قرار تحويل تلعفر والطوز إلى محافظتين يثير جدلًا سياسيًّا واسعًا

اثار قرار مجلس الوزراء تحويل طوزخرماتو وتلعفر الى محافظتين تتمتعان بصلاحيات تامة، حفيظة رئيس مجلس محافظة صلاح الدين عبد الجبار الكريم، الذي اعلن أنه سيعقد جلسة طارئة لمناقشة هذا القرار، فضلا عن اعتراض التحالف الكردستاني على القرار الذي وصفته بـ “الانتهاك الصارخ للدستور”، فيما ابدت الجبهة التركمانية تأييدها لتحويل قضاءي طوز خورماتو وتلعفر إلى محافظتين نظراً “للتهميش الذي عانت منه تلك المناطق ابان النظام البائد”.

وأبدى النائب عن التحالف الكردستاني ورئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب خالد شواني، رفضه قرار تحويل طوزخورماتو وتلعفر إلى محافظتين، معتبراً إياه “انتهاكا صارخا للدستور”.

وقال شواني، في بيان اطلعت عليه العالم، أمس الثلاثاء، ان “قرار مجلس الوزراء بتحويل قضائي طوزخورماتو وتلعفر الى محافظة قبل تطبيق المادة 140 من الدستور يعتبر انتهاكاً صارخاً للدستور لأن هذين القضائين مشمولين باحكام المادة 140 من الدستور وبموجب هذه المادة لايمكن اتخاذ أي قرار إداري أو سياسي لحين التسوية النهائية لمصير هذه المناطق”.

واضاف البيان، “سنقف بقوة ضد تمرير مثل هذا المشروع في مجلس النواب لمخالفاته الدستورية والقانونية ومايرتبه هذا القرار من آثار سلبية سياسية وأمنية”.

وسيكون القضاءان المحافظتين رقم 20 و21 في العراق بعد أن أقرت الحكومة العراقية، العام الماضي، تحويل قضاء حلبجة في إقليم كردستان إلى المحافظة رقم 19.

من جانب آخر، أعربت النائبة عن الجبهة التركمانية زالة النفطجي، تأييدها لتحويل طوزخورماتو وتلعفر إلى محافظتين نظراً للتهميش الذي عانت منه تلك المناطق آبان النظام البائد.

وقالت النفطجي أمس الثلاثاء، ان “المكون التركماني ينتظر مثل هكذا قرار منذ سنوات، وبالأخص في الآونة الأخيرة بسبب تردي الوضع الأمني والإهمال الإداري منذ فصلها عن كركوك وضمها إلى محافظة صلاح الدين”.

وأشارت النفطجي، إلى أن “الحكومة الإتحادية تهمل شؤون قضاءي خورماتو وتلعفر، لذا طالبنا مراراً وتكراراً من الحكومة الإتحادية تحويلهما إلى محافظتين لكونهما مستوفيان الشروط من ناحية نسبة السكان والرقعة الجغرافية والنواحي والقرى التابعة لهما”.

وأضافت النائبة، أن “تحويل القضائين إلى محافظتين هو قرار صائب لكي تستطيعا إدارة شؤونهما بنفسهما أسوة بباقي المحافظات العراقية”.

من جهته، قال عادل عبد الله عضو مجلس النواب، إن “مثل هذا القرار بحاجة إلى تمريره في مجلس النواب”، مضيفا، أن “مجلس الوزراء تسرع في إصدار مثل هذا القرار نظراً لعدم وجود أركان المحافظة لدى هذين القضاءين”، مبيناً في الوقت نفسه، أن “قرار تحويل قضاء حلبجة إلى محافظة لم يصل إلى الآن لمجلس النواب”.

واعربت ادارة قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، أمس الثلاثاء، عن استغرابها من قرار الحكومة الاتحادية بتحويلها الى محافظة، وفيما اشارت الى ان “القرار خارج ارادة ابنائها”، اعلنت عن عقد اجتماع عاجل مع مجلس المحافظة لمناقشته.

وتساءل قائممقام طوزخورماتو شلال عبدول، “اي طوز يقصدون انها اصبحت محافظة؟ قد تكون غير قضائنا”.

وبين عبدول، ان “هذا القرار خارج ارادة ابناء القضاء وادارته ومجلسه وهو مزايدات سياسية”، لافتا، الى ان “مجلس طوزخورماتو ومجلس محافظة صلاح الدين سيعقدان اجتماعا طارئا اليوم لمناقشة قرار اعلان الطوز محافظة الى جانب تلعفر”.

من جهته، عَدَ النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي، أمس الثلاثاء، قرار مجلس الوزراء بتحويل طوزخورماتو وتلعفر إلى محافظتين “دليل اهتمام الحكومة بمطالب الاهالي”، فيما اشار الى ان “تمتع القضاءين بموارد طبيعية ساعد على اتخاذ هذا القرار”.

وقال البياتي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، وتابعته “العالم”، إن “موافقة مجلس الوزراء على طلب اهالي طوزخورماتو وتلعفر بتحويلهما إلى محافظتين مستقلتين دليل على اهتمام الحكومة بمطالب الاهالي والشعب ككل”، مضيفا ان “طوزخورماتو وتلعفر يتمتعان بموارد طبيعية وعدد سكان جيد ما ساعد مجلس الوزراء على اتخاذ هذا القرار”.

ويتبع قضاء تلعفر لمحافظة نينوى على الحدود السورية، بينما يتبع قضاء طوزخورماتو محافظة صلاح الدين، ويقول التركمان إنهم يشكلون الأغلبية في القضاءين وطالبوا عدة مرات بتحويلهما لمحافظتين.

وطوزخورماتو من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان، ويتوقع أن يرفض الكرد القرار قبل تسوية النزاع بشأنه.

ويطالب الكرد بتطبيق المادة 140 من الدستور والتي تتضمن خارطة طريق لتسوية النزاع بشأن المناطق التي يقولون إنه جرى اقتطاعها من إقليم كردستان جراء سياسات النظام السابق.

يذكر ان نوابا عن طوزخورماتو وتلعفر طالبوا بإجراء استفتاء شعبي لاهالي تلعفر والطوز بشأن تحويلها الى محافظتين.

العالم