم المحملقة ، ويكشف عن قبائح معاوية ومثالبه بلا وجل ،
وكم أراد منه معاوية أن يطعن في علي ( عليه السلام ) ، لكنّه لم يلقَ إلاّ الخزي والفضيحة ، إذ جُوبِه بخطبه البليغة الأخّاذة.
آمنه معاوية مكرهاً بعد استشهاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وصلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، فاستثمر صعصعة هذه الفرصة ضدّ معاوية ، وكان معاوية دائم الامتعاض من بيان صعصعة الفصيح المعبّر وتعابيره الجميلة في وصف فضائل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولم يخفِ هذا الامتعاض .
كفى في عظمته قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما كان مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من يعرف حقّه إلاّ صعصعة وأصحابه .
موقفه من الخليفة الثالث :
في الأمالي للطوسي عن صعصعة بن صوحان : دخلت على عثمان بن عفّان في نفر من المصريّين ، فقال عثمان : قدّموا رجلاً منكم يكلّمني ، فقدّموني ، فقال عثمان : هذا؟ ، وكأنّه استحدثني .
فقلت له : إنّ العلم لو كان بالسنّ لم يكن لي ولا لك فيه سهم ، ولكنّه بالتعلّم .
فقال عثمان : هات ، فقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتَوُاْ الزَّكَوةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) .
فقال عثمان : فينا نزلت هذه الآية .
فقلت له : فمر بالمعروف وانه عن المنكر .
فقال عثمان : دع هذا وهات ما معك .
فقلت له : بسم الله الرحمن الرحيم ( الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله ) إلى آخر الآية .
فقال عثمان : وهذه أيضاً نزلت فينا.
فقلت له : فأعطنا بما أخذت من الله .
فقال عثمان : يا أيّها الناس ، عليكم بالسمع والطاعة ، فإنّ يد الله على الجماعة وإنّ الشيطان مع الفذّ ، فلا تستمعوا إلى قول هذا ، وإنّ هذا لا يدري مَن الله ولا أين الله .
فقلت له : أمّا قولك : ( عليكم بالسمع والطاعة ) فإنّك تريد منّا أن نقول غداً : ( رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا ) ، وأمّا قولك : ( أنا لا أدري من الله ) فإنّ الله ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين ، وأمّا قولك : ( إنّي لا أدري أين الله ) فإنّ الله تعالى بالمرصاد .
قال : فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا .
نفاه معاوية إلى البحرين ، وتوفي فيها سنة 56 هـ ، ، ومزاره مشهور يزوره المؤمنون في جنوب ( المنامة ) ، عاصمة البحرين .