د. صادق العبادي: الوقف أول مؤسسة مدنية ظهرت في التجربة الإسلامية أیام النبي(ص)

442

23297_775

الدکتور صادق العبادي، باحث متخصص في مجال تاریخ الحضارة الإسلامية، و شؤون الوقف الإسلامي في حوار خاص لـ”شفقنا” عن النظام الوقف في الإسلام:

کیف ظهر نظام الوقف فی الاسلام؟

یعتبر الوقف أول مؤسسة مدنية ظهرت في التجربة الاسلامية أیام النبي الاکرم (ص)، ومن دون أی أمر إلهي وذلك عندما طلب أحد الصحابة من النبي (ص) أن یشیره إلى طریقة یستطیع بها أن یحفظ أرضًا کسبها، فقال له النبي: «حبس الأصل وسبل الثمر» وبذلك نشأت سنة الوقف وسار علیها بقية الصحابة إلى یومنا هذا وأصبح نظام الوقف من أهم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية بین المسلمین.

نظرًا إلى الوقف تعتبر سنة دینية قدیمة عبرها الزمن، وإن کثیرًا من الأوقاف ظهرت لخدمات دینية فهل مازال العصر الحاضر بحاجة إلى مؤسسات وقفية؟

من اللافت أن المؤسسات الوقفية أو ما یعبر عنه بـ«الموسسات الخیرية» او «المؤسسات المدنية» أخذت في التوسع والنمو فی العصر الحدیث وظهرت أهمیتها بعد تغول دور الدولة والحکومات، وقد توصلت الحکومات الغربية إلى ضرورة دعم ثقافة المؤسسات الوقفية وفقا للتشریعات الحدیثة للتقلیل من کاهل المسؤولیات الحکومية.

المشکلة ان بعض المسلمین یتصور ان الوقف مؤسسة دینية مقدسة وبالتبع لایمکن ایجاد تغییر فیها، في حین ان أحکام الوقف الفقهية وتشریعاتها القانونية قابلة للتغییر لکی تواکب العصر وحاجة المجتمع. وإلىوم نحن أحوج ما نکون إلى الوقف بشرط ایجاد التغییر في الاهداف وأنظمة الادارة.

في أي مجال من الوقف یجب التغییر؟

ان التغییر والتجدید في الوقف یجب ان یکون في کل مناحي مؤسسة الوقف وأحکامها الفقهية عبر الفقهاء، وتشریعاتها القانونية عبر القوی التشریعية لکل بلد إسلامي وأنظمة الوقف الداخلية عبر مستشاري القانون، وأنظمتها الادارية والمالية عبر المختصین بأمور الادارة والاقتصاد، فالوقف کأي مؤسسة مالية لابد ان تسیر وفق انظمة الادارة والمال المعاصرة.

ما هي المجالات المناسبة للوقف فی الوقت الحاضر؟ وما هي الأموال التي یمکن  وقفها؟


لا یمکن تحدید مجال معین، فکل الخدمات والأنشطة الاجتماعية لها القابلية في مجال الوقف کما کان سابقًا، وأما المال الذي یمکن وقفه کذلك یمکن وقف الأموال الجدیدة کـ«وقف الأسهم» و«وقف النقود» مثلا، ولکن ذلك بحاجة إلى تشریعات حدیثة وفتاوی من الفقهاء مناسبة مع التطورات التي حدثت في مجال الاقتصاد.

ما هي الدول الإسلامية التي قامت بتطویر الوقف بشکل أفضل و أوسع؟

بعد ان تبنت «البنك الاسلامي للتنمية» مشروع تطویر الوقف في بداية الثمانینيات، وبعد أن اتجه العالم الغربي نحو دعم مؤسسات المجتمع المدني من أجل أن تحدّ من توسع وتغوُّل المؤسسات الحکومية علی حساب مصلحة الناس، اتجهت کثیر من البلاد الاسلامية نحو تطویر الوقف تشریعًا ومالا وإدارة، دولٌ مثل ایران والسعودية والکویت ومصر وعمان والسودان وترکیا والسودان وغیرها وکانت تجاربها مثمرة ولکنها بحاجة إلى المزید.

ماهي نشاطاتك البحثية في مجال الوقف؟
لقد نشرت مجموعة مقالات عن تجربة الوقف في البلدان الاسلامية في «مجلة الوقف، التراث الخالد» التي تصدر من طهران، وقمت بترجمة «مجموعة القوانین الوقفية في إيران إضافة إلى ترجمة کتاب «نظام الوقف و المجتمع المدني في الوطن العربي» المطبوع في بیروت من اللغة العربية إلى الفارسية تحت عنوان «”ساختار وقف در جهان إسلام” وأيضا نشرت مجموعة الفتاوی والأحکام الفقهية الجدیدة للفقهاء المعاصرین في إیران.

تابناك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*